المميزةمقال رئيس التحرير

أحمد حلمي…وإحياء لغة العوالم

( سدد جون السقة بالون سسبوع ألبوم ستنين أمازون سوى أرانب سهر سماشي

 

 

تابعت عن طريق الصدفة إعلان جديد لشركة اتصالات يقوم به الفنان أحمد حلمي وهو يؤدي جملة ” دلوقتي تقدر تجدد باقة حكاية أسبوع اتنين أو الشهر كله “( سدد جون السقة بالون سسبوع ألبوم ستنين أمازون سوى أرانب سهر سماشي ) وأمامه الفرقة الموسيقية التي تساعده على أداء تلك الإعلان المدفوع الأجر ببذخ وبإسراف عادة الشركات الاتصالات التي تستنزف ميزانيات الأسرة على  أن تسترد تلك الشركات أموالها أضعافا مضاعفة وينبأك في ذلك مثل خبير..

اللغة غير المفهومة التي يؤدي بها حلمي الإعلان هى لغة” العوالم” التي استخدمها الراحل شفيق جلال في فيلم خللى بالك من زوزو بطولة الراحلة سعاد حسنى وحسين فهمي وتحية كاريوكا التي قامت بدور العالمة ..

هذه اللغة غير المفهومة تندرج في علم اللغات تحت اسم اللغة الخاصة والتي يستخدمها مجموعة من أصحاب المهن والحرفيين والصنايعية فيما بينهم ؛ حتى لا يفهما أيا من الأشخاص خارج تلك المجموعة مثلما حدث في فيلم جري الوحوش للراحل نور الشريف عندما كان يدير محلا للمجوهرات والمصوغات الذهبية فكان يستخدم مصطلحات مثل ” الدفش يافت ” في إشارة إلى كلمة ” الزبون غنى” أو مصطلح ” الدفش أشفور” في إشارة صريحة وواضحة إلى حالة كون المشتري على قد حالة مما يستدعي معه عدم قيام صاحب المحل للقيام والترحيب به ،تلك اللغة يتكلم بها من يعملون في محال الذهب فقط..

بينما لغة العوالم التى غنى بها حلمي إعلانه هى لغة معقدة بعض الشيء لكن يفهمها من يعمل في حقل الفن والرقص تحديدا وتعتمد تلك اللغة على تغيير الحرف الأول للكلمة بحرف ” س” في كل الكلمات وربما ما قاله شفيق جلال في خللى بالك من زوزو عندما قال لتحية كاريوكا الفرقة عايزه ” سبيج أناناس” يقصد هنا ” الأبيج” بمعنى الفلوس والقبض فكلمة سبيج هى أبيج تم تغيير الألف بالسين وجاء بكلمة مختلفة جدا تبدأ بحرف الألف هى أناناس وليس لهذا الكلمة أى دلالة تذكر سوى كونها تبدأ بحرف الألف الذي تم استبداله بحرف السين..

اللغات الخاصة علم يدرس في الجامعات وخاصة فيمن يدرسون علم اللغة وقد استخدمها ومازال أصحاب المهن منذ قديم الأزل فمثلا عندما تشاهد فيلم اسماعيل ياسين في الأسطول تجد العملاق الراحل رياض القصبجي الشاويش عطية عندما وجه كلامه للفنان اسماعيل ياسين وهو أعلى مدخنة الباخرة قائلا له” بيض يا سي برورم ومتسيبش حرامية” المقصود بلفظ حرامية هنا فجوة أو مكان غير مزدان بالبياض وهذا اللغة يستخدمها النقاشين فيما بينهم حتى لا يشعر” الزبون ” بأن هناك تقصيرا وقع من الصنايعي في عمله..

بينما ما يقوم به أحمد حلمي هو إحياء للغة العوالم لا طائل من ورائه سوى إشغال الناس بكلام متدن لا يرقى إلى الذوق العام ،مقابل حفنة من الأموال ،كان يجب أن يتنبه إليها حلمي بعدما أصبح نجما له أفلام هادفة ،فيها عمق وتدعو إلى التفكير والإبداع لا إلى إحياء لغة لا يستخدمها سوى فئة من الناس لا يتعدون على أصابع اليد الواحدة ، وأصبحت في حكم المنقرضة الآن ..

 

وهناك اللغة الخاصة بالصحفيين تلك الجماعة التي تستخدم لفظة واحدة شائعة للمناداة فيما بينهم وهى لفظة ” ريس” فعند مخاطبة المحرر لرئيس القسم يناديه ” ياريس” ومن رئيس القسم لمدير التحرير ” يا ريس” ومن نائب رئيس التحرير لرئيس التحرير ” يا ريس” بجانب مصطلحات مثل ” الديسك” والمقصود به إعادة الصياغة وكلمات مثل ” باى لاين ” ويقصد به العنوان الفرعي في المادة الصحفية ،ويشترك في كلمة ريس كل المصريين عندما يتحدثون عن رئيس الجمهورية كأن يقول مثلا” الريس هيتكلم النهاردة” أو ” الريس في أمريكا وهكذا ،

ما فعله حلمي جعل رأسه ينقاد إلى رقصه ..بسبب حملة إعلانية ليس بحاجه إلى أموالها وتعيد تذكير الناس بأسوأ إعلان قام به لسيارات شيفرولية في البدايات عندما تم جره ومنى زكي خلف السيارة الاعلان الذي تبرأ منه فيما بعد لكنه لم يفسخ تعاقده مع الشركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق