مقال رئيس التحرير
أخر الأخبار

محمود فارس : فنان الشعب

 

 

بقلم: جمال عبد المجيد

أسفرت العملية التفحيرية التي وقعت مؤخرا عن خسائر مادية وبشرية في اهم مبني يخص علاج مرض العصر وهو المعهد القومي للأورام هذا المعهد الذي ظل شاهدا على حماية الفقراء ممن طالهم المرض اللعين…

الفنان محمود فارس

فور مشاهدة الملايين لما فعلته اليد الإرهابية الآثمة بالمعهد ومرضاه انبري أصحاب الإنسانية بالتبرع لإحياء ما تبقي من المعهد وتخفيف آلام المرضي وأسر المتوفين فوجدنا تبرع قادم من الخليج بمبلغ ٥٠ مليون دولار من ابن الأصول محمدبن زايد ولي عهد أبو ظبي وزير خارجية الإمارات وهو اول مبلغ يأت من دولة خليجية شقيقة اعتادت على فعل الخيرات في أيام مباركات هي أيام العشر الأول من شهر ذي الحجه وهو ما شجع بعض الرجال والنساء وأصحاب المرؤة بالتبرع للمعهد فانهالت التبرعات من اللاعب العالمي محمد صلاح بمبلغ ٣ ملايين دولار ولست بصدد الدخول في تفاصيل طريقة تبرعه سواء نقدي أو أجهزة ومستلزمات طبية..

غلاف كتاب المقالات

قائمة المتبرعين طالت وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غاده والي وزيرة التضامن الاجتماعي التي أعلنت عن تبرع ٥ ملايين جنيها من بنك ناصر ، ورجل الأعمال ساويرس تبرع بمبلغ مليون جنيها والقائمة تطول لهم السبق في تخفيف جزء من الألم من جراء تلك الحادثة الإرهابية الوقحة ضد مجموعة من المرضى..

 

ما استوقفني في قوائم المتبرعين هو قيام الممثل محمود أبو فارس بتبرعه بمبلغ ٢٥٠ الف جنيها لمعهد الأورام، حاولت النظر مرة أخري لاسم الممثل غير المشهور محاولا استرجاع بعضا من أعماله الفنيه أو الدرامية فلم أحظ إلا بالقليل فأخذتني دهشة وصدمة في آن واحد وأنا أفكر في هذا الفنان الانسان غير المشهور وتبرع بمبلغ ليس بالقليل…
هنا تذكرت أشاوس ونجوم الفن أمثال عادل إمام وعمرو دياب ونجم الجيل تامر حسني وغيرهم ممن تطول القائمة لشهرتهم ونجوميتهم فلم أجد أيا منهم له تاريخ مرضي مع التبرع في الأزمات والكوارث والفواجع التي يمر بها الوطن..
هؤلاء النجوم كونوا ثرواتهم من لحم أكتاف الشعب وشربوا من نيل هذا الوطن ولو أيا منهم أراد أن يقيم ١٠ معاهد لعلاج الأورام لفعل؛ ولو أيا منهم أراد مواساة مئات من الأسر المكلومة لفعل، ولو أيا منهم أراد مسح دموع أطفال الشهداء لفعل؛ لكن ليس هذا واردا في قواميسهم التي باتت مفرداتها عصية على إدخال معان جديدة سوي معاني الكنز والتكنيز، الجمع والتجميع، الثروة والثراء ولا كلمة واحدة في تلك المعاجم تتحدث عن التضامن التكافل أو الإنسان والإنسانية.. فكل هذا بعيد عن معاجمهم وكأنهم يقولون لمن يطالبهم بالتبرع والتضامن مع كبار الحوادث “بعيد عن شنبك” هذه فلسفتهم في الحياة.

المقال منشور في كتاب المقالات..حاليا بالاسواق والمكتبات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق