أسرار وحكاياتالمميزة

بالصور…الصعيدي الذي وجد السلاح المستخدم في اغتيال جمال عبد الناصر

مشى على قدمية من الإسكندرية إلى القاهرة وأصر على مقابلة الرئيس

 

كتبت..ساجدة سيد

قصة الخديوي آدم حسب ما جاء على صفحات جريدة الأهرام الصادرة في الثاني من نوفمبر 1954 :
في الصفحة الأولى نقرأ العنوان التالي:
(عامل يعثر على المسدس الذي أطلق منه الجاني الرصاص على الرئيس), وتحت العنوان جاء ما يأتي بالحرف الواحد: “.. وهنا فوجئ (العامل) بسماع صوت المقذوفات التي أطلقها الجاني على الرئيس، وغرق هو في الازدحام، وكانت أمواج الكتل البشرية التي كانت في هرج ومرج لبعض الوقت تتقاذفه هنا وهناك، وفي تلك الأثناء شعرت قدمه بصدمة في شيء صلب، فأخذه، فإذا به مسدس، وكان المسدس ساخنًا لسع يديه ثم مضى إلى سبيله… والمسدس من النوع الذي إذا أطلقت جميع مقذوفاته ينفتح، فأدرك (آدم) أنه المسدس الذي استخدم في الحادث، وقابل آدم ابن عمه واسمه (محمد جبريل) عاملٌ في أحد جراجات الإسكندرية، فقصَّ عليه قصته، فنصحه أن يسلِّم المسدس للمسئولين في ثكنات مصطفى باشا، ولكن آدم صمم أن يسلمه للرئيس جمال بنفسه يدًا بيد، فلما سأل عن الرئيس قِيل إنه سافر إلى القاهرة، فحاول أن يستريح وينام، ولكنَّ الأرق والتفكير في الحادث، وما أحاط به من ظروف في الساعات القليلة الماضية، كل هذا جعله يعتزم أمرًا، وشدَّ رحاله- كتعبير الزمن الماضي- إلى القاهرة في الساعة الرابعة صباح يوم الأربعاء 27 من أكتوبر الماضي، ولم يكن يَملك مليمًا واحدًا… ومشى الشاب بين قضبان السكك الحديدية إلى أن أخذ منه التعب ما أخذ، وشعر بالجوع، وكان قد وصل إلى سوق مدينة في الطريق لم يعرف اسمها، فباع قفطانه، وأكل وشبع، وواصل سيره حتى وصل إلى شبرا يوم الإثنين أول نوفمبر حوالي الساعة 12 ظهرًا… وعند مدخل “شــبرا” استفسر من أحد رجال البوليس عن مقر القيادة التي يجد فيها الرئيس جمال، ومضى في طريقه يسأل ويستفسر، حتى وصل بعد ثلاث ساعات إلى مقر القيادة العامة بالقبة، وهناك رأى الجندي الحارس، وطلب منه أن يدله على مكان الرئيس، فنهره الجندي في أول الأمر، ولكنه أفهمه بشدة أنه يحمل أداة الجريمة التي استخدمت في الاعتداء على الرئيس. وأخرج العامل المسدس فانزعج الجندي، وأدخله إلى الضابط المسئول، فأبلغ هذا النبأ إلى المسئولين، وفي نحو الساعة التاسعة من مساء اليوم كان (آدم) في إدارة المباحث العامة، وكان الرئيس جمال بالقيادة في الجزيرة فاتصلوا به، فأمر بإرساله إليه. وأدخلوا آدم عند الرئيس، فلما رآه هم إليه فقبله، فتأثر الرئيس وأخذه بين يديه وقبله، ولما عرف أنه من أهل الأقصر شكره، وقال فليعش: أبناء الأقصر الكرام، وأمر بمنحه مكافأة مجزية. وسألناه ما الذي سيفعله بِهذه المكافأة؟ فقال سأتجوز وأفتح محلاً، ثم دعا للرئيس بطول العمر، ليتم خدمة الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق