ثقافة وقراءة

فصل الكلام

 

وعن نفسي احبك فوق المحبين حباً،

وأعلى المحبين مكاني،

وعين المحب ترقب حبيبها بالود غائباً،

كما يرقب العبد الزاهد عين الله،

وإن تركت لي البحر رهواً

عميت عيناي عن كل الأشرع

وتحسست شراعك وإن كانت المنية مئالي،

وإن كنت ذنبا سألت الله الا يغفره،

مادامت سلواك هي قربان الغفرانِ

أحبتك امرأه لا تعلم عن كبريائها شيئاً

افرطت في هواها فهان كل عزيزٍ،

لكنك اورثت بقلبها ذبول يفوق كل هوانِ

كجواد جامح كسرت قدماه على أعتاب قصرك

والفرس حين يكسره فارسه يغدو الموت راحته

وتعجز الاطبه في مداواة علاته

واليك خالقي اشكو حزن قلب لم يكن مستهينا،

لم يكن مخمورا لكنه تبع قلبه فأضناه،

كيف هنت وكل ما فيّ يناديك حياه

والصب عشقا يبلغ منتهاه

كيف هنت يا من إذا أقبل لساني إليك معاتباً

تعثرت كلماتي لاحفظ ندى وجنتاه

ولكم توسلت إليك أن تحسن الري

لا تفيض فيغرق الزهر ولا تقطر فيصرعه سقياك،

وبدلا من أن تترك لي الشمس صرحا فالمع لك متوهجةً،

وجدتك بسهام الليل الآثمة تشق صدري

معللا انك لم تصوب إليّ نصل السهام،

وحدثت الفجوى وفصل الكلام،

لم أكن كافيه يا مسك الختام،

ظننت أن حبي لك قيدا فهممت افك اللجام،

وحين حاوطت عنق جوادي الثائر اتحسس مربط الزمام،

ربما ارخيه هونا، لم أجد لمربطي أثرا،

ولم أجد لوجودي التزام،

والفيت القيد قد أدمى معصميّ

وتوددت إليك عني فقد ارهقني فرط اللِزام،

واشحت عني بوجهك شامخا،

هلا حاوطتني يديك لتشفي ألماً سقاك،

وصُعقت وتحريت أمري حين وجدت النجوم حولك كثر،

ترصع مدارك،

وازاغت بصيرتك عن قمرٍ خلق لينير خطاك،

وانت الذي منذ أن خلق الزمن قُطعت من روحي،

فلا أملك إلا أن أكون عينا تنفجر باللُطف دوما أدنى خطاك،

وعنك رسائلي وصلاتي كانت لأجلك،

ترجو حفيظا أن يمسح عن عينيك كل حزنٍ،

وفي عناية ملائكته يرعاك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق