ولد الهدي

“لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة”

بداية حياته صلى الله عليه وسلم عمل بمهنة رعى الأغنام منذ أن كان صبيا لأهل بيته ولأهل مكة ليكتسب رزقه وقوته فخير الخلق لم يكن مرفها منذ طفولته

 

كتبت: ولاء نور الدين
تحتفى الأمة العربية والإسلامية فى مثل هذه الأيام من العام الهجرى بمولد سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين فى يوم الثانى عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل حيث إنه أضاء مكه بمولده بحسنه وجماله وبهائه، فكان مولده بشرى لأمه آمنة بنت وهب وخير خلف لأبيه الهاشمى المتوفى وهو فى بطن أمه عبد الله بن عبد المطلب
“لقد كان لكم فى رسول الله قدوة حسنة” نعم لنا فى رسولنا الكريم نبى الهدى والرحمة المهداة خير الأنام أسوة حسنة يجب علينا جميعا أن نقتدى ونحتذى به فى أقواله وأفعاله ففى بداية حياته صلى الله عليه وسلم عمل بمهنة رعى الأغنام منذ أن كان صبيا لأهل بيته ولأهل مكة ليكتسب رزقه وقوته فخير الخلق لم يكن مرفها منذ طفولته


بل كان يعمل ليكسب المال من عمله وكانت مهنة رعى الأغنام لها أكبر الأثر فى حياته واكسببته من الصفات ما يعينه على النبوة، فتعلم منها الصبر والرحمة والألفة والاهتمام والعناية والرفق والعطف والحرص والمسئولية، وكان سبب عمله سعيه الدائم والمستمر لتحصيل الرزق الحلال الطيب وألا يكون عبئا وعالة على أحد بعد أن أصبح يتيم الأبوين ولم يستسلم لظروف يتمه بل أراد أن يعين عمه الذى أواه وكانت ظروف معيشته صعبة.
نعم لنا فى نبينا الحبيب أسوة حسنة حيث تحلى رسولنا الكريم بالإيجابية والمسئولية فهو منذ صغره مسئولا عن رعية مستضعفة وهى تحتاج إلى العطف والرفق فكل رأس فى القطيع العناية بمأكله ومشربه ومأواه والحفاظ عليه من الأعداء وهذه مسئولية الراعى الإيجابية
نعم لقد كان لنا فى رسولنا الكريم أسوة حسنة حيث تحلى رسولنا الكريم بالحكمة للحفاظ على رعيته منذ مولدها يوفر لها المكان الآمن والمناسب من الأعداء والذئاب والحيوانات المفترسة وكل ذلك لا يقدر عليه إلا صاحب المسئولية الإيجابية والحكمة وذو الأفق الواسع الذى يدرك كل ماعليه ويحسن التصرف.
نعم لقد كان لنا فى رسولنا الكريم أسوة حسنة حيث تحلى رسولنا الكريم بصفة العدل والمساواة من مهنة رعى الأغنام فلم يميز بين الأغنام بلونها أو نوعها فكلها سواء وهذا يعينه على الدعوة والعمل لله سبحانه وتعالى فلا يفرق بين غنى وفقير ولا عربى وأعجمى.
فالخير والدعوة للجميع لا تقتصر على أحد.
لقد كان لنا فى رسولنا الكريم أسوة حسنة حيث تحلى بالتواضع والبعد عن التكبر لأن مهنة الرعى فيها من التعب والمشقة والجهد فى كل مراحل الرعاية وهذا يتنافى مع الكبر والتفاخر ،فنبينا الكريم يتحلى بالتواضع والتودد والتراحم مع جميع خلق الله تعالى.
لقد كان لنا فى رسول الله أسوة حسنة حيث تحلى رسولنا الكريم بالشجاعة لأن مهنة الرعى تحتاج الشجاعة والقوة لحماية الرعية وكذلك بعد الرسالة ليكون قادرا على صد المخاطر لمن يكيد الإسلام والمسلمين.
نعم لقد كان لنا قدوة حسنة فى رسولنا الكريم حيث تحلى رسولنا الكريم بصفة التدبر والتأمل فى كل ما حوله فى الكون حيث كان دائم الجلوس فى الطبيعة وما حوله من جبال والنجوم والسماء والأرض ويتفكر ويمعن التفكير فى خلق الله تعالى لكل شىء بمقدار ووظيفة ليتحقق توازن الكون.
لقد كانت لمهنة حبيبنا وشفيعنا يوم القيامة الأولى فى حياته عظيم الأثر فى تكوين شخصيته المتكاملة وعظيم الأثر لإكسابه المهارات التى تعينه فى عمله الدعوى ونشر الرحمة والمحبة وتبليغ الأمانة.
نعم لقد كان لنا فى رسولنا الكريم أسوة حسنة حيث بعدما شب رسولنا الكريم عن الطوق وبلغ سن الرشد اتجه لمهنة التجارة وكانت فى بادئ الأمر مع عمه أبى طالب ولم يكن عمه فى أول الأمر يوافق على سفره للتجارة إلا أن رسولنا الكريم أصر حتى أقنع عمه بالسفر حتى أصبح عمه لا يسافر للتجارة إلا والرسول الكريم معه،وبعد ذلك تاجر بمال السيدة خديجة رضى الله عنها فى بلاد الشام عندما سمعت عن أخلاق نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم من صدق وأمانة وأعجبها ذلك فأرسلت له أن يأتى للتجارة بمالها، وكانت السيدة خديجة ذات حسب ونسب جاه ومال.
نعم لقد كان لنا فى رسولنا الكريم قدوة حسنة حيث عمل فى مهنة التجارة واجتهد فيها وذلك للكسب الحلال الطيب الذى يرضى الله سبحانه وتعالى وهذا أهم صور الاقتداء وهو السعى لكسب الحلال الطيب مهما قل أو كثر حيث حثنا الله عز وجل فى القرآن الكريم فى قوله تعالى”يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم”
نعم لقد كان لنا فى رسولنا الكريم أسوة حسنة حيث تعلم من التجارة على البلاد المجاورة وسكانها واختلاف طبائعهم وصفاتهم مما كان له عظيم الأثر بعد ذلك فى الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
كل هذا يجعلنا نقتدى ونتبع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ونتأسى به لأنه من أساس وركائز عقيدة المسلم الحق، إذ دعا نبينا الكريم بهذا الدين القيم من عند الله سبحانه وتعالى ولو تمعنا فى كتابنا المجيد لوجدنا النصوص الدالة على هذا الإتباع والاقتداء
[1]- قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21].
[2]- وقوله: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء:80].
[3]- و {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر:7] . [4]- و {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:153].
[5]- و {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران:131].
نعم لقد كان لنا فى رسولنا الكريم خير الورى أسوة حسنة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق