أقلام حرّة

أمير الظل

عبد الله البرغوثي، من مواليد الكويت سنة 1972م، لم يكن إلا ميكانيكيا وهو صغير، لكن وقع في أكوام من الديون التي وصلت إلى 5000 دولار، وعمره 18 عاما! فقرر أن يتعلم الهندسة الإلكترونية في كوريا

 

مقال كتبته/ إسراء محمد نجيب

كأي شاب يحلم أن يكون مهندسا، صار مهندسا ولكن ليس كأي شاب، حُكم عليه بالسجن امدة 5200 سنة، أطول من عمر نوح عليه السلام بخمس مرات؟! نعم، حُكِم عليه بالسجن المؤبد 67 مرة! لكن لماذا؟

عبد الله البرغوثي، من مواليد الكويت سنة 1972م، لم يكن إلا ميكانيكيا وهو صغير، لكن وقع في أكوام من الديون التي وصلت إلى 5000 دولار، وعمره 18 عاما! فقرر أن يتعلم الهندسة الإلكترونية في كوريا، وأتقن اللغة الكورية وخمس لغات أخرى، وتعلم ألعاب قوة كالجودو والكراتيه، واستطاع كسب أموال كثيرة… كان يمكنه أن يسافر ويقضؤ حياته في ترف ونعيم..
لكن في داخله شعور طاغٍ وعارم بحب وطنه فلسطين، كان يطمح كأي مواطن (أوكراني مثلا) أن يحرر وطنه، أتقن اختراق الإلكترونيات والشبكات العنكبوتية، وظَّف ذلك في عمليات كثيرة تساعد وطنه، إلى جانب أنه استطاع أن يصنع المتفجرات بجميع أنواعها، وعلى مدار ثلاثة أعوام تزعم عصابات تصدت للعدو المحتل واستطاع من خلالها قتل 67 منهم وإصابة 500!
وهنا لا أتحدث عنه الآن إلا لأشير أن في بلادنا العربية الجميلة كثيرين يستطيعون سحق قوى الظلام التي ترفرف أعلامها على أحلامنا، إلا أننا لا ندري، وكل بصيص نور يبزغ من الصخور تطفئه رياح عاتية..! وعندما قامت الحروب الأخيرة بين روسيا وأوكرونيا وجدنا أن ثمن الإنسان هناك أغلى من هنا بفارب عظيم.. وللأسف لا يمكننا أن نلوم شبابنا الذي يطويه الإهمال والسكوت والصمت القابع على صور الواقع.. وأمام أعيننا أحلامنا ننسفها.. وعلومنا العظيمة رابضة في زوايا الآلام تبكينا.
…….
عندما سُجن عبد الله البرغوثي لم يستسلم، كان قلمه سيفه العنتري الذي يطل من خلف القضبان ملوحا بالثبات، فله من أدب الأسرى مؤلفات عديدة:
– أمير الظل
– مهندس على الطريق
– المقدسي وشياطين الهيكل المزعوم
– ااماجدة
– المفصلة
– فلسطين العاشقة والمعشوق
وأقول ههنا الكتابة ليست مفرا من الواقع وحسب، وإنما قد تكون هي سلاحك الوحيد في الواقع المظلم.. وهي ضوء الأجيال الآتية لترشدها، فلا تنسفوا قضاياكم وتهدسوها، وذَكِّروا أبناءكم دائما بحقيقة هُويتهم، أنتَ عربي مُسلم، وحقيقة إنسانيتهم، وأنهم مسئولون عن ذلك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق