تحقيقات وتقارير

ثمن الخسارة.. المدنيون في غزة يدفعون ثمن حرب جديدة

 

عيد ليس سعيد في غزة، فبينما المسلمون حول العالم يحتفلون بعيد الفطر المبارك بالحلوى وتبادل التهاني والخروج في الشارع، كان الوضع مختلفا في غزة، فساكني القطاع يدعون الله ألا تسقط عليهم قذيفة إسرائيلية، كما يحاولون ايجاد مكانا آمنا يمكن ان يوفر حماية محتملة من أي ضربات.

ربما يفوز أحد الطرفين في الحرب ، لكن الأكيد أن المدنيين في غزة يدفعون الثمن الأكبر، فحسب آخر بيان لوزارة الصحة الفلسطينية، وصل عدد الشهداء إلى ٨٣ شهيدا من بينهم 17 طفلا و6 سيدات ومسن، كما خلفت المعارك 388 مصابا بجراح مختلفة، منهم 115 طفلا و50 سيدة، مما يعني ارتفاع احتياج ذلك العدد إلى نفاقات اقتصادية مضاعفة، وأعباء زيادة على البلد المنهك أقتصاديا.
امس الخميس، اعلنت اسرائيل اطلاق عملية برية في قطاع غزة، والتي ترافقت مع عمليات قصف مكثفة، تسببت في تدمير جزء كبير من المباني التي تم بنائها خلال العام الماضي الذي شهد نوعا من الهدنة بين الطرفين.
جولة على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن اكتشاف كيف يحاول ساكني غزة إظهار عدم خوف من العنف الذي يطول القطاع بعد اندلاع تبادل الضربات بين الحركات الفلسطينية في القطاع، وعلى راسها حماس، وقوات الاحتلال الاسرائيلي. يحاول الأهالي اظهار انهم سيتحملون اي شيء مقابل دعم الفلسطينيين في القدس الذين يواجهون الطرد من منازلهم، لكن رغم هذه الشجاعة، يعلم المدنيون في القطاع ان الضربات التي يتم اطلاقها، لن تحصد في الاغلب سوى روحهم، وسوف تدمر ما تبقى من خدمات ضئيلة تبقي على الحياة بشق الانفس.

هذا العمليات الاسرائيلية مع الفصائل الفلسطينية هي الاكبر من نوعها منذ الحرب على غزة عام ٢٠١٤. توضح سيدة مقيمة في غزة لشبكة “بي بي سي” البريطانية: “لا يمكنك النوم في اي لحظة، قد يكون منزلك قبرك”.
وقال محمد أبو رية، وهو طبيب يعيش في غزة، لبي بي سي: “[هناك] الكثير من القتلى، والكثير من الجرحى – أطفال ونساء وكبار السن. لا يمكننا النوم في المنزل، ولا نشعر بالأمان. الضربات الجوية في جميع أنحاء غزة. لا توجد أماكن آمنة “.
تهدد هذه الحرب بتفاقم الوضع في القطاع والذي كان متدهورا في الأساس، ليدخل عدد جديد من سكانه إلى معدل الفقر، كما يحرمهم مما تبقى من خدمات بسيطة، مثل الكهرباء التي لا يحصلون عليها سوى لساعتين فقط يوميا، بينما يطلق قادة حماس تصريحات للحرب من مكان اقامتهم خارج القطاع.
أيضا قرار إسرائيل إغلاق منطقة الصيد قبالة قطاع غزة، ومنع سفن الصيد من الخروج إلى البحر، على ضوء مواصلة إطلاق القذائف الصاروخية من القطاع باتجاه إسرائيل ليلا، مثل ضررا اقتصاديا مضاعفا لسكان القطاع الذي يخضع لحصار بري، وبحري، وجوي تفرضه عليها إسرائيل منذ سيطرة حماس عليه عام 2007، ولم يتخلص بعد من التباعات الاقتصادية لجائحة كورونا.

وبما أن الصيد يمثل موردا مهما للعائدات في القطاع، فقد اعتبر زكريا بكر، منسق اتحاد صيادي الأسماك في غزة، أن القرار الإسرائيلي بمثابة “عقاب جماعي لـ 50 ألف شخص يكسبون عيشهم من قطاع الصيد في غزة”.- حسب تصريحاته لوكالة فرانس برس يوم الاثنين الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق