فن وفنانين

المخرجة السعودية .. هيفاء المنصور: تكريمي بمثابة احتفاء لبنات السعودية

 

كتبت: نورا أنور

بحــروف ممزوجــة بعبــرات اللحظــة، تمنــت المخرجــة الســعودية هيفــاء المنصــور أن تســعفها كلمتهــا دون أن تدمــع عيناهــا، أثنــاء تكريمهــا فــي الــدورة الاولي
لمهرجـان البحـر الاحمـر السـينمائي المقـام حاليـاً فـي »جـدة التاريخيـة.
إذ قالـت: أتمنــى أن أتمكــن مــن الكلام اليــوم دون أن أبكــي، هــذه لحظــة ســعيدة، وأنــا فخــورة جــدا بهــذا المهرجــان الجميــل، وهــذا الاجتمــاع الحافــل، الــذي يحتفــل بالفنــون، ويحتفــي بلحظــة جديــدة فــي تاريخنــا كســعوديين.
وتابعــت المنصــور: أنــا بــدأت قصتــي مــع الســينما كطفلــة، فمشــاهدة فيلــم كان بالنسـبة لـي حلمـاً، ناهيـك عـن صناعـة فيلـم قصيـر، ومـن ثـم أول صانعـة
افلام طويلــة فــي الســعودية. لا أصــدق أن احلامي تحققــت علــى أرض الواقــع، بـل وبلغـت التكريـم هنـا، بيـن أهلـي وناسـي، فـي أول مهرجـان للسـينما، لعمـري تلـك لحظـة حاسـمة تحكـي قصصنـا الملهمـة.
السينما أعطتنـي  صوتـي الـذي كنـت أحتاجـه كامـرأة ولـدت وتربـت فـي السـعودية، خلال فتـرة لـم تكـن فيهـا المرأة والفنـون فـي مركـز الضـوء، الان نحـن المركـز ذاتـه، وقـد كتبنـا اليـوم صفحـة جديـدة فـي تاريـخ حضـارة المنطقـة، فنحـن نشـارك بفاعليـة، ونشـهد علـى التغييــر.
نصحــت هيفاء  الفنانــات الســعوديات الا يخشــين ذكــورة الصناعــة الســينمائية، مؤكــدة أن نجاحــات المــرأة كبيــرة لكنهــا قليلــة مقارنــة بمــا يحققــه الرجــل، ليــس علــى مســتوى صناعــة السـينما السـعودية فحسـب، بـل وعلـى مسـتوى هوليــوود والعالــم.
وتابعــت هيفاء : “طــوال حياتــي الفنيــة أكثــر مــا يقلقنــي الا يأتــي يــوم نتخلــص فيــه مــن الخــوف مـن السـينما فـي مجتمعنـا، وظـل هـذا الهاجـس يطاردنــي، غيــر أننــي كنــت أفكــر دومــا في كيفية التخلـص منـه، والتخلـص أيضـا من هاجس القلق خـلال الانتقـال مـن مرحلـة الاعمـال الوثائقيـة إلـى صناعـة الافلام الروائيـة، وبالطبـع، الفيلـم الروائـي يختلــف عــن الوثائقــي، لان الاول مكلف انتاجيا ويحتــاج ميزانيــة ضخمــة، وطاقــم عمــل ضخمــا وسيناريو جيد ليتمكـن مـن جـذب ممـول وطاقم
واضافت هيفـاء: “ظهـرت عـام 2012 بـوادر لتطـوّ ر
الصناعــة الســينمائية، لكــن التخــوّ ف كان ولا يزال موجود ولهــذا اضطررنــا فــي أعمالنــا لتصويــر المشاهد الخارجية تحديدا  خــارج الســعودية لكــن بعــد ذلــك اختلــف الوضــع تمامــا اصبحنا نصــو ر فــي شــوارع الريــاض وغيرهــا، ورغــم  بعــض الصعوبــات، مثــل رفــض بعــض الاهالي التصويــر فــي شــوارعهم وحاراتهــم، مــا اضطر نــا الاستعانة بالشــرطة لتسـهيل المهمـة”.
وبمـرور الوقـت أصبـح لدينـا القـدرة علـى اسـتخراج تصاريـح التصويــر، وأصبحــت هنــاك شــرعية للفنــان فــي
الشـارع السـعودي، وهـو مـا أعطانـا دفعـة قويـة لصناعــة الفيلــم الســعودي، خصوصــا انني احب التصويــر فــي أماكــن ســعودية تمامــا ما دفعني فـي كثيـر مـن الاحيان لمواجهـة الرافضيـن، إلـى أن اختفـت هـذه الاصوات فـي الوقـت الحالـي إلـى حـد كبيـر، فاختفـى الخـوف مـن التصويـر فـي الشـوارع السـعودية، إذ أصبـح المجتمـع يتقبـل صـورة وجود امــرأة مخرجــة تمــارس عملهــا فــي الشــارع.
وحــول كتابتهــا للســيناريو، قالــت المنصــور: “أســتلهم شــخصياتي الروائيــة مــن شــخصيات التقيـت بهـا وتعاملـت معهـا فـي المجتمـع، حتـى  تكــون شــخصيات حيــة، فمثــا كان لــدي ابنــة أخ شــقية للغايــة وكان لديهــا رغبــة فــي النجــاح، وقـد اسـتلهمت شـخصية “وجـدة” منهـا، والكثيـر مــن شــخصيات أعمالــي الفنيــة تشــبه محيطيــن بــي فــي حياتــي الشــخصية، وبشــكل عــام فــإن شــخصيات أعمالــي الفنيــة لســن ضعيفــات، بــل
مســتضعفات، وهنــاك فــرق كبيــر.
وكشــفت هيفاء :  عــن عــرض مسلســل لهــا علــى منصــة نتفليكــس فــي الفتــرة المقبلــة، مضيفــة أنهــا تحــرص علــى اختلاف شــخصيات أعمالهـا الفنيـة والهـدف الاول والرئيـسي لهـا هـو إســعاد المشــاهدين.
وعـن تواجـد المـرأة السـعودية فـي السـينما، قالت”حققـت المـرأة السـعودية حضـورا جيد للغايــة، فلدينــا شــهد أميــن وغيرهــا”،
وتابعــت: “تواجــد المــرأة الســعودية فــي الســينما كبيــر
لكننــا نحتــاج إلــى تنــوع هــذا الحضــور، فــا يتوجـب
أن تكــون كل الســعوديات العامــلات فــي مجــال الســينما مخرجــات فقــط، نحتــاج أيضــا لمصورات وموسـيقيات، فالسـينما تحتـاج تنوعـا في الطاقم وهــذا المطلــب ينقصنــا حتــى الان فــي الســينما السـعودية التـي تحتـاج إلـى فنـي إضـاءة وصـوت، مـا يضطرنـا للاسـتعانة بهـم مـن الخـارج.. باختصـار نحتــاج طواقــم محليــة لدعــم صناعــة الســينما،مــع الوضــع فــي الاعتبــار أن المهنــة صعبــة
للغايـة”
واشارت: “بشـكل عـام أشـعر أن المـرأة الســعودية لهــا تواجــد كبيــر فــي الســينما، لكــن المشكلة ايضا وهــي مشــكلة عربيــة عامــة تكمــن فــي النصــوص الســينمائية.
واختتمت المنصــور: »أريــد أن أشــكر ســمو الامير بــدر بــن عبدالله بــن فرحــان، رائــد الثقافــة فــي الســعودية، أنــه منــح هــذه الفرصــة الثمينــة لنــا كمخرجيــن ومنتجيــن، وتكريمــي أنــا كامــرأة يعنــي الكثيــر لــكل البنــات فـي السـعودية، بـل هـو احتفـاء ببناتهـا كافـة، وأتمنـى لا تخشـين المنافسـة،
فنحـن قادمـات وبقـوة، ونحـن مـن سـنكون التغييـر.
ويذكر ان المخرجة هيفاء المنصوري أخرجت 3 أفلام قصيرة  “من؟” و “الرحلة المريرة” و” المخرج الوحيد”
كما فازت بفيلم “المخرج الوحيد” بجوائز في الامارات وهولندا
حصد فيلمها “نساء بلا ظل” جائزة الخنجر الذهبي كأفضل وثائقي في مسقط عام 2012 كما أخرجت وأنتجت “وجدة” أول فيلم روائي طويل
رشح فيلم “وجدة” لتمثيل السعودية في حفل جوائز األوسكار الـ86  عام 2019 حصدت جائزة كريستال من المنتدى االقتصادي العالمي.
* عام 2020 ،أخرجت فيلم “االاختيار”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق