تحقيقات وتقارير

كنوز الأمل 3: متحدو الإعاقة يتمنون حصولهم على نسبة الخمسة بالمائة وتفعيلها بكافة الوظائف

يجب النظر لحملة الدكتوراة والماجستير من متحدى الإعاقة للحصول على حقهم أكاديميا

 

متابعة: ولاء نور الدين

ويستمر “صوت الوطن” فى وعده الذى قطعه على نفسه للقراء الأعزاء فى رحلة البحث عن الكنوز الملهمة للأمل والتحدى والصمود مهما كانت الصعاب والتحديات التى تعيق أن تسير الحياة بالشكل الطبيعى وعدم الاستسلام لتلك المعوقات بل على العكس تماما أخذوا من تلك الإعاقة انطلاقة لتحقيق الذات وتذليل الصعاب للتكيف مع الحياة واستكمالها بالشكل الأنسب والملائم لهم.

كان كنزنا الأول اليوم هو نموذج فريد من نوعه نتمنى أن يكون للأجيال القادمة شخصية غاية فى الاحترام على قوية جدا بربه حتى أنه أثناء إجرائي الحوار وكان قبل أذان العصر بفترة أصر أن ننتظر حتى يصلى العصر.
شخصية لها باع كبير فى العلم بدون كلل أو ملل هو الدكتور طارق أبو الوفا محمد حاصل على دكتوراة فى التاريخ الإسلامى بامتياز مع مرتبة الشرف ٢٠٠٤بجامعة بنها ودكتوراة مهنية فى التربية الخاصة فى جامعة ميرلاند الأمريكية ودكتوراة فخرية فى التنمية البشرية فى الأكاديمية الأمريكيةللدراسات المتخصصة ٢٠١٧ يعمل بجامعة القاهرة كبير أخصائيين بدرجة مدير عام كفيف منذ الميلاد حيث إنه يعانى من ضمور فى أعصاب العين.
ولم يدخر والداه جهدا لعلاجه منذ ولادته ولكن دون جدوى .
كان لوالده دور كبير فى زرع الثقة بنفسه فكان يعامله معاملة طفل سوى تماما مما كان له الأثر الأكبر فى حياته.
حتى وصل لست سنوات ليبدأ تعليمه والتحق بمدرسة المركز النموذجى لتأهيل المكفوفين تعليم داخليا والحياة به قاسية جدا، وحاول الطفل أن يتأقلم معها بسرعة وأخذ الترتيب الأول فى الصف الثالث الابتدائى والأول فى الصف السادس الابتدائى على مستوى المدرسة وهكذا حتى أتم الدراسة الثانوية والتحق بعد ذلك بكلية الآداب جامعة بنها قسم تاريخ وتخرج فيها بتقدير جيد عام ١٩٩١ ثم حصل على الماجستير عام ١٩٩٨.
كان له نشاط رياضى حيث إنه مثل مصر دوليا فى المخيم العربى السادس للمكفوفين بالإسكندرية يوليو عام ١٩٨٦ثم حصل على الثانوية عام ١٩٨٧ والتحق بكلية الآداب جامعة بنها عن طريق التنسيق العادى، وفى أول عام له بالجامعة حصل على جائزة الطالب المثالى بالمدينة الجامعية وبعد بدأ يكتب فى الصحافة فكتب فى جريدة المصباح وهى أقدم مجلة بطريقة “برايل للمكفوفين” وكان أول مقال له عام ١٩٨٨ وكان له أنشطة جامعية أخرى حيث إنه كان عضوا فى الجمعية المصرية للدراسات التاريخية عام ١٩٩٠ وأنهى الدراسة الجامعية ١٩٩١، ثم تفرغ الدكتور أبو الوفا للعمل الثقافى وحصل على المركز الخامس فى “مؤسسة إقراء”٩٢ ثم عمل أبو الوفا بمدرسة طه حسين بالقليوبية أخصائى وبسبب إعاقته البصرية وإنه لم أستطع استخدام الخريطة رفضت إدارة المدرسة عمله بها مدرسا رغم إنه حاصل على امتياز فى الجغرافية الإقليمية وكان الوحيد وقتها الذى حصل على تقدير امتياز بهذه المادة.
ثم أكمل أبو الوفا بعدذلك الماجستير ١٩٩٨ والدكتوراة ٢٠٠٤ بجامعة القاهرة.
الدكتور أبو الوفا أكد أنه لم يتوقف عن البحث العلمى بعد رسالة الدكتوراه حيث إنه نشر عشرة أبحاث نشرت فى مجلات علمية محكمة فى التاريخ الإسلمى سواء كان فى مصر أو العراق بالإضافة إلى تأليف ثلاث كتب وأكد أبو الوفا أنه مستمر فى الكتابة ولن يمنعه عن الكتابةغير الموت. وإنه
عضو فى الاتحاد العربى للمؤرخين ٢٠٠٥وعضو فى الاتحاد الدولى للمؤرخين والتنمية والثقافة والعلوم الاجتماعية فى كوبنهاجن ٢٠١٧ ومستشار ثقافى لفريق طموح للكنوز البشرية منذ تأسيسه فى٢٠١٢.
ويحلم أبو الوفا أن يجد مكانا يدرس فيه للطلبة داخل الجامعات المصرية وكان يتمنى عندما أصدر رئيس مجلس الوزراء قرارا بعمل إحصاء لحملة الماجستير والدكتوراة ما بين أعوام ٢٠٠٩-٢٠١٩وأنه حاصل على الدكتوراة فى عام ٢٠٠٤ كان يتمنى أن يشمله هذا القرار وأن يصبح الدكتور أبو الوفا عضو هيئة تدريس خاصة أنه لم يتوقف بعد الدكتوراة عن البحث العلمى.
أكد الدكتور أبو الوفا أن بعض الجامعات لاتطبق نسبة الخمسة بالمائة للمعاقين فى الكادر الخاص وأيضا بعض الجامعات تتجاهل الكفيف بسبب إعاقته رغم ما يمتلكه الكفيف من شهادات علمية وأى إمكانيات وقدرات ومؤهلات فى نفس تخصصه.
يناشد الدكتور أبو الوفا الرئيس السيسى للبت فى قضايا المعاقين عموما وإن كانوا فى عهد سيادته حصلوا على امتيازات مثل بطاقة الخدمات المتكاملة الذى أكد أبو الوفا أنه من أوائل الذين فكروا فى تلك البطاقة مع بدايات الألفية الثالثة واطلع أصدقاءه عليها ومع ذلك يوجد أيضا متحدو الإعاقة مهمشون رغم امتلاكهم أطرا ثقافية كبيرة جدا إذا تمت الاستفادة من الطاقات الكامنة عنده ثقة كبيرة أن تحدث طفرة كبيرة جدا بوطننا. لأن الكفيف عندما يتناول قضية يتناولها عن طريق دراسات علمية ولامكان للنفاق ولا الرياء.
لذا يناشد الدكتور أبو الوفا الرئيس السيسى ورئيس الوزراء ورئيس التعليم العالى ورؤساء الجامعات أن يأخذوا بعين الاعتبار للمكفوفين من حملة الماجستير والدكتوراة رأن يأخذوا فرصتهم كاملة مثل الأسوياء.
الدكتور أبو الوفا هو زوج وأب ولديه ابن حاصل على بكالوريوس اقتصاد منزلى وبنت تكمل تعليمها الجامعى.
وبالنسبة للعمل التطوعى أكد أبو الوفا أنه بدأه منذ عام ٢٠٠٢ حيث إنه كان عضوا مؤسسا فى جمعية فجر التنوير ومدرب تنمية بشرية فى جمعية رسالة منذ ٢٠٠٨ حتى الآن.
من موقعنا”صوت الوطن”نتمنى أن يصل صوت الدكتور أبو الوفا وكل من يمثلهم من متحدى الإعاقة إلى الرئيس السيسى ورئيس الوزراء ووزير التعليم العالى ورؤساء الجامعات أن يأخذ فرصته كاملة فى أن يكون أستاذا جامعيا لأنه باختصار لا ينقصه علما ولا قدرة على توصيل المعلومة إسوة بالأسوياء..

 


كنزنا التانى هو شاب فى مقتبل عمره كله عزيمة وإرادة وتحد، لم يستسلم رغم المعاناة التى عاشها منذ طفولته بسبب التنمر لإعاقته البصرية.
محمود محمد إبراهيم هو كفيف منذ ولادته بسبب ضمور حاد فى أعصاب تكاد لم تتفتح نهائيا دائما مغمض العينين ولنتعرف أكثر عليه كانت معنا والدته السيدة الفاضلة ناهد محمد فوزى التى تعرفت على إعاقته منذ ولادته الذى نزلت عليها كالصاعقة، ومنذ ثالث يوم من ولادته بدأت عمليات الفحص الطبى له إلى أن توصلنا إلى عدم تكوين العين له من الأساس، حاولنا أن نبعث التقارير الطبية للخارج أو على نفقة الدولة لكن دون جدوى لأنه لا يوجد تكوين عين من الأساس.
وحمدت الله على عطاء ربها وتعاملت معه على إنه طفل سوى تماما والله منى عليه بنعمة الإحساس المرهف وألقى الله فى قلبه بصيرة شديدة فكان يشعر ويحس بما كنا نفعله حوله حتى عندما نرتدى ملابسنا كان يخبرنا بألوانها سبحان الله.
محمود كان له أخت وكانت تعامله كأمه الثانية وأخ لم يتمكن من التعامل معه نظرا لظروف محمود وإعاقته.
إلى أن وصل محمود للسن الدراسة وتعاملت معه السيدة والدته على أنه طفل طبيعى لكى لا يشعر محمود بأى نقص وكانت أمه تؤمن أن من حق محمود أن يتعلم ويدرس مثل باقى زملائه فبدأت تسأل عن حضانات لمتحدى إعاقة البصر فوجدت فى منطقة إقامتهم فى حلوان تسمى حضانة السيدة نفيسة والتحق بها وكانت تابعة لدار للأيتام تضم كلا من المبصرين وفاقدى البصر وكذلك عندما وصل محمود لست سنوات بدأت أمه رحلة البحث عن مدرسة تراعى ظروف إعاقته ووجدت مدرسة فى حلمية الزيتون نظام التعليم بها داخليا بمعنى أن الطالب يذهب إلى المدرسة يوم الأحد وتسلمه الأسرة بعد انتهاء اليوم الدراسى يوم الخميس من كل أسبوع وكان الفنان عمار الشريعى خريجا منها.
محمود فى بداية الأمر كان رافضا لنظام التعليم الداخلى وأن يترك منزله وأخواته.
وكان بوابة محمود عظيم الأثر فى تأقلم محمود المدرسة حيث إنها كانت تزوره باستمرار وتشترى له كروت الميناتل فى ذلك الوقت للتواصل المستمر مع أسرته وسرعان تأقلم محمود مع نظام الدراسة والتغير الذى حدث فى حياته.
أما بالنسبة لذكاء محمود وقدراته العقلية فقد أجرى منذ أن التحق بالمدرسة اختبار ذكاء وكانت نتيجة الاختبار أن ذكاءه يعادل ذكاء تلميذ فى الصف الرابع الابتدائى.
وكان متفوقا فى دراسته إلى أن وصل للجامعة والتحق بكلية الآداب قسم الإعلام شعبة إذاعة وتلفزيون جامعة حلوان وحصل على درجة الليسانس بتقدير جيدجدا ومشروع تخرجه بتقدير امتياز وكان فيلما تسجيليا عن علاقة الميكرفون والإعلامي.
محمود أكد أنه حاول توصيل صوته عن طريق بث برنامج على اليوتيوب لإثبات قدراته وذاته وفعلا نجح به.
محمود محمد من النماذج الإيجابية التى يجب أن تكون قدوة سليمة وصحيحة لأولادنا وشبابنا لمدى عزيمته وإرادته التى قهر وذلل بها الصعاب.
محمود أكد أن مايعانيه من إحباط حدث له بعد تخرجه فهو بداخله يمتلك طاقة إيجابية يريد أن يترجمها فى عمل أو وظيفة حيث إنه حتى نسبة الخمسة بالمائة الخاصة بالمعوقين تتوفر له فى وظيفة عامل نظافة فقط بعيدا عن مؤهله وتعليمه.
قال محمود إنه بمساعدة والدته حاول كثيرا للوصول لوظيفة لكن دون جدوى بسبب إعاقته.
أكد محمود أن والدته حاولت مقابلة الرئيس السيسى أكثر من مرة لشرح حالته لكن دون جدوى فاتجهت إلى مجلس الوزراء فنصحوها الذهاب لمجمع التحرير وأخذ أمر تكليف للحصول على وظيفة به وفعلا فعلت والدته وعندما ذهب محمود خطاب التكليف لرعاية الطفولة بالمعادى وكان رد الجمعية لايوجد وظيفة مناسبة له بسبب إعاقته.
من موقعنا هنا “صوت الوطن” نتمنى أن يصل صوت محمود إلى الرئيس السيسي بصفته الأب الروحى لكل متحدى الإعاقة وإلى كل مسئول عن هذه الفئة المهمشة من ذوى الهمم لتحقيق أحلامهم وأن يحصلوا على فرصتهم الكاملة فى حياة كريمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق