⭕ في يوم 22 أبريل 1983
وفاة الفنان عمر الجيزاوي برنارد شو الصعيد و شارلي شابلن العرب ..
وصاحب اغنية ياللى من البحيرة وياللى من اخر الصعيد ..
⭕ هو منولوجست شهير اشتهر بدور الصعيدي الساذج الذي لم يتخل عن جلبابه البلدي و عصاه إلا عندما أراد أن ينال إعجاب الفنانة شادية في فيلم “بنت الجيران” فغنت له “من بعد طاقية و جلابية” ..
⭕ ذلك الفنان الذي لم يأخذ حقه من الشهرة و التقدير و ربما اشتهرت منولوجاته أكثر منه ، فمن منا لا يذكر “اتفضل قهوة” ، “معايا الفاكك و الفاكوك” و “عطشان تعالى اشرب” “العرقسوس” حتى أصبح ينادى ( يا بتاع العرقسوس ) لأن الجمهور في ذلك الوقت لم يكن يعرف إسمه ..
⭕ ولد عمر الجيزاوي في حارة درب الروم بالجيزة في 24 ديسمبر عام 1927 لأسرة فقيرة يعمل عائلها في مجال البناء و هي نفس المهنة التي امتهنها عمر في صباه ، و كان يغني للعمال بلهجته الصعيدية المحببة ليحفزهم على العمل حتى انتبه لصوته أحد المقاولين و دعاه ليغني في فرح إبنه ، و وصلت شهرته في مجال الأفراح إلى أن غنى في فرح الرئيس الراحل محمد أنور السادات و من هنا بدأت شهرته و بدأ طريقه الفني ..
⭕ و من الأفراح انتقل للغناء في المسارح الليلية حتى اكتشفه الفنان الراحل علي الكسار و قدمه للجمهور ، و كانت بدايته السينمائية عام 1948 في فيلم “خضرة و السندباد القبلي” و اشترك في أكثر من مائة فيلم كان آخرهم “فالح و محتاس” في الخمسينيات ..
⭕ كون فرقة استعراضية و عمل بها على مسارح القاهرة شتاءا و بالإسكندرية صيفا ، كما طاف بها على العديد من الدول عربية و الأوروبية و أعجب الفرنسيون بموهبته المغرقة في المحلية لدرجة أن طبعوا صورته على علبة كبريت و أطلقوا عليه لقب “شارلي شابلن العرب” ..
⭕ لم يكن عمر الجيزاوي يقدم المونولوج من أجل الضحك فقط بل كان يؤمن أن للفن رسالة و أن النكتة يجب أن يكون ورائها فكر و مغزى ، فكان من أشهر المعارضين للملك فاروق و اعتاد أن يسخر من النظام السياسي بالنكتة و المونولوج حتى سبب إزعاجا للسرايا ..
⭕ ساعد الكثير من النجوم في بداية حياتهم الفنية و منهم سمير غانم ، شفيق جلال ، نعمت مختار ، سهير زكي ، وحيد سيف ، عادل مأمون ، محرم فؤاد و عبد الحليم ..
⭕ تزوج من سيدة مصرية و أنجب منها أربع بنات و ثلاثة أولاد و هم : فرفش – أسرار – تحفة – جلاء – الجيزاوي – عمار و مصطفى ثم تزوج من راقصة لبنانية تدعى “أنوار حسين” و أنجب منها “معين” كما تزوج من سيدة اجنبية كانت تأتي كل ليلة للمسرح الذي يعمل به لمشاهدته و كان متعدد الزيجات حتى أنه تزوج عشر مرات ..
⭕ وسيطر الاكتئاب على الجيزاوي في اواخر ايامه حتى توفي في 22 أبريل عام 1983 و مما زاد من اكتئابه و عجل بوفاته أنه قد قدم أغنية وطنية اثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 تحمل اسم ”يا للي من البحيرة و يا للي من اخر الصعيد”، و سجلها بصوته في الاذاعة المصرية حتى قام الملحن جمال سلامة بأخذ اللحن و تقديمه للفنانة شادية لتغنيه بصوتها باسم ”مصر اليوم في عيد” دون اي ذكر لإسمه ليشعر بالتجاهل و عدم التقدير ..
رحم الله الفنان عمر الجيزاوي صانع الضحكة وراسم البسمة بقدر ما أسعد جمهوره ..