المميزةبروفايل

محطات من حياة نجم الكوميديا الراحل: «عبدالمنعم إبراهيم»

 

 

ولاء نور الدين

ولد الراحل عبد المنعم إبراهيم في مدينة بني سويف يوم 24 أكتوبرمن عام 1924.

حصل على درجة البكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية في عام 1949 .

أحترف رحمه الله أداء الأدوار المساعدة، لاسيما أدوار صديق البطل، فقد شكل نظرية ناجحة في إضفاء أجواء الكوميديا على الأفلام جميعها .

وقد أطلق عليه العديد من الألقاب وأهمها وأحبها إلى قلبه «شارلي شابلن العرب».

***

ضمه أستاذه الفنان الكبير «زكي طليمات» إلى فرقة المسرح الحديث، حيث شارك في عدة مسرحيات قدمتها الفرقة حتى عام 1955 ثم إنضم بعدها إلى فرقة إسماعيل يس وكان من أبرزمسرحياته «خمس نجوم، مسمار جحا، سكة السلامة، حلاق بغداد، ست البنات، معروف الإسكافى».

عمله السينما:

تميز عبد المنعم إبراهيم في عشرات الأدوار المساعدة، ومن أكثر أعماله تميزًا روايةبين القصرين، إشاعة حب، الزوجة رقم 13، أضواء المدينة، إسماعيل يس في الأسطول و سكر هانم و السفيرة عزيزة ، أما عن الأدوار الرئيسية فقد كان أهمها على الاطلاق هو دوره في فيلم سر طاقية الاخفاء .

***

عمله بالدراما التلفزيونية:

تألق عبد المنعم إبراهيم فى العديد من المسلسلات التليفزيونية من بينها زينب والعرش، أولاد آدم.

زيجاته :

تزوج الراحل الكبيرعبد المنعم إبراهيم أربع مرات. كانت المرة الأولى في عام 1950من قريبة أحد أصدقائه وأنجب منها ثلاث بنات وولد هم «سلوى وسهير وسمية وطارق» التي رحلت في ريعان شبابها وعمرها لم يتجاوز ال37 عامًا

وذلك في عام 1961.

تزوج بعدها شقيقتها التي كانت مطلقة ولا تنجب أبناء لكنه طلقها بعد زواجهما بيومين فقط نظرًا للتشابه الكبير بينها وبين أختها المتوفاة ولم يستطع العيش مع هذا التشابه.

الزوجة الثالثة :

كانت «عايدة تلحوم» وهي لبنانية، وكانت تعمل في مكتب طيران الشرق الأوسط وأنجب منها إبنته الرابعة «نيفين» وتعيش حاليًا في بيروت بلبنان، وأثناء فترة زواجه منها تزوج للمرة الرابعة من «الفنانة كوثر» العسال وكانت زوجته اللبنانية على علم بهذا الزواج وماتت الزوجة الثالثة متأثرة بمرض سرطان الثدي عام 1982، أما الفنانة كوثر العسال فظلت زوجته حتى وفاته ليستمر زواجهما 20 عامًا.

***

مأساة شارلي شابلن العرب:

رغم خفة ظله التي إشتهر بها إلا أنه عانى كثيرًا في حياته الشخصية بسبب مرض زوجته الأولى ووفاتها بعد معاناة طويلة مع المرض تاركة له أطفال أصغرهم كان عمره عاما واحدا … وبعدها بعامين توفي أخيه عن عمر 35 عاماً ليترك في رقبته ستة أبناء وأمهم ليجد نفسه يرعى أسرة مكونة من 11 شخصًا.

عبدالمنعم إبراهيم، قال في حوار صحفي قديم له: «زوجتي توفيت وتركت لي أصغر طفل عنده سنة وأنا كنت وقتها لازم أقدم حاجات تضحك الناس وعشت أصعب أزماتي النفسية وأنا أعلم أنها ستموت، يعني فيه قسوة شويه يمكن ربنا أراد أنه يختبرني لأنه قبل ما تموت بفترة الدكتور المعالج قالي أنت راجل وتقدر تتحمل فقلتله أيوه عايز تقول إيه؟ قالي هي حتعيش ست شهور فقط أنا دوخت والدنيا درات بيا وهي جت بعد شوية عشان تطمئن على النتيجة الأخيرة فقال لها لا مفيش حاجة أنتي كويسة وهي فعلًا كانت في صحة كويسة شكلًا يعني».

وأضاف:

«أنا كنت بنام صاحي ماكنتش بقدر أنام، بقعد أبصلها كده وأقوم أخرج للبلكونة عايز أزعق وأصرخ عايز أقول ليه يا رب؟ كانت حاجة أرجوا أن ماحدش يشوفها إطلاقا لأنها حاجة قاسية جدًا خصوصًا إني تعبت جدًا أثناء مرضها وكان يمكن لهذا السبب قدرت أعمل تراجيديا».

***

جوائز :

حصل نجم الكوميديا على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عام 1983 وفى عام 1986 حصل على درع المسرح القومى الذهبى وعدد من التكريمات من تونس والمغرب والجزائر عن مجمل أعماله.

***

وفاته :

تقول إبنته سمية عن تفاصيل رحيله :

«أن والدها كان يشعر بدنو الأجل رغم أنه لم يمرض مرضًا شديدًا وحزن جدًا لوفاة أصدقائه الذين ماتوا قبله خاصة الفنان «محمد رضا» وكان يقول :خلاص دورنا قرب».

وتابعت:

«أوصاناوالدي رحمه الله بأن تخرج جنازته من المسرح القومى لأنه كان يعشق المسرح ويعتبره بيته، وأن ندفنه فى قريته، «ميت بدر حلاوة»وهي إحدى قرى مركز سمنود بمحافظة الغربية والتى أقام فيها مقبرة حتى نظل مرتبطين بمسقط رأسه طوال حياتنا، وكان يعمل حتى آخر أيام حياته، وعندما أصيب بمياه على الرئة ودخل الرعاية المركزة، صمم على الخروج رغم رفض الأطباء، وأنفعل لأنه كان مرتبطًا بمواعيد تصوير، وقال للطبيب:

«لازم أخرج، المنتج هيتخرب بيته»، وأثناء قيامه بدوره فى مسلسل «أولاد أدم»مع نادية رفيق وأحمد مرعي وفاروق الفيشاوي كنا نأخذ الطبيب ليعطيه الحقن خلال التصوير».

وأضافت الابنة:

بعد خروج والدى من المستشفى بشهر وفى أثناء عرض مسرحية «5 نجوم» على مسرح السلام، قال لشقيقتى «سهير» فى أحد الأيام:

«أنا سددت فلوس الجزار والبقال وليس علينا أى أموال لحد»، وقال لعمتى التى جاءت لزيارتنا «نفسى آكل الرز بتاعك»، فطبخته وأكل منه، ثم دخل لينام ساعة قبل نزوله للمسرح، ودخلت أختى سهير لتستأذنه بالخروج، فانتفض، وقال لها: «إزاى ماتصحنيش الساعة 7 وعندى مسرح»، وإرتدى ملابسه بسرعة، وبمجرد نزوله نادانا عامل الجراج، حيث وقع والدى وطلب كوب ماء، وأصطحبناه بسرعة للطبيب والذى أوصانا بنقله فورًا للمستشفى، ولكنه توفى فى 17 نوفمبر ونفذنا وصيته، وخرجت جنازته من المسرح القومى حسب وصيته ودفن بقريته فى 19 نوفمبرمن 1987 إلى جوار والده ووالدته وشقيقه .

رحمه الله بقدر مارسم البسمة على شفاة الملايين في مصر والعالم العربي رغم كل آلامه واوجاعه بسبب الظروف التي وضع فيها.

رحمه الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق