مقال رئيس التحرير
أخر الأخبار

د.عبد الحليم قنديل الثائر لوجه الوطن

فلم يضبط متلبسا بتمويل من معمر القذافي الذي أسبغ دنانيره على مدعي الناصرية ولم يرد أسمه في كشوف النفط مقابل الغذاء ولم يتقاض مليما واحدا من نظام صدام حسين

 

بقلم: جمال عبد المجيد

 

ولم أر في عيوب الناس عيبا..

كنقص القادرين على التمام…

استطاع الدكتور والكاتب الصحفي والمحلل السياسي المخضرم عبد الحليم قنديل تطبيق البيت الشعري السالف بحذافيره بعد أن أخذ على عاتقه عبئ تحمل مسؤولية وطنه الذي لم يتاجر به ولم يزايد عليه يوما  في أسواق النخاسة مثلما فعل أشباه الناصريين المحسوبين ظلما وبهتانا على التجربة الناصرية …

غلاف كتاب المقالات

 

فلم يضبط متلبسا بتمويل من معمر القذافي الذي أسبغ دنانيره على مدعي الناصرية ولم يرد أسمه في كشوف النفط مقابل الغذاء ولم يتقاض مليما واحدا من نظام صدام حسين حتي ولو على سبيل المحبة حتي تأشيرة الحج التي وصلته من وزارة الداخلية قبل الثورة أهداها لأحد صحفيي الجريدة وقد أسفرت تلك الكشوف عن  حجم أشباه الناصريين المرتزقه وهي الوثائق التي ظهرت عقب اجتياح الامريكان للعراق..
لقد فقد أشباه الناصريين صوابهم عقب مشاهدتهم قنديل بصحبة الرئيس السيسي في مؤتمرات الترشح للرئاسة  التي أعقبت إزاحة الجماعة الارهابية عن الحكم، لتضح الأمور وضوح الشمس فقد ظهر جليا  توجه أشباه الناصريين في قضية حبس الدكتور قنديل و لم يتعاطف أيا من هؤلاء الأشباه مع قضية قنديل خوفا من قطع أموال القبض المتدفق عليهم من التنظيم الدولي للجماعة التي أعطت اوامرها لهم بالتشفي في حبس قنديل والتزم اشباه الناصريين الصمت تجاه قطب من أقطاب الناصرية..

مع الكاتب السياسي الدكتور عبد الحليم قنديل والصورة من انتخابات نقابة الصحفيين بنادي المعلمين وتظهر في الصورة الزميلة العزيزة إيمان محجوب

حقائق… ورقائق.. في حياة القنديل
عندما كنا نعترض مكتب وائل الا براشي ةثناء رئاسته لتحرير صوت الأمة بسبب ضعف المرتبات كان يقول لنا “دي صحافة عصام فهمي وانتو عارفين” المقصود بالطبع بصحافة اسماعيل فهمي الضعف المادي المعروف في جريدتي الدستور وصوت الأمة وحتي صحيفة عين الفنية ولما تولي عبد الحليم قنديل رئاسة تحرير صوت الأمة في 2008 خلفا للزميل والصديق الأستاذ أسامة خالد كان  أول ما فكر فيه قنديل كان مرتبات الصحفيين الهزيلة والضعيفة غير اللائقة …
وقتها كان مرتب الدكتور قنديل  12 الف جنيها تقريبا وهو المتفق عليه بين الطرفين وكانت مرتبات الصحفيين لم تتجاوز 500 جنيها يدفع منها التأمينات كاملة لا تتحمل منها الجريدة مليما واحدا ولا يخفي علي أحد أن صحفيي صوت الأمة الذين زلزلوا أركان مبارك كانوا يتقاضون مرتباتهم بالقطعة هذا الوضع كان يرضي المناضل الثوري إبراهيم عيسي الذي أشرف على رئاسة التحرير خلفا لعادل حمودة الذي ذهب لتجربته الجديدة وهي صحيفة الفجر ونفس الوضع أرضي الابراشي الذي كان يتقاضي نفس مبلغ قنديل بالإضافة الي ما يقرب من 100 الف جنيهامن قنوات دريم نظير تقديمة برنامج الحقيقة وذلك قبل ما تصل اليه محطات العقود المليونية التي وصلت الي 8 ملايين جنيه سنويا.
لم يرض قنديل بهذا الوضع المذري لمرتبات الصحفيين وفي نفس الوقت لم يفاتح عصام فهمي في أمر تلك المرتبات  بعدم فتح موضوع المرتبات أثناء توقيع العقود فما كان منه إلا أن استقطع قنديل ما يقرب من 5 ألاف جنيها من راتبه الشهري، ليضاف إلي مرتبات الصحفيين الهزيلة لترتفع مرتبات بعض الصحفيين صغار السن كبار القيمة أصحاب المهنية، فضلا عن صرفه مكافآت تميز وصرف بدلات سفر “داخلية ً محترمة تليق بخبطة صحفية متعوب عليها..
في عام 2009  تولي سيد عبد العاطي ر ئاسة تحرير صوت الأمة و فوجئنا نحن الصحفيين باحتفالية صغيرة أقامها عبد العاطي للدكتور الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل في كافتيريا نقابة الصحفيين وحضرها زملائي في صوت الأمة وكان ذلك في عام 2009 وهو العام الذي تلقي فيه عصام إسماعيل فهمي تعليمات مباشرة من الأمن بضرورة التخلص من عبد الحليم قنديل وذلك بعد أن وصل قنديل بسقف الجريدة عنان السماء وأصبحت للأمة  صوتا في ظل رئاسة هذا الرجل لها..
في تلك الأثناء ومزامنة عملي تحت رئاسة عبد الحليم قنديل لم يمنع لي أى موضوع أو تحقيق أو حوار صحفي على الإطلاق ولم يخضع قنديل لأي ضغوط مورست عليه أثناء رئاسته لتحرير صوت الأمة،بل ضرب بكل الضغوط عرض الحائط واستهان بها وأصبح مقاله “لوجه الوطن” مؤرقا لنظام مبارك ورجاله ورغم تعرضه لحادث اعتداء مدبر من قبل سوزان مبارك في صحراء المقطم إلا أنه لم ينحن ولم يلين بل زاده ذلك إصرارا على نقد ونقض العائلة المباركية .

كان قنديل أول من رفض موضوع التوريث ونشر مقاله الشهير في صحيفته العربي الناصري قبل آن يفتتها النظام وظل ثابتا على مبادئه…
تمر الأيام وتقابلنا في ميدان التحرير في بدايات ثورة 25 يناير من العام 2011 ورغم تقدم السن به إلا أنه بدا شابا وفرحا بتلك الثورة التي كان يتمناها ويدعوا لها بقوله”لو مليون مصري نزلوا الشارع سيسقط النظام” ودائما ما رأيته يصول ويجول في الميدان غير طالب لمنصب أو سلطان وظل رافضا حتي للإئتلافات التي فتت الثورة وظل مهاجما لسياسة الإخوان التي ضيعت الثورة ونسفتها..
مثله مثل  السواد الأعظم من المصريين أيد ثورة 30 يونيه 2013 وعمل بكل قوته أيضا لإنجاح تلك الثورة التي وصفها بالعظيمة والمتممة لثورة 25 ورغم ذلك انتقد اوجه كثيرة منها لأنه ببساطه رجل لا يقبل أنصاف الحلول وظل واحدا من القلائل على مبادئه ومعطياته رغم غضب البعض منه…
عبد الحليم قنديل كاتب صحفي لا يشق له غبار أمضي حياته متقشفا لا يتقاضي سوى راتبه وريع كتبه.

 

المقال من كتاب

المقالات ….الصادر عن دار نشر يسطرون للطباعة والنشر والتوزيع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق