أقلام حرّة

فى بيتنا كورونا !

 

 

بقلم.د.أسامة الغزالي حرب

رغم كل التحصينات و الاحتياطات، رغم الكحول و الصابون و الكمامات…اقتحم وباء كورونا بيتنا، واستهدف عماد البيت ، و منبع روحه و حيويته ، ميرفت، زوجتى الحبيبة! و فورا، و لأنها قوية، و شديدة الانضباط، قررت – بعد أن تأكدت اصابتها بالوباء اللعين- أن تعزل نفسها فى إحدى حجرات المنزل، منذ صباح الإثنين الماضى.وساعة كتابة هذه الكلمات يكون أسبوع قد مر على عزلها ، لم تخرج من الحجرة إطلاقا إلا لدخول الحمام المجاور.و من حسن حظنا، أن من يشرف على علاجها ، و يتابع حالتها عن بعد هو شقيقى د.صلاح. بالنسبة لى، لم يكن من السهل على التعامل مع الوضع الجديد، وعندما اردت فى أول يوم ان أذهب إليها فى الحجرة لأطمئن عليها، ارتفع صوتها بقوة :ابعد، ما تقربش من هنا خالص ، والبس الكمامة! و منذ ذلك اليوم ، تغير نظام البيت بالكامل، بل و تغيرت طقوس الافطار الرمضانى اليومى. و صحيح أن ميرفت من محبسها كانت تدلى بتعليماتها أحيانا، ولكن المسئولية المباشرة لتدبير شئون المنزل آلت لإبنتى الحبيبة نورا. و وجدنا أنفسنا نتكيف مع معطيات الوضع الجديد ، فنحن نتحدث مع ميرفت من خلال أجهزة الموبايل. و بدأت مقتضيات التعامل مع كورونا تغير من ملامح حياتى اليومية. أصبحت أكثر تقبلا لفكرة النوم المنفرد بعد أن اخذت أصحو فى أى وقت من الليل ، و أضئ الحجرة، و ادخل و أخرج براحتى بدون أن اتسلل على أطراف أصابعى ! فزوجتى نائمة فى حجرة أخرى. وتقلص الزوار تماما ، فى حين اقتربنا كأسرة صغيرة من بعضنا بعضا. وضعت منضدة على باب حجرة ميرفت، نضع عليها ما تريده من طلبات، التى تأخذها بعد أن تتأكد من ابتعادنا عن المكان.غير أن الأخبار التى أصبحت تحيط بحياتنا عن كورونا و التى تتصدر الآن كل نشرات الأخبار، تصيبنى أحيانا بقلق كئيب ، قلق يدفعنى لأن أتمتم بالدعاء…”رب ، لا اسألك رد القضاء، و لكنى أسالك اللطف فيه “!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق