مقال رئيس التحرير

الدكتور عصام عيد .. أستاذي وأفتخر

دقات ساعة جامعة القاهرة الشهيرة تشير إلى الحادية عشرة صباحا ، إنه موعد لأول "سيكشن" أحضره ، وهو " سيكشن" القواعد النحوية الذي كان يدَّرسه الأستاذ الدكتور عصام عيد أبو غربيَّة ولحسن حظي كنت ضمن المجموعة التي يحاضرها الدكتور عصام

بقلم..جمال عبد المجيد

أعترف ولأول مرة أنني شرعتُ في كتابة هذا المقال على ” ورق دشت” بعد أن توقفت عن الكتابة على الورق منذ ما يقرب من عشرسنوات بعد أن غزت التكنولوجيا حياتنا، فأصبحنا نكتب ونقرأ ونستقي الأخبار عبر أجهزتنا المحمولة ..
وما دعاني لكتابة هذا المقال على ” الطريقة القديمة” هو أن صاحبه شخصية خاصة، وحالة قلما تتكرر في حياتنا الدنيا ، فهو الأستاذ والمعلم ، والأخ والصديق والقريب من نفسي والمحبب إلى قلبي إنه الأستاذ الدكتور عصام عيد أبوغربيَّة الأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وهو أول أستاذ استقبلني وأنا طالب بالفرقة الأولى بكلية دار العلوم عام 1997 ، ذاك العام الذي أعقب تخرجي في الثانوية الأزهرية ؛لألتحق بعدها بجامعة الأزهر ، وتحديدا كلية الدراسات الإسلامية والعربية ،التي لم تستهوني الدراسة بها لأتركها إلى كلية اللغة العربية التي مكثت فيها أقل من أسبوعين ، حتى تاقت نفسي إلى التغيير الذي أنشده ، لكنني لم أكن أعلم وجهتي بعد أو إلى أى قبلة أولى  ..

 

الأستاذ الدكتور عصام عيد أبو غربية

في هذه الأثناء سمعت من أصدقاء لي عن كلية دار العلوم جامعة القاهرة ، وهى الكلية التي تعدُّ امتدادا للكليات الأزهرية ؛لكنها لا تقبل إلاَّ أعداداً محدودة من من طلبة الثانوية الأزهرية وقبلت أوراقي أنا وصديق لى ، في هذه الكلية العريقة ، التي لم أكن أعلم عنها شيئا قبل أن تطأ قدمي كلية دار العلوم في العام الدراسي ( 1997- 1998) ، وقد ساعدنا رجل يدعى الأستاذ عماد، أحفظ وجهه ولا أعرفه في توجيهنا إلى تنسيق المرحلة الثالثة والأخيرة ؛لنلتحق بالكلية عقب اكتمال العدد لـ 150 طالبا وطالبة ،حالفهم الحظ للالتحاق بصفوف الكلية التي كان عميدها الأستاذ الدكتور على أبو المكارم خلفا للأستاذ الدكتور حامد طاهر رحمة الله عليه.

 

رسالة الماجستير المطبوعة للأستاذ الدكتور عصام عيد

دقات ساعة جامعة القاهرة الشهيرة تشير إلى الحادية عشرة صباحا ، إنه موعد لأول “سيكشن” أحضره ، وهو ” سيكشن” القواعد النحوية الذي كان يدَّرسه الأستاذ الدكتور عصام عيد أبو غربيَّة ولحسن حظي كنت ضمن المجموعة التي يحاضرها الدكتور عصام ومنذ أن دخلت إلى قاعة المحاضرات بالدور الأرضي شمال مدخل الكلية ؛حتي وجدت أستاذا بهي الطلعة ، مهيب الجانب، ذا ابتسامة مشرقة لا تفارق وجهه، ثابت الجنان ، مالكا لناصية اللغة العربية ، التي يتحدث بها حرفيا بأسلوب عذب، بلسان عربي مبين، ومخارج صوتية تمهّد لطلابه الطريق إلى قلب اللغة العربية ومفتاحها القواعد النحوية..
أحببته.. كما أحبه جميع زملاء وزميلات ” السيكشن” وكنا دائمي الحديث عنه بالخير في تجمعاتنا ، في معرض أحاديثنا عن أساتذة الكلية الذين يدرسون لنا في الفرقة الأولى وفي القلب منهم الدكتور عصام عيد ؛نظرا لما يتمتع به من بلاغة وأدب ووجه وضَّاء كضياء القمر أو يزيد كثيرا، مما جعله هدفا ووجهة لكل من يتعامل معه من الطلاب والطالبات في جميع الفرق الدراسية ، وهو ما تمت ترجمته أثناء حصوله على درجة الماجستير التي تمت مناقشتها في مارس عام 2000 وحملت عنوان ” أصول النحو عند السيوطي بين النظرية والتطبيق” وقد طبعت بالهيئة المصرية العامة للكتاب سنة ٢٠٠٦ وهى الرسالة التي حضرها لفيف من الأساتذة الكبار المناقشين منهم والمشرفين المحبين له والمعجبين به ، فضلا عن حضور جميع طلابه مناقشة الماجستير فعجت قاعة المناقشة بالحضور ولم يكن بها موضع قدم .
أحببتٌ على يديه اللغة العربية ،التي أحببتها حبا على حب وكنت دائم التفوق في الاختبارات الشهرية ، وكنت أشعر بسعادة داخلية عندما ينظر لي الدكتور عصام بإعجاب وهو يحاضرنا ، وهو ما ترجمه لي بعض الأصدقاء بأنني مقرَّب من قلب الدكتور عصام ، فلم أخيّب له أملا ولم أرد أن تتحول تلك النظرة ، فاجتهدت ؛لأنال الدرجات النهائية كل شهر وهو ما ألقى علىًّ بمسئولية جد كبيرة بأن أواظب على التفوق في قواعد اللغة العربية التي أردت الإجادة أكثر وأكثر فيها ؛حتى أصبح عند حسن ظن أستاذي الذي تعلمت على يديه الكثير والأكثر.

الأستاذ الدكتور عصام عيد يتوسط الأستاذ الدكتور محمود الربيعي والأستاذ الدكتور  محمد حماسة عبد اللطيف رحمه الله والأستاذ الدكتور أحمد عفيفي والطالب أنذاك جمال عبد المجيد

ورغم تفرُّق السبل بنا ،اتخذت الصحافة طريقا وتخرجت في كلية دار العلوم عام 2002 ؛لأبدأ حياة جديدة في بلاط صاحبة الجلالة ، فإنني لم أنس لحظة واحدة لأستاذي ومعلمي الأستاذ الدكتور عصام عيد أبو غربيّة الذي أتيه به فخرا ، فقد ساعدني على امتلاك ناصية اللغة العربية التي وضعتني على الطريق السريع في بلاط صاحبة الجلالة ،وساندتني تلك اللغة في الترقي سريعا ، في عملي الصحفي المعتمد في أساسه على لغتنا الجميلة .

 

 

المقال من كتاب

مقالاتي ..

للكاتب الصحفي جمال عبد المجيد

//مقالاتي …للكاتب الصحفي جمال عبد المجيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق