أقلام حرّة

اللى حضر العفريت يصرفه


 

*بقلم الإعلامية مريم يعقوب*

 

بالفترة الاخيرة وتحديدا من بداية الموسم الرمضانى 2021 واحنا يوميا لا بنشوف ولا بنسمع غير اخبار الخلافات والخناقات الفنية لدرجة انها بقت ظاهرة غريبة جدا وجديدة علينا.. بقينا نصحى نلاقى الفنانة فلانه الفلانية جابت الفنانة علانه العلانية من شعرها والنجمة الرهيبة اللى مغرقانا بموهبتها الجبارة النادرة منزلة بوست تريقة على زميلتها اللى معاها فى نفس ذات العمل اللى بيشتغلوه سوا وقبل ما نتسحر نلاقى خبر بيتكلم وتويتة نازلة من الفنان اللى بيهين بيه زميله ده غير المخرج الكبير اللى طلع فى برنامج المذيعة الفظيعة الخطيرة صاحبة البرنامج الفنى اللى مكسر الوطن العربي نجاح بسبب القيمة اللى بيقدمها للجمهور واللى من غيرها مش عارفين كان حصل فينا ايه واتكلم عن نص الاسماء بالوسط الفنى ومراته اللى طلعت تانى يوم مع نفس المذيعة الفظيعة الخطيرة تتكلم عن النص التانى ودوخينى ده غير الفنانة اللى مؤخرآ قررت تتشفى ف زملائها وتفرش ليهم الملاية وتقولهم مش انتو مأخدوتيش ف اعمالكم طيب انا بقا هوريكم عند اول مشكلة هكتب عنكم ايه فى ضرب بعرض الحائط لكل القيم والاصول والاعراف والاخلاقيات ودوخينى يا لمونة يا لمونة دوخينى وكأن بودرة عفريت واترمت علي الفنانين والفنانات فى مسلسل متدنى من والأفعال والاقوال الغير مسئولة وكل اللى ليه خلاف مع حد ونفسه يطلع يشتم فيه او يوجه ليه رسالة مليئة بالحقد والتشفى يطلع فى برنامج الدجاله والفتاية يتشفى ويعمل اللى نفسه فيه ده حتى الساحة الإعلامية فاتحة ايديها الاتنين ومرحبة بالنوعية دى من المشاكل المعقدة المركبة الخطيرة والملفات الفنية الهامة والقضايا الفنية اللى ممكن تضر بالشارع المصرى وتهدد استقرار المجتمع زى مثلا قضية الفنانة اللى تقريبا بتبتدى تحفظ اسمها من اول وجديد فقررت تنزل اسمها على التتر اربع مرات ربما ننسى الاسم فالمرة الاولى او التانيه فالتالتة والرابعة يفكرونا بيه ده غير انسحاب الفنانين طبعا اثناء التصوير بسبب العته اللى بيتقدم بداية من التتر وحتى ما وراء الكواليس من تصرفات وافعال وسلوكيات لا تمت بصلة لأخلاق الفنان المصري الحقيقي.. طبعا هنا حد هيسأل ويقول ايه ده هو فى فنان حقيقى وفنان غير حقيقى؟!!

اه حضرتك فى..وفى فنان مزيف وفى فنان على ما تفرج وفى فنان صنعه التريند وفى فنان مترقم اه والله زى مابقولك كده..اصلهم بقوا يرقموا الفنانين ده حتى فى نمبر وان وفى نمبر تو وفى نورماندى تو ولو تحب يتعملك فنان كاروهات او مقلم او مشجر عالمزاج يتعمل وماله ياخويا كله ماشى يا تاج راسي بس المهم الجمهور ينبسط والناس تصقف والتهليل يشتغل والتريندات تنزل نار وكأن الصورة اللى بيتم تصديرها لينا هى اننا احنا اللى عاوزين النماذج دى ولكن الحقيقة ان ده تزييف و تزوير للواقع وان المشاهد المصرى ابعد ما يكون عن كل المهازل المتواجدة الان

كل ده جانب واحد مازال مستمر حتى بعد الانتهاء من الموسم الرمضانى ولحد اللحظة دى واحنا مازلنا بنسمع ونتفرج ونشوف خلافات ومشاحنات عالملأ وتقطيع فبعض من خلال السوشيال ميديا والبرامج القائمة على الفضيحة والخناقات الفنية وكأنها ساحة مزاد علنى

كل هذا الهراء يا سادة ولا حاجة جنب اللى اتحمله المتفرج المصرى من مسلسلات تحولت اغلبها لقتل ودم وعنف وابتذال وخناقات شوارع وتصدير صورة عن المجتمع والشارع والاسر المصرية ب اننا بلطجية وفتوات وقتالين قتلة وربما نترقى وناخد حزام السفاحين كمان إلا فقط البعض من الاعمال الفنية القليلة جدا اللى كانت بتغرد خارج السرب وقدموا فعلا قضايا مجتمعية ومحاكاة لحقائق تاريخية وفن يقدر ويحترم واللى يقول ان الجمهور مبيعرفش ينتقى وان الناس كلها تحولت لنقاد فنيين يبقى بيضحك على نفسه واللى فاكر ان الناس بيتفرض عليها رسالة فنية معينة يبقى ميعرفش قوة وخطورة المشاهد المصرى.. المشاهد المصرى اللى شاف الفن الحقيقى وعاش واتربى عليه لما عرف نهاية الطمع والجشع والانانية من خلال مسلسل المال والبنون وعرف نهاية الخير والحب وحقيقة الحارة المصرية وزمن الجدعنة والجدعان الحقيقيين من خلال ارابيسك وليالى الحلمية وعفاريت السيالة وعرف قيمة الضمير من خلال ضمير ابلة حكمت ورحلة ابو العلا البشرى وعرف قيمة الصحافة الشريفة والفرق بينها وبين الصحافة القائمة على المصلحة الخاصة والموجهه من خلال زينب والعرش وعرف الحب الحقيقي فى حتى لا يختنق الحب وسفر الأحلام والشهد والدموع وعرف قصص حياة واخلاق الفنانين والحس الفنى الراقى المدروس والموهبة الحقيقية من خلال برامج راقية هادفة وفنفس الوقت ترفيهية فنية خفيفة زى يا تليفزيون يا واوتوجراف وحديث المدينة واخترنا لك وحوار صريح جدا وغيرهم وغيرهم كتير من البرامج الغير مبتذلة وغير خادشة لمشاعر المتفرج واللى كانت بتخليه يرتبط بالفنان اكتر ويقرب منه اكتر ويعتز بأعماله اكتر واكتر..

هيطلعلى العبقرى اللى يقول الجيل اتغير والناس والمجتمع اتغيروا والان اصبح فى مقاييس تانية خالص ودى احتياجات ومتطلبات المشاهد وانه ده الواقع ..لا حضرتك يا عبقرى الكلام ده غلط وتشويه للفن المصرى وسمعة الفنان المصرى وللرسالة الفنية بشكل عام والدليل هو نبض المشاهد اللى ترك كتير من الاعمال الفنية ولم يشاهدها للنهاية ف 2021 واغلب الناس الان ضد المهزلة الدرامية اللى اتفرجنا عليها واللى لا تمت للفن بصلة ده غير ان الواقع للمجتمع المصرى عمره ما كان ولا هيكون بالعنف والبلطجة والدم والقتل بالصورة دى ولو كنت غير قادر على دراسة ورؤية ومعرفة النبض الحقيقى للجمهور الحقيقى البعيد عن التطبيل والتهليل تبقى مشكلتك اكبر من كل اللى فات..

تبقى بإختصار مشكلتك انك منعزل عن الحقيقة وعن متطلبات الجمهور الحقيقية وعن كيفية مخاطبة الأسر المصرية اللى بتتمنى وبتبحث عن الفن اللى افتقدناه وتبقى انت اللى حضرت بنفسك العفريت لما قررت تساهم فى تضخيم النماذج والموضوعات والاخبار الفاشلة وتفرضها على الساحة الفنية على انها واقع وتصدر لينا رسالة شاذة عن الحقيقة وشاذة عن مجتمعنا واهلنا وناسنا ومصريتنا وهويتنا ونسيت ان وعى المشاهد مازال حى و مازال قادر على الانتقاء والنقد البناء ومازال بيتصدى للأعمال اللى بتشوه من واقعنا والاخلاق المبتذلة المتدنية والتراشق بالعبارات والالفاظ والمشاحنات اللى يجب التصدى ليها بدلا من تواجد منبر اعلامى تظهر من خلاله وان كل فنان او فنانة يجب انه يكون اكثر وعيا بمكانته وقيمة اللى بيقدمه وقيمة الكلمة والتصريح اللى بيخرج منه عالملأ واللى قادر انه يسحب من رصيده كتير او يضع فى رصيده كتير عند المشاهد وايضا بتاريخه الفنى

ولا يسعنا إلا ان نقول ياترى اللى حضر العفريت قادر يصرفه !!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق