أقلام حرّةالعالم اليوم

لبنى عادل تكتب: هاربة إليك

 

انها المره الأولى التي قاومت فيها نفسي وعزمت الفرار من الشبح الكامن في عزلتي منذ أشهر عدة، نزلت وانا لا اعلم وجهتي
كانت المره الأولى أيضا التي التقط فيها قلمي لكتابة أفكار مسترسله لاتعوقني فيها روحي المعتمه منذ أشهر عدة أيضا وان كنت أعلم أنها سرعان ما سوف تلازمني وتقبض على روحي مره اخرى، لهذا كنت مسرعة هذه المره لتدوين جانب قد يكون مضيئا بالنسبه الي ،
ركبت الباص وسرعان ما غشيني النوم حين بدأ الباص في التحرك ولامس وجهي هذا الهواء الناتج من انعكاس سرعته مع الهواء، كنت افتقر للنوم بشده واعاني من الأرق والاضطراب منذ وقت لم احتسبه في الحقيقة لكني أعتقد أنه كان طويلا، حين فتحت عيناي الفيتني اسرع بالنهوض، نزلت بمكان غير الذي كنت اعتقد اني سانزل به لم أفكر بشئ وقتها ولم أسعى وراء أسباب كل ما في الأمر أني تركت قدماي توجهني أينما شاءت،، أتدري شيئا كل خطوه مشيتها كانت تعرفك وكأني امشي بخطواتك انت وجهتني قدمي حيث كنت تسير معي حتى الزوايا والمنعطفات وعبور الطريق كانت خطواتها تعرفك جيدا ، وجدت نفسي فجأه ودون تدبير أمام مكان اعرفه جيدا مع اني لم ارتاده الا مره واحده فقط دخلت وجلست وكأنما أحدا يحثني على فعل هذا أو ربما همست انت في اذني بهذا ،
وفور جلوسي بدأت انتبه على دموع تفيض مني دون سبب لكن لم كل هذا هنا فقط بدأت التساؤل ، لكني سرعان ما عرفت الاجابه لقد ساقتني قدماي دون علم مني إلى أول مكان جلست معك فيه ليس ذلك فقت لكني وجدت نفسي جالسه على نفس مقعدك العالي في هذا الركن رغم أنه ثمة مقاعد كثيره شاغره ربما كانت لتروقني اكتر لو كنت وحدي اتذكر وقتها اننا قمنا باختيار هاذين المقعدين لعدم توافر مقاعد أخرى لكن المكان كان مريح وهادئ يجبرك على الجلوس بأي مكان فيه، لكني لم أكن وحدي كنت معك وقتها كما كنت معك في نفس هذا الوقت تحديدا منذ عام، كنت أشعر أني ربما ركبت اله الزمن لتستقر بي معك في نفس المكان،
طلبت نفس الطلب الذي طلبناه سويا كم اعجبتك القهوه حينها واثنيت عليها انا ايضا، لكن ما لبث المكان الا ان ازدحم باوناس كثيرين شباب بنات وأطفال أيضا انتبهت لاصواتهم وهم يبكون خلفي، لكني لم التفت و لم أرى أحدا منهم عيناي لا ترى غيرك، وجدتني اجفف دموعي التي تنهمر مني دون قصد وكل ما أردته وقتها هو أن احادثك قلبي كان ملهوفا لسماع صوتك أردت أن أروى لك كل هذا مفصلا ربما احتفيت به معي أو أن تُربت على قلبي بهمسات منك لكني خشيت أن يزعجك تصرفي هذا أو أن لا تفهم اني لم اتعمده إطلاقا ، امسكت هاتفي محاولة مني لالتقاط بعض الصور كالتي التقطها انت لي يومها اتذكر جيدا أن زوايا هذه الصوره لم تروقني وقتها لكن حين قارنت صورتي التي التقطها بصورك وجدت أن المكان هو نفسه والشخص هو نفسه انا لكن هناك ضحكه غائبة،
وددت حينها لو التقطتها انت لي بيديك حتى وإن لم أبدو الأجمل فيها لكن كان كافيا جدا أن أرى نفس الوجه الضاحك الذي رسمته انت على روحي قبل ملامحي، تركت هاتفي جانبا وجلست اتأملك واتأمل أحاديثك معي،
كم كنت أعجبك يومها اتذكر حتى كيف كنت تتغزل بتلك الخواتم التي كانت تزين أصابعي، راجعت كل كلامك الذي ربما كنت كاذبا بادعاء بعضه، لكن عيناك وقتها لم تكن لتكذب أو تخطئ نظرها نحوي لم تكن لتحيد عني ولم تكن لتخفي حبا لم أرى مثله ولا حتى باساطير العاشقين حتى انك لم تنتبه حينها لوجود أشخاص تعرفهم، كم كنت سعيده وكم كنت خجوله من هذه النظرات الجامحة الحانية الممتلاه بالشغف والتي كانت تاخذني أسفار بعيده، نظرات باستطاعتها أن تقذفني في عمق المحيط الهادئ وتعود بي سالمه لاتجول في أروقة فينيسيا،
ليتني أعود لارها على هذا النحو حتى يتثني لي تقبيل بريق ما بين عينيك وابقى عليهما سعيدتين،
اخذني عقلي حينها إلى ما هو أبعد من ذلك إلى كلامنا وضحنا سويا وجرينا كطفلين يلهوان معا ويسرقان من الحياه عنوة حقهم في الحياه، كم كان كل شئ رائقا وبسيطا وحدود الزمان والمكان كانت آخر همنا، بعيدا عن الوجوه الزائفه بعيدا عن الوجوه المتملقه بعيدا عن أي أحد،
تمنيت وقتها لو استطعت سحب كل ذكرى بحياتي وكل وقت لم اعيشه معك واهديه لك اهديه إلى كل تلك الأوقات معك فأنا لا أريد إلا ذاكرتي معك لا أطمح الا ان تاخذني قدماي إليك دوما دون ملل ودون تفكير ومراجعة،
ورغم اني بكيت كثيرا لكن بالاخير ابتسمت ابتسامه تشبه ابتسامه الامتنان، وددت أن اشكرك على هذا الطيف الحاضر والكيان الذي يتملكني ويمسح على روحي وان غاب حضورك الجسدي،
ها أنا ذا أعود لأشعر بالتعب والدوار، ربما حان وقت النهوض لاعاود متابعه خطواتك إلى جدران بيتي، على أمل أن تاخذني قدماي يوما آخر إلى حيث تمكث انت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق