ثقافة وقراءة

لمثل هذا فليعمل العاملون

د.مصطفى محمود

• في مشهد الجنازات ينتابني الفزع من لحظة إغلاق القبر وتسارع الناس لترك ميتهم !
• خارج القبر أحدهم يبكي.. والآخر حزين.. وآخر هناك لا يُبالي!
• وفي داخل القبر أحدهم يقول: ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد – ﷺ – ، وآخر يقول: هاه هاه لا أدري!

• في الخارج يُحكمون إغلاق القبر من هنا ومن هناك وكأنهم يخشون خروجه !
• وفي داخل القبر أحدهم يقول : رب أقم الساعة، وأحدهم يُنادي : رب ارجعونِ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت.

• في الخارج يتأفف أحدهم من التراب، وترهقه حرارة الشمس أو برودة الجو، ويمل من طول الدعاء!
• وفي داخل القبر لا يملك أحدهم إلا مترين في متر من كون فسيح، وقطعة قماش، وعَمَلِه، ودعوات صالحات.

• في الخارج لا تكاد تمضي ربع ساعة إلا وقد فرغ المكان وساد السكون ، وخيم الصمت ورحل الزوار!
• وفي الداخل ضجيج ! أحدهم يُنعّم ويرى مقعده من الجنة.. وآخر يصرخ من ضيق المكان وظلمته ومن الهول والفزع.

• في الخارج أناس قد انتقلوا من بيت مكيف ، لمسجدمكيف، بسيارة مكيفة، ويتعجلون الرحيل من الحرّ أو البرد !
• وفي داخل القبر يسمعون قرع نعال أحبتهم وهم يغادرون، أحدهم في سعة ولطف ورحمة، وآخر في ضيق وحر ونكد.

• أفي النعيم المقيم نحيا، أم في العذاب نشقى؟
“لمثل هذا فليعمل العاملون” (لا نجاة من الموت )
• اللهم إنا مقصرون فاعفُ عنا يارب .
• اللهم عاملنا بعفوك ورحمتك وجودك وكرمك .

• اللهم نسألك حسن الخاتمـة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق