أقلام حرّة

حاتم زكريا يكتب: في المليان

بالـقـدرة والـشـجـاعـة نواجه التحديات                                 نفتتح 3 يوليو ونتمسك بحقوقنا المائية 

 

تواجه القيادة السياسية المصرية على مدي السنوات الأخيرة أكبر التحديات بقدرة وصلابة وشجاعة على كافة المستويات .. وكانت ذروة التحديات فى بداية هذا الاسبوع عندما افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي قاعدة ” 3 يوليو ” البحرية والتي تعد أحدث القواعد البحرية المصرية ، وذلك يوم السبت الماضي بمنطقة ” جرجوب ” التي تبعد عن الحدود المصرية الليبية 140 كيلو مترا ساحلياً فقط .. وتشكل هذه القاعدة العسكرية أهمية إضافية لإنها تعد الإمتداد الإستراتيجي للمسرح البري فى الإتجاه الغربي مع قدرتها على مجابهة كافة التهديدات المحتملة فى الإتجاهات الإستراتيجية الشمالية والغربية .. وقد نفذت بها أهم وأقوي وأشمل المناورات العسكرية المخططة وهي المناورة ” قادر 2021 ” وتابعها مع الرئيس السيسي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة الإماراتية ومحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي والدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء الى جانب وزير الدفاع والإنتاج الحربي وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة ..

ولا شك أن إختيار ” 3 يوليو ” لإطلاقه أسما للقاعدة البحرية كان هدفه هو تخليد ذلك اليوم وهو يوم ” 3 يوليو 2013 ” ولذلك تم الإعداد لإفتتاح قاعدة “3 يوليو ” السبت الماضي ” 3 يوليو ” .. ومن منا لا يتذكر ذلك اليوم الخالد فى التاريخ المصري الحديث ، والذي شهد إسترداد المصريين لوطنهم وهويتهم عندما أعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسي – وكان وزيراً للدفاع فى ذلك الوقت – فى حضور نخبة من قادة الوطن ومن كل الإتجاهات إيقاف العمل بالدستور بصفة مؤقتة وأن يقوم رئيس المحكمة الدستورية العليا يتولي رئاسة الدولة لحين إجراء انتخابات ديمقراطية سريعة لإختيار رئيس للجمهورية بناء على ما اتفق عليه المجتمعون كخارطة طريق تتضمن خطوات أولية لبناء مجتمع مصري قوي ومتماسك لا يقصي أحداً من أبنائه ، وذلك بعد ما أبدت القوات المسلحة إنه لم يعد فى مقدورها أن تصم أذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب التي استدعت دورها الوطني ..

وبهذا تنضم قاعدة ” 3 يوليو ” الى سلسلة الإنجازات المخصصة وهي أكبر قاعدة بحرية مصرية على مساحة 10 ملايين متر مربع بالإضافة الى موقعها الجيو سيتراتيجي ، وتعد إضافة استراتيجية لمصر على الإتجاه الإستراتيجي الغربي بالبحر المتوسط مما يعكس إلتزام الدولة المصرية بتأمين قناة السويس وتحقيق الأمن البحري والمحافظة على حرية الملاحة الدولية ومنع الهجرة غير الشرعية الى جانب تأمين مقدرات مصر الإقتصادية بالبحر المتوسط فى منطقة من أهم المناطق الإستراتيجية على مستوي العالم ..

وقد أكد عدد من المسئولين العرب أن قاعدة 3 يوليو البحرية المصرية لا يقف دورها عند تعزيز الأمن القومي لمصر ، ولكن يمتد الى حماية الأمن القومي العربي ..

وأشاد عدد من الخبراء العسكريين بالمناورة ” قادر 2021 ” التي صاحبت إفتتاح قاعدة ” 3 يوليو البحرية ” وقالوا إنها توضح الجاهزية والإستعداد العسكري الجيد للقوات المسلحة المشاركة فيها .. وعن القاعدة نفسها فيؤكدون إن القاعدة البحرية بجرجوب إضافة مهمة لقدرات القوات المسلحة المصرية ووحدة عمليات تتكامل فيها الأفرع الرئيسية للجيش ، وتزيد من ثقل مصر فى المنطقة ..

•• ولان قضية سد النهضة الأثيوبي على خطورتها وأهميتها تحتاج الى التمسك بحبال الصبر لآخر مدي حتي لا نعطي لشخص أخرق مثل أبي أحمد رئيس وزراء أثيوبيا حجة ينفذبها الى العالم ليواصل تعنته وعناده فى مسألة حياة ووجود بالنسبة لشعبي مصر والسودان ، ويجب أن نتحلي بصبر رئيسنا ونظل نقاتل فى كافة المحافل الدولية حتي ” يسلم ” قاتل أهله بالحق وأن يتم العمل بالتوافق وفق قواعد عادلة وملزمة فى ملء وتشغيل السد ..

وقد يري البعض أن القيادة السياسية غير مهتمة بمسألة سد النهضة ، وهو إستنتاج غير صحيح ومتابعة غير دقيقة للموقف المصري وتحركاته فى كل الإتجاهات وعلى كافة المستويات الإقليمية والقارية والدولية .. وأنا شخصياً وإنطلاقاً من مصريتي ، وما يمثله لي نهر النيل ولغيري من أبناء وطني ، أعرف تماماً محاولات الرئيس عبد الفتاح السيسي الدءوبة لاقناع أبي أحمد بأن يميل الى الحق والعدل بكل الصور الممكنة ، وأعرف أيضا أن الرئيس لا ييأس ولا يمل من الحديث عن هذه القضية لكل زعماء العالم وأعرف أيضا أن مستشاريه والوزراء المعنيين يبذلون كل ما فى وسعهم لتوضيح الموقف المصري فى كافة المحافل الدولية والاتحاد الأفريقي والمجموعة العربية والمستوي الدولي تم إعادة الشكوي الى مجلس الأمن الدولي بإعتبارها قضية تهدد الأمن والسلم الدوليين فى منطقة القرن الأفريقي .

ولعل أخطر التطورات فى قضية سد النهضة هذا الاسبوع هو الخطاب الذي تلقاه محمد عبد العاطي الوزير المصري للموارد المائية والري يوم الاثنين الماضي بين نظيره الأثيوبي يفيد ببدء أثيوبيا عملية الملء الثاني لخزان سد النهضة .. وقيام الوزير المصري بتوجيه خطاب رسمي الى الوزير الأثيوبي لإخطاره برفض مصر القاطع لهذا الإجراء الأحادي الذى يعد خرقاً صريحاً وخطيراً لإتفاق إعلان المبادئ ويعد إنتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية التي تحكم المشروعات المقامة على الأحواض المشتركة للأنهار الدولية بما فيها نهر النيل الذى تنظم إستغلال موارده إتفاقيات ومواثيق تلزم أثيوبيا بإحترام حقوق مصر ومصالحها المائية وتمنع الإضرار بها ..

وفى نفس الوقت يواصل سامح شكري وزير الخارجية جهوده فى نيويورك لتعبئة الجهود ضد التعنت الاثيوبي ، ويؤكد وزير الري المصري أن وزارة الخارجية المصرية ارسلت صورة من الخطاب الموجه من وزير الري الى نظيره الأثيوبي الى رئيس مجلس الأمن بالأمم المتحدة لإحاطة المجلس قبل جلسته التي عقدها أمس الخميس حول قضية سد النهضة ، بهذا التطور الخطير والذى يكشف مجدداً عن سوء نية أثيوبيا وإصرارها على موقفها ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق