معارض مؤتمرات

بالصور: مزج بين الفنّ و القانون بألوان دليلة بن الحاج سالم 

لم أكن أعرف أن الحياة في عالم الألوان ستكون ملاذا جميلا ....انه القدر الجميل فعلا

 

 

التاريخ كما يجب أن يكون هو الاعتراف بنساء ليست ككل النساء … و كما يقول نزار قباني لأن الحضارة أنثى، فان أي ثورة لا تفلح متى غاب نساؤها و إن أي تحرر لا يصح متى أهمل المرأة هذه المرأة هي الحياة بجمالها تغيير كل الموازين … هي الهام الفنان …هي الكفاح و النضال مهما كانت جنسيتها…. تطل دوما و تطوق لمستقبل زاهر….قدر المرأة التونسية و السعودية و المصريّة و الخليجية و الجزائرية و الامارتية و اللّيبية و الفلسطينيّة و السورية، هي المرأة العربية و الافريقية أن تكون دوما شامخة ، معتزة بدينها و بعروبتها…تصارع مجتمعا ذكوريا …تصارع العرف و التقاليد…. تسبح دوما ضد التيار..

استاذة في القانون و محامية و فنانة تشكيلية هي مُناضلة ، تُناضل من اجل الحق و الحرية و المساواة و اليوم هي تُناضل عبر الفن و ترسم لوحات فنية لنساء مُناضلات

 

دليلة بن الحاج سالم، تحصلت على شهادة الباكالوريا شعبة أداب و التحقت لدراسة العلوم القانونية بكلية العلوم القانونية و السياسية و الاجتماعية

 

تحصلت على شهادة الأستاذية في العلوم القانونية ثم بعد مناقشة أطروحة الماجستير تحت عنوان التحكيم التجاري الدولي، تحصلت على شهادة الماجستير في العلوم القانونية الاساسية.

 

تقول الاستاذة و الفنانة دليلة:

 

دراستي للقانون كانت تتويجا لحلم منذ الطفولة بأن أدرس و أتعمق في مادة القانون ، لأمتهن مهنة المحاماة و ارتدى بالأسود و الأبيض و أترافع في قاعات المحكمة ناصرة الحق أينما كان. كانت صورة المحامية التي تدافع بشراسة عن الحقوق و الحريات تلازم تفكيري بعد أن عاينت و عشت ظلما مازالت أثاره بنفسي. أردت أن أحقق لنفسي ما كنت أصبو اليه منذ الصغر، و انغمست في الدراسة الجامعية و كرست كل وقتي للبحث و المراجعة لأنجح ة أتمييز و لأضمن الالتحاق بالمهنة التي أحلم بها.

 

اعتزلت الحياة الاجتماعية و انحصرت علاقاتي بعالم الجامعة و الكلية ثم بأروقة المحكمة و قاعات الجلسة. كان هذا فقط العالم الذي أعيش فيه و لا أدري ان كنت سعيدة أم لا أو أني لم أطرح أبدا هذا السؤال بالنظر الى النسق المعقد و الضغط اليومي لعملي بالمحكمة.

 

أحببت حياتي المهنية أكثر مما ينبغي ….و في أول تجربة إنسانية فشلت و اعتقدت نفسي طيلة سنوات أني محصنة من الفشل ، كيف للفشل أن يطرق بابي ؟؟؟ لكنه اقتحم كياني و زعزع ما كنت أعتقد أنه ثابت.

 

في فترة البحث عن الذات، عن طريقة ألملم بها شظايا نفس تعبت من الفوضى، من الضغط و الرتابة، أبحث عن عالم جديد أكون فيه أنا بكل عفوية و تلقائية…عالم غير الذي أعيش فيه بصفتي محامية…وجدت نفسي تختار الانضمام إلى أكاديمية الفنون الجميلة للأستاذة الفنانة التشكيلية سناء هيشري

 

التي ادخلتني في عالم الرسم و الابداع و الفنون الجميلة التشكيلية ،

 

عالم الألوان و الرسم و الإبداع بدا لي أكثر من مستحيل باعتباري أجهل تقنيات الرسم و أبجديات العمل الفني، اعتقدت لفترة ما أن عدم حصولي على تكوين أكاديمي سيكون حتما عائقا أمامي. لكن لم أكن أدري أن سحر هذا العالم و جاذبيته و خاصة الإيمان بأن بداخل كل منا فنان ، كاف ليجعلني أمسك بالريشة بكل ثقة و أرسم لوحات زيتية بتقنيات مختلفة لأشارك في معارض ضخمة ضمن أكاديمية الفنون

 

الجميلة للفنّانة التشكيلية سناء هيشري تحت تأطيرها و إشرافها ، كانت تجارب فنية رائعة

 

لم أكن أعرف أن الحياة في عالم الألوان ستكون ملاذا جميلا ….انه القدر الجميل فعلا.

 

و في إطار المشروع الفني الذي اخترعتْهْ الاستاذة سناء هيشري و ذلك مُنذ قرابة 3 سنوات وهو تسليط الضوء على نساء مناضلات عبر التاريخ، نساء عربيات، تونسيات ساهمن في رسم منعرج جديد و حملن فكرا و موقفا سجله التاريخ، و ضمن مبدأ جوهري في بلورة التاريخ كما يجب أن يكون ساهمت في رسم عدة لوحات فنية أعتبرهما مثالا للمرأة الثائرة على واقعها و المناضلة لتحرير جيل كامل من قيود الجهل و التخلف الفكري

لوحة زيتية تحت عنوان : الأم… الأخت…الزوجة…..الصديقة.. .هي الأنثى..العربية المسلمة

 

تجسد امرأة من خلف جدار خفيف ، تطل باحتشام و لكن بثقة ….تلقي عينا على الغد على المستقبل بكل حياء و هي سمة من سمات المرأة العربية و التي مهما علا شأنها تبقى نظرتها يسودها الاحتشام و الحياء .

 

فرض المجتمع العربي على المرأة أن تكون دوما في الصف الثاني لكنها تناضل من أجل نيل مراتب أولى و تجر وراءها جبلا من النساء ينسج على منوالها.

 

تصارع المرأة العربية قساوة التاريخ الذي يتجاهل كفاحها و نضالها في ساحات الوعي ، غريب أمر هذا التاريخ ينسى نضالات المرأة و يلغي حضورها جنب لجنب مع الرجل في مقاومة الاستعمار أمثال فاطمة بوبكر ناضلت الاستعمار الفرنسي في منطقة برقو التونسية, رفيعة برناز و هي من كبار المناضلات المقاومات للاحتلال . نساء

 

وجدت نفسها في حرب من أجل البقاء و العيش في وطن حر.

 

تطورت أشكال النضال لتتحول المرأة الى عنصر فاعل و تناضل من أجل استقلال وطنها اقتصاديا مثل السيدة لبنى العليان المرأة السعودية التي اكتسحت قائمة أقوى النساء صاحبات الأعمال و إدارتها لأكبر إمبراطورية تجارية. انها المرأة التي تتحدى العراقيل ة تضع لنفسها أهدافا استثنائية. دون أن ننسى النضال الفكري الذي قادته الدكتورة نوال السعداوي، المصرية التي انتقدت بشدة العقول الجامدة و دعت لتحرر المرأة المصرية من قيود الجهل …..هذا قدر المرأة دوما تنضال سياسيا، اقتصاديا، فكريا، اجتماعيا ….تجدها دوما جاهزة للكفاح و العطاء و البناء لغد أفضل، لا تريد المرأة العربية من العالم الا جزء لإثبات

 

لوحة فنية اخري تحمل عنوان :

 

أروى القيروانية….المتمردة على تعدد الزوجات

 

صاحبة الجمال الباهر…و العقل الزاهر….، من جذور يمنية لكن نشأتها كانت بتونس . ألزمت أبو جعفر المنصور بعقد زواج يمنع عليه تعدد الزوجات. لقد فرضت أروى القيروانية رغم أن تعدد الزوجات كان سائدا على زوجها أن لا يتزوج امرأة ثانية طالما أنها زوجته. الأمر أقرب للخيال لكنه واقع فعلا، بفضل جمالها و حنكتها تمكنت أروى القيروانية من تغيير منهج اجتماعي بأسره . كانت أروى القيروانية ابنة لتاجر ثري جدا و استقر بتونس , كانت فائقة الجمال و انبهر بجمالها و ذكائها أبو جعفر المنصور القادم الى القيروان و لم يتردد خطبنها من والدها و وافقت أروى على الارتباط به غير أن والدها وضع شرطا لأبي جعفر المنصور و هو أن لا يتزوج على ابنته أروى أبدا عليها كما اشترطت أروى ان لا يتخذ الجواري معها و في صورة حدوث ذلك فان طلاقها بيدها.

 

أروى القيروانية هي امرأة ليست ككل النساء … امرأة استثنائية رسمت بصمة في تاريخ القيروان و تاريخ تونس.. كانت لها نظرة استشرافية و حداثية متميزة بإيمانها بأن المرأة التونسية و العربية لا بد لها أن تعيش بكرامة و اعتزاز ، أروى القيروانية هي من زرعت البذرة الأولى لمجلة الأحوال الشخصية التونسية.

 

أجد نفسي في هذه المحاولة الفنية لرسم ملامح الجمال و الذكاء لامرأة رائدة في مجال الأحوال الشخصية، أمزج بين الفن و القانون …انه لقاء الجمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق