أقلام حرّة

لغز الموت

بقلم د.مصطفى محمود

الموت يسترق الخطى كاللص تحت جنح الليل .. ويمشي على رؤوسنا فتبيض له شعراتنا .. شعرة .. شعرة .. دون أن نحس .. لأن دبيبه و هو يمشي هو دبيب الحياة نفسها !!

إن أوراق الشجر تتساقط و لكن الشجرة تظل مائلة للعيان دائمة الخضرة دائمة الازدهار .. تظل هكذا حتى بعاصفة تخلعها من جذورها وتلقي بها في عرض الطريق ..
و حينئذ فقط يبدو منظرها قاتماً يبعث على التشاؤم .. تبدو فروعها معروفة عارية .. و جذورها نخرة .. و أوراقها مصفرة .. لقد انتهت ! .. لم تعد شجرة .. أصبحت شيئاً آخر .. أصبحت خشباً !!

و هذا ما يحدث .. حينما نشاهد الإنسان و هو يسقط جثة هامدة ..إنه يبدو شيئاً آخر و يبدو الحادث الذي حدث فجأة .. حادثاً غريباً بلا مقدمات..

لقد انتهى الإنسان كله فجأة !!

كتاب ” لغز الموت “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق