المميزةتحقيقات وتقارير

الشيخ محمد سيد طنطاوي..إمام الأزهر المطور وأحد المجددين أوصي أبناءه بالدفن في البقيع قبل وفاته بشهرين كاملين

الحلقة الأخيرة من الأئمة الأربعة..طنطاوي رفض علاج زوجته على نفقة الدولة وحج على نفقته وصور شيك الحج لمنتقديه.

 

ولد وحيدا في دار السلام بسوهاج وترعرع مع البابا شنودة في قرية واحدة.

سبق عصره وتصدي لملف البنوك ومبارك قال له ” عايزين نحرك الاقتصاد شوية” فأفتى بعلمه

رفض الكلام في حضرة الشيخ الشعراوي وقال له ” أنت إمامنا”

يصلي الفجر حاضرا ويمشي نصف ساعة حول مسجد التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة

رفض العمرة على نفقة أبو العينين في زيارته الأخيره وقال عن السعودية بلاد كلها خير

كتب: جمال عبد المجيد

توفت والدته بعد ميلاده بشهر واحد … رعته عماته رعاية الأبناء لأبنائهن فلم يشعر باليتم مثلما يشعر الكثيرون.. أوصي أبناءه الثلاثه بدفنه في مقابر البقيع بجوار صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم وذلك قبل وفاته بشهرين .. اعتبر تاريخ ميلاده الموافق الثامن والعشرين من أكتوبر لعام 1928 هو نفس يوم والشهر الذي تولي فيه دار الإفتاء المصرية من عام 1986 ، مفارقات وأسرار وحكايات في حياة الإمام الدكتور محمد سيد طنطاوي الشيخ السابع والأربعين للأزهر الشريف الذي صدر قرار الرئيس الأسبق بتعيينه عام 1996 ؛ليظل 14 عاما على رأس تلك المؤسسة الدينية الأكبر في العالم إلي أن توفاه الله في العاشر من شهر مارس من عام 2010 وهو نفس الشهر الذي عين فيه شيخا للأزهر….

الشيخ والرئيس مبارك

يا مولانا عايزين الاقتصاد يتحرك والبنوك تشتغل ” كانت هذه كلمات الرئيس الأسبق للشيخ سيد طنطاوي عندما كان مفتيا للديار المصرية وكان الشيخ طنطاوي له فتوي شهيرة بتحريم الربا فاعتقد الناس بحرمة فوائد البنوك في كل شئ فاستفتي علمه وكتبه وهيئة كبار العلماء لتخرج فتواه بتحليل الفوائد وتحريم الربا بشكل قاطع وواضح وبذلك لم ينصاع لأوامر السلطان بكل حكم علمه وشرع الله فيما أفتي وقال ولا سيما وهو الرجل الذي حفظ القرأن في مدارس الصعيد بقرية سليم بمحافظة سوهاج.

معارك ضد المتشددين

في عام 1997 وبعد تعيينه للأزهر بعام واحد كان يتابع المعاهد الأزهرية ويتجول بين أبنائه الطلاب ليطمئن عليهم وعلي سير العملية التعليمية ومتابعة المناهج التي تدرس للنشئ ، فلفت نظره طفلة بإحدي مدارس القاهرة ترتدي النقاب فغضب غضبا شديدا ونزع النقاب من على وجهها وأوضح لمن حوله أن النقاب ليس فريضه ولكنه عادة فهاجمه السلفيون والمتشددون وأصحاب الأفكار التكفيرية مستنكرين فعلته وأقاموا الدنيا عليه وشنوا عليه حملات شعواء ، فلم يزده ذلك إلا إصرارا على موقفه وسانده في ذلك مجمع البحوث الإسلامية الذي أكد صحة موقفه في مواجهة طيور الظلام ..

في حضرة الشيخ الشعراوي

كان عصرا ملئيا بالعلماء الأجلاء وتصادف لقاء جمع الدكتور أحمد عمر هاشم والشيخ الشعراوي والشيخ طنطاوي وطلب الشيخ الشعراوي من الإمام يبدأ الحديث لكنه رفض أن يتكلم في حضرة الشعراوي وقال له أنت إمامنا وأصر على فضيلة الشعراوي أن يبدأ الحديث وكان ذلك بمناسبة الإسراء والمعراج …

الزيارة الأخيرة للسعودية

رحل شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي بعد أن وافته المنية وهو يستعد لمغادرة مطار الملك خالد الدولي بالرياض، بعد حضوره احتفال توزيع جائزة الملك فيصل العالمية التي رعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ، بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة فاجأته في أثناء استعداده للسفر وصعود الطائرة المتجهة للقاهرة.

وأوصي بان يكون قبره بالمملكة العربية السعودية وتحديدا بالبقيع بالمدينة المنورة، كانت خاتمته ببلاد الحرمين الشريفين ولمعرو كان ضمن المستقبلين لشيخ الازهر في المطار، بحضور السفير المصري ا محمود عوف ومن ثم استقل معه المركبة المخصصة لاستقباله وذهب برفقته الى الفندق، وكان أول كلامه لمرافقه شريف حتاته مرافقه لمدة 14 عا كانت عند مرورهم بمقر مبنى جامعة الأميرة نورة حين قال له الشيخ “ان هذا البلد اعطاه الله النعم وبه رجال يحافظون على هذه النعم، هذه البلاد هي البلاد الوحيدة التي ترى فيها الفضائل واضحة وظاهرة منذ دخولك المطار”.

وصل الى الفندق وكان في استقباله ادارة الفندق، ومندوبو جائزة الملك فيصل، ومن ثم تناول القهوة وذهب للجناح الرئاسي المخصص له رقم 620، م هذا الجناح يعد ثاني اكبر جناح بالفيصلية كأول مرة يقيم بهذا الجناح، حيث كان يقيم سابقا في الجناح الدبلوماسي، مؤكدا ان هيئة الجائزة دائما توليه الاهتمام والحرص والتقدير لمكانته الدينية والعلمية من خلال توجيهاتها المستمرة للشركة المالكة ولادارة الفندق.

الابتسامة لا تفارق وجهه ولا يغضب إلا لله

في يومه الأخير ، كان مبتسما وسعيدا وجلس بالجناح من الساعة الرابعة والنصف حتى الساعة الثامنة مساء، وفور دخوله الجناح ، صلي الظهر والعصر.

وبين حتاتة ان الفقيد كان يطلب منه طوال الاربعة عشرة عاما السابقة ان يقوم بالاتصال على اسرته لطمأنتهم بسلامة الوصول، الا هذه الزيارة الاخيرة لم يطلب منه ذلك. وعند الساعة الثامنة والربع نزل شيخ الازهر الى بهو الفندق، وابلغه حتاتة بان رجل الاعمال المصري الاستاذ محمد ابو العينين سيصل ما جعله ينتظر لقاءه، كما قابل الامراء محمد العبدالله الفيصل وفيصل العبدالله الفيصل.

وقبيل بدء الحفل توجه للقاعة المخصصة للاحتفال وجلس على الطاولة الرئيسية المعدة لخادم الحرمين الشريفين وضيوفه والفائزين بالجائزة حيث جلس على يمين سمو ولي العهد بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل امير منطقة مكة المكرمة، لهيئة الجائزة.

رفض العمرة من رجل الأعمال محمد أبو العينين

ويضيف حتاتة انه بعد نهاية الحفل جلس في بهو الفندق بصحبة السفير المصري، ورجل الاعمال ابو العينين، الذي عرض على سماحته العمرة، لكن شيخ الازهر اعتذر لارتباطاته بالمكتب، وانتهى اللقاء وصعد معه السفير المصري والاستاذ حتاتة للجناح، واقسم عليهم ان لا يرافقوه في اليوم التالي الى المطار نظرا لكون الوقت مبكرا حيث غادر في الساعة السادسة وعشر دقائق صباحا. و آخر امير قابله شيخ الازهر هو صاحب السمو الملكي الامير تركي بن عبدالله الفيصل، الذي قبل شيخ الازهر من عمامته وقال له هذه بلدك. واوضح ان الفقيد كان يحضر دائما بحقيبة يد لحمل الاوراق ولكن هذه الزيارة لم يحضر معه أي حقيبة..

رفض علاج زوجته عل نفقة الدولة

من الماّثر التي تروي عن فضيلة الإمام أنه عندما أصيبت زوجته وهي ابنة عمه بأحد الأمراض أشاروا عليه بعلاجها على نفقة الدولة وفي أفضل المشافي أو ذهابها للخارج ، لكنه رفض تلك الاقتراحات وعالجها علي نفقته الشخصية حتي لا تطاله الأقاويل غير أنه كان يري أن تلك الوظيفة لا يجب أن يتقاضي من ورائها أية منافع او مصالح فكان قراراه بعلاجها على نفقته الخاصة فضلا عن قدرته المالية المرتفعة والتي فضل أن يكون علاج زوجته على نفقته فرصة لأن يترك مكانا لأخر محتاج لتلك الأموال ..

شيك الحج والمعارضين

دائما ما كانت هناك حالة من التربص بفضيلة الإمام طنطاوي وعندما ذهب للحج في أحد الأعوام هاجمته الصحف ووصفته بشيخ السلطان وأن السلطان راض عنه وسفره للحج على نفقة الدولة ؛ حتي ينالوا من فضيلة الإمام الذي ظلم حيا كثيرا ،فما كان منه إلا قام بتصوير شيك نفقة الحج وإرساله للعامة والخاصة ؛حتي يثبت لهم أنه ليس شيخا للسلطان وإنما شيخا للأزهر الشريف وحده..

تواريخ مضيئه في حياة الإمام

الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي (28 أكتوبر 1928 – 24 ربيع الأول 1431 هـ / 10 مارس 2010)، شيخ الجامع الأزهر من عام 1996 إلى 2010.

حصل على الإجازة العالية “الليسانس” من كلية أصول الدين جامعة الأزهر 1958.

عمل كإمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف 1960.

حصل على الدكتوراة في الحديث والتفسير العام 1966 بتقدير ممتاز.

عمل كمدرس في كلية أصول الدين جامعة الأزهر 1968.

أستاذ مساعد بقسم التفسير بكلية أصول الدين بأسيوط 1972، ثم انتدب للتدريس في ليبيا لمدة 4 سنوات.

أستاذ بقسم التفسير بكلية أصول الدين بأسيوط في 1976.

عميد كلية أصول الدين بأسيوط 1976.

في عام 1980، انتقل إلى السعودية حيث عمل في المدينة المنورة كرئيس لقسم التفسير في كلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية.

عين مفتيًا للديار المصرية في 28 أكتوبر 1986، وكان قبلها أستاذا جامعيا وكل المفتين قبله تدرّجوا في سلك القضاء الشرعي.

في 27 مارس 1996 عين شيخًا للأزهر.

مكانته العلمية

اعتبر شخصية مبجلة في أوساط كثير من المسلمين حول العالم، إضافة أن فتاويه كان لها تأثيرًا كبيرًا، كما اعتبر عالم دين معتدل، مناصرًا لقضايا المرأة مما جعله هدفًا متكررًا للهجوم من قبل الإسلاميين المتشددين. وهو مجتهد متفوق طوال مشواره التعليمي. تولى الكثير من المناصب القيادية في المؤسسة السنية الأولى في العالم، وله تفسير لكثير من سور القرآن. لكن هناك من اعتبر بعض مواقفه السياسة ليست موفقة، وأنها طغت أكثر على الجانب العملي والعلمي في حياته.يعد الشيخ محمد سيد طنطاوي من العلماء الذين برزوا في العصر الحديث بأهم المواقف التي تتبنى فكر المؤسسة الرئاسية فالذي ينظر في كتب الشيخ يجد فيها اختلافاً كثيراً بين ما فيها وبين بعض مواقفه لا سيما السياسية ,, وكان يصلي الفجر حاضرا ويمشي نصف ساعة حول المسجد الذي بجوار بيته بالتجمع الخامس وله من الأولاد ثلاثه أصبحوا في قيادات ومناصب عليا..

 

 

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق