أقلام حرّة

حاتم زكريا يكتب: مصر قوية وقادرة



مـصـر .. قـويـة .. وقـادرة

والإرهاب لن تقوم له قائمة

 

لم يقف الناس طويلاً أمام واقعتين شهدتهما شمال سيناء مؤخراً .. فى الأولي تعرض كمين عسكري لهجوم من عناصر إرهابية تجمعت من مخابئها راح ضحيته خمسة ( 5 ) من أبطالنا .. وفى الثانية كان الرد الكاسح من قواتنا المسلحة وبكافة الأسلحة وأسفر عن مقتل تسعة وثمانون ( 89 ) تكفيرياً شديدي الخطورة بمناطق العمليات الى جانب خسائر مادية فادحة لمجموعة الإرهابيين المدفوعة وما حولها من تسهيلات ومساعدات لوجيستية ..

وكان هدف المخربين أن يقولوا للعالم أن هناك مجموعات ما تزال فى مواقع التخريب والإنفاق ولم يستسلموا للقوات المسلحة المصرية التي تقوم بتطهير كافة بقاع شمال ووسط سيناء مستخدمة القوة الغاشمة والمفرطة إذا لزم الأمر .. وكان الهدف الحقيقي من تلك المحاولة الفاشلة هو إستعادة بعضاً من سمعتهم الضائعة الى جانب إرباك الجبهة الداخلية ، وإيقاف خطة التنمية المتسارعة لو بنسبة ضئيلة ، والتأثير معنوياً على قطاعات أكبر من الشعب والتي باتت متأكدة من النصر المبين على المتطرفين والإرهابيين التكفيريين على كافة المستويات بما فيهم كتيبة الإعلاميين الهاربين ..

وقبل أن نستطرد فى الحديث عن الإرهاب والإرهابيين المتطرفين يجب علينا بداية أن نجيب على تساؤل : ” لماذا لم يقف الناس طويلاً أمام واقعتي شمال سيناء الأخيرتين ” ؟ ..

والإجابة هنا .. لا تحتاج أن نقف أمامها طويلاً أيضا ! لأن ما قدمته القوات المسلحة فى الواقعة الثانية اسكت الكارهين والمتآمرين من الخارج والداخل عن التغني بخسة ونذالة تكفيري الواقعة الأولي رغم أنه تم تسريب خبر هذه الواقعة الى أبواق الدعاية المضادة خارج مصر !

والمحصلة .. مصر لن يوقفها أحد رغم الاحقاد .

وفي نفس السياق وإستكمالاً للاستراتيجية التي يؤمن بها الرئيس عبد الفتاح السيسي كان حضور الرئيس السيسي لمراسم إفتتاح المؤتمر العالمي لدور هيئات الإفتاء فى العالم الذى نظمته دار الافتاء المصرية بالقاهرة هذا الاسبوع ، وذلك لاهمية الدور الذى تقوم به مؤسسات الإفتاء فى العالم الإسلامي كمرجعية شرعية لإصدار الفتاوي الدينية فى جميع مناحي الحياة والتعاملات والعبادات بما يسهم فى نشر التوعية والفهم الحقيقي والواقعي لصحيح الدين وتحقيق الاستقرار المجتمعي ، ومواجهة الإشكاليات التي تواجه الفتاوي نتيجة تدخل غير المتخصصين .

وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي فى كلمته لعلماء الدين المشاركين فى المؤتمر على أهمية مواكبة مؤسسات الإفتاء فى العالم التطورات العميقة فى هذا المجال لاسيما مع إنتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتصدي للمنصات الالكترونية التي تبث أفكارا مغلوطة تشوش على جوهر الدين الإسلامي الحنيف .

وفى مسألة تصحيح الخطاب الديني على مستوي الأفراد والجماعات والدول استعرض الرئيس فى هذا السياق المسئولية والدور المهم الذى تضطلع به المؤسسات الدينية العريقة فى مصر والمتمثلة فى دار الإفتاء والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، وأكد الأهمية البالغة لتلك القضية لتنقية الخطاب الديني مما علق به من أفكار مغلوطة وهي مهمة أساسية تحتم تكامل جهود جميع علماء الدين من رجاء الإفتاء والائمة والوعاظ من أجل التصدي للرؤي المشوشة التي تمس ثوابت العقيدة وتدعو الى إستغلال الدين لأهداف سياسية من خلال أعمال التطرف والإرهاب ..

ولوضع النقاط فوق الحروف وتوضيح موقف مصر وما تبذله من جهود فى مجال مكافحة الارهاب والفكر المتطرف اطلقت وزارة الخارجية فى الفترة الأخيرة التقرير الوطني لجمهورية مصر العربية حول مكافحة الإرهاب لعام 2021 بالتنسيق مع الوزارات وأجهزة الدولة المعنية ..

يستعرض التقرير جهود الدولة المصرية ومقاربتها الشاملة لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف ، ويعرض التجربة المصرية الرائدة فى مجال التوعية والوقاية من الفكر المتطرف والتحريضي والتي تستند الى المبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي فى عام 2014 لتصويب الخطاب الديني ، إنطلاقاً من الإقتناع بضرورة إيلاء المواجهة الفكرية الاهتمام اللازم لتحصين فئات المجتمع خاصة الشباب من مخاطر الاستقطاب الفكري .

وأشار التقرير أيضا الى الجهود الأمنية المبذولة بملاحقة التنظيمات الإرهابية وتقويض قدرتها على تنفيذ العمليات التي تمس أمن وإستقرار الوطن ، وأيضا جهود مكافحة تمويل الإرهاب وتجفيف منابعه ..

ويوضح التقرير الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوي معيشة المواطنين أخذاً بعين الإعتبار أهمية البعد التنموي فى الوقاية من الإرهاب والتطرف ، وهي الجهود التي شملت كافة محافظات الجمهورية واسهمت فى تطوير قطاعات مختلفة فى مقدمتها تطوير المناطق العشوائية والخدمة العامة والصحة والتعليم والنقل ، بالإضافة الى توفير سبل المساندة والرعاية لأسر شهداء ومصابي العمليات الإرهابية

وتولي مصر قضية مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف أهمية متقدمة على أجندة سياستها الخارجية ، نتشارك بشكل فعال فى صياغة التوجهات الدولية ذات الصلة على مستوي المحافل متعددة الأطراف كالأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق