فيس وبوك

الخبز المحروق

 

– بعد يوم طويل وشاق من العمل، وضعت أمي الطعام أمام أبي على الطاولة، وكان معه خبز محمص، لكن الخبز كان محروقا تماما…

– فمد أبي يده إلى قطعة الخبز وابتسم لوالدتي، وسألني كيف كان يومي في المدرسة؟…

– لا أتذكر بماذا أجبته، لكنني أتذكر أني رأيته يدهن قطعة الخبز بالزبدة والمربى ويأكلها كلها…

– عندما نهضت عن طاولة الطعام، سمعت أمي تعتذر لأبي عن حرقها للخبز وهي تحمصه…

– ولن أنسى رد أبي على اعتذار أمي، حينما قال لها:

– حبيبتي: لا تكترثين بذلك، أنا أحب أحيانا أن آكل الخبز محمصا زيادة عن اللزوم، وأن يكون به طعم الاحتراق…

– وفي وقت لاحق من تلك الليلة، عندما ذهبت لأقبل والدي قبلة (تصبح على خير)، سألته إن كان حقا يحب أن يتناول الخبز أحيانا محمصا إلى درجة الاحتراق؟…

– فضمني إلى صدره وقال لي هذه الكلمات التي تحتاج إلى تأمل:

– يا بني أمك اليوم كان لديها عمل شاق وقد أصابها التعب والإرهاق وشيء آخر، أن قطعة من الخبز المحمص زيادة عن اللزوم أو حتى محترقة لن تضر حتى الموت، فالحياة مليئة بالأشياء الناقصة، وليس هناك شخص كامل لا عيب فيه…

وعلينا اذا أن نتعلم كيف نقبل النقص في بعض الأمور، وأن نتقبل عيوب الآخرين، وهذا من أهم الأمور في بناء العلاقات، وجعلها قوية مستديمة، فخبز محمص محروق قليلا لا يجب أن يكسر قلبا جميلا…

– فليعذر الناس بعضهم بعضا؛ وليتغافل كل منا ما استطاع عن الآخر؛ ولنترفع عن سفاسف الأمور، فالنقد المُستمر يُميت لذة الشيء !…

– لذا فإن الشجرة لو تعرضت لرياح دائمة، لأصبحت عارية من أوراقها وثمارها !، كذلك الشخص .. إن تعرض للنقد الجارح باستمرار يُصبح سلبي…

– امدحوا حسنات بعضكم وتجاوزوا عن الأخطاء
فإن الكلام الجميل مثل المفاتيح .. تقفل به أفواهٍ وتفتح به قلوب.. انتهى…

– حفظكم وحفظنا الله ورحم أمهاتنا واباءنا وشهداءنا وكل امواتنا وأدخلهم الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق