أقلام حرّةالمميزة

الكاتبة والناقدة وئام ابوشادي تكتب : الدراما في زمن الكورونا

 

الظاهر المرة دي الدراما طالتها أعراض الكورونا ..مش ممكن كم المباشرة والتحول اللامنطقي في نقلات الأحداث وردود الأفعال وقفزات الحوار .. شئ مستفز ويبعث على القرف حتى آخر مدى ..عندك فكرة حلوة بتسطحها ليه؟؟!! ..عندك مدخل لحوار حلو بتسممه ليه ؟!!

فين فن الحوار اللي هو سمة الوليمة التلفزيونية .. بتطرح سؤال على لسان البطلة خلي الاجابة واقعية لو كنت انت الطرف التاني حط نفسك مكان الناس دي وهتلاقي الكتابة حلوة وبتشد أكتر م الافتراض .. مش معنى ان الدراما في تعريفها صيغة مبالغة انك تنزل لنا بالخيال أبو حمونيل .. ليه بتفصلني وانت معاك مشهد حلو وكان ممكن يطلع أروق بكتير .. ليه بتكرر نفسك وبتجري في نفس المكان ..بتلف حوالين روحك ليه؟ عندك فكرة بسيطة بس قماشتها تعملك variety عالي جدا ومدهش بس انت مصر تعمل هبوط اضطراري ؟ الحبكات مزرجنة كأن حد بيجري وراها .. أخدت ديلها في سنانها وسابت اللوكيشن

مسلسل فرصة تانية المفروض يكتبوا عليه _15 عشان عيب أوي أقعد اتفرج عل السفسطة الفارغة الجاهزة البايتة دي وعيب تتكتب أصلا والأنيل طلوعها ع الشاشة ..مفيش رد فعل واحد طبيعي ولا الفعل من أصله.. حضرتك بأه بتكلم مين وبتعرض لمين؟

في حاجة اسمها طبقة صوت الشخصية أغمض عيني و اسمعها لو وصلت صح تبقى انت فنااان وفاهم .. المخرجين الكبار زمان كانوا واخدين بالهم منها جدا والممثلين طبعا ..دلوقتي تكاد تكون معدومة لكن أقدر أقول إن الصاوي برع فيها في ليالينا جدااا..ده على سبيل المثال
” نجمي العام ” ..
(١) احمد العوضي والذي تنبأت به نجماً يحمل مواصفات النجوم الكبار يعرف ازاي يعمل عضم للشخصية وازاي يفرشلها بأبسط مجهود وازاي بأقل إيماءة يوديك ويجيبك حتى وهو ساكت .. فن التمثيل بالعين برع فيه قلة ..” العوضي” أحدهم .. وأحب أضيف انه لا يمت للعشماوي بصلة لا شكل ولا طريقة كلام ولا أي ملمح ..هو قدم الشخصية بإحساسه وعشان كده المخرج اختاره على عكس المقاييس اللي تم اختيار كرارة بيها وكرارة كمان قدم الشخصية بميزان من دهب وبالشعرة .. العوضي في ناس قالت ان ردود أفعاله واحدة و فلات .. ووشه ميت ..وده مش حقيقي طبعا لأن مش كل وش جامد هقول عليه ميت .. رغم ان العوضي ملامح وشه غالباً ثابتة لكن يقدر بيها يديك ويوصلك مشاعر كتير متابينة ودفعة واحدة هائلة .. هنا ممكن تقف وتقول يهب لمن يشاء ..انها الموهبة يا سادة ولا شئ اخر ..

(٢) خالد الصاوي ولأول مرة من بعد عمارة يعقوبيان ينسف كل توقعاتي باعتباره ” أوفر اكتينج ” بالنسبة لي وينجح نجاح منقطع النظير ..أعاد تدوير موهبته بأستاذية وراهن مع المشاهد البسيط على ميكانيزماته الإبداعية التي يفاجئك بها بين طرفة عين وانتباهة بينما أنت تلوح له بالانصراف ..
………………………………..
محمود حميدة هيفضل استثنائي ومش هايسيبك تفكر وتحتار كتير في حضوره ..انت هنا لأني موجود

خالد النبوي طول عمري بشوفه ناقص حتة .. الحتة دي فين معرفش بس اللي اعرفه اني بتشال وبتحط وانا بشوفه دايما ..عدا شخصيتين تلاتة في مجمل أعماله

أحمد فؤاد سليم أجمل من لعب دور الأب ” الإنسان” ويحترفه .. فنان عارف هو عايز إيه بالظبط ؟ وميعرفش يحرج نفسه أو يندم على دور أبداً

دينا الشربيني بغض النظر عن موضوع المسلسل ممثلة زي ما قال الكتاب

تحية خاصة جداً لنهر سميرة عبد العزيز الذي لا ينضب مسلسل القمر آخر الدنيا

حمدي الميرغني .. عامل زي العريس ابو دم تقيل وسافف طن مفتقة يمكن يسعفه ويكون كيوت لبضع ثواني .. معدوم الموهبة نازل بالسالب إلى أدنى نقطة في التجمد.. انا بجد حزينة على شباب معجون موهبة قاعدين في بيوتهم مستنين مشهد بينما يرمح هذا الميرغني ذهاباً وإياباً في أعصابنا بتطفل غير مسبوق

آيتن عامر رجعت عشراتشر خطوة لورا بأدائها المنتمي لشادر السمك “وقبل تحديثه كمان”

إياد نصار من جيل العمالقة .. لا أعرف لماذا تطل عليّ صورة محمود ياسين كلما ظهر أمامي .. ممثل شبه
نوتة القصبجي في أجدع أغاني الست

غادة عادل لازم تاخد أجازة تفحص الخلل اللي أربك موهبتها و فسخ حضورها بقوة ..متوفر جهاز كوفيد ١٩

ليالينا هو متميز جدا .. و الاختيار كمان رغم انه متضفر ع المستوى الفني ببعض معطيات الخطابة التي لا تنفك عن استدعاء الحماس الوطني المعلب لكنه عمل رائع بلا أدنى ذرة شك واستطاع أن ينسيك تلك الثغرات الفنية باقتدار.. الدراما الوطنية نوع حساس للغاية فنياً وجماهيرياً ورغم انه بيتعمل عشان يجمع كل الناس إلا إنه للأسف لا يرضي كل الأذواق .. العمل فيه أفكار حلوة وجديدة في الطرح الإنساني الوطني ..كل الاحترام لبراعة السيناريست العظيم باهر دويدار ..موهوب محترف خاصة أن أعمال السير الذاتية تلقى منصة واسعة للخبو والمغالطات .. اخترق وشذ عن القاعدة بامتياز .. بالنسبة لأن في ناس بتقول انه ليه مقدمين الجزء الديني للمنسي وللجانب الآخر “الإرهابي ” كأنه سجال بين ديني ودينك..أحب اقول ده تلقي باهت لمشاهد غير واعي .. حضرتك هو بيقدم الجزء الملتزم الوسطي اللي بتسميه “ديني” عند المنسي لأنه دي منطقة متعشقة في كيان شخصية المنسي نفسه الحقيقية وكيان المصريين عامة ولا أكثر .. ولو مُصر تحسبها زي ما حسبتها فميضرش برضه عشان تتفقع عيون اللي احتكروا الدين من الاخوان واعتقدوا أنهم نالوا صكا من الله باختصاصهم دون العالمين

١٠٠ وش مسلسل فكرته خفيفة معتمدة على كوميديا الموقف والحالة بس الكُتاب أحمد وائل و عمرو الدالي عملولها وزن محترم وتقيل وان كنت أشعر بإضافة عمرو الدالي وبصمته ومساحته الأعمق من نظيره ..التناول التناول التناااول ..كاستنج ميخرش المية من أول الأبطال لحد الكومبارس.. مفيش لوكيشن غلط ..مفيش جملة مستهلكة .. مفيش ضحك بالغصب .. آسر ياسين جميل بجد و مختلف و ان كنت أرى من وجهة نظري لو كان الدور لأحمد السعدني كان هيبقى ألطف حبتين.. نيلي كريم المعطف ذو الوجهين .. متكيفة مش بس مع أي شخصية بتعملها هي أصلا متكيفة مع نفسها قديرة في انها تخليك تشوفها وتشوف الشخصية من جوه مش بس بزواية الكاتب والمخرج أو المتعارف عليه من الممثل .. كل مرة كأنها بتقولنا .. استنوا انتوا لسه شفتوا حاجة ….
ممثلين كثير في العمل ده مش معروفين بس أكاد أجزم انهم مهمين جداً ولو وسعنالهم شوية بذمة كلهم هيكونوا نجوم .. دنيا ماهر خارجة من جلباب عبلة كامل شارباه لآخر قطرة بس ماشية حلو جدا .. فن الكتابة بمزاج واحتراف .. المخرجة والكتاب داخلين حدوتة بخفة وحلاوة روح مش داخلين يقولوا للناس احنا جايين نبهركم ..هم سابوا ايدهم والحالة استدعتهم واستدعت معاها كل اللي معاهم..هنا برضه لازم نأكد على حضور كاملة أبو ذكري اللي مفيهوش أي نقاش أو اختلاف..التوقف عند أصغر و أدق تفصيلة..عمل متكدس بالروح و التلقائية والرصد

“خمسة مخرجين أبطال هذا الموسم”
أحمد صالح مخرج مختلف وله بصمة إبداعية وضاءة جدا مبتكر ..خلاق ومدهش ..و بيتر ميمي مش محتاج أي تعليق لأن أي كلام مش هيوفيه جهده وتميزه بلا منازع.. وياسر سامي قناص الجمال الخرافي بين قوسين جداُ .. حسين منباوي كمان مبهر بشكل بيتجدد ويتألق مع كل عمل ويستحق فوكاس من طراز خاص عليه
كاملة أبو ذكري التي تنام في لحم التفاصيل .. أسطى الحواديت.. عاشقة الفروقات و خاطفة الحواس لا يسبقها إلى الميدان أياً ما كان ..كانوا بيزعلوا انها بطيئة مش فاهمين ان دي دقة وحرفية زي انعام محمد علي كانوا بيقولوا عليها نفس الكلام ..وكفاية تقول مسلسل لكاملة ابو ذكري دون حتى الإشارة لاسم العمل

سكر زيادة ..هو فعلا سكر زيادة جازع قاصع سمج لدرجة الغثيان
الابطال منسيوش التمثيل زي ما اتقال عنهم هم بس حطوا الألماظ في صفيحة زبالة أو مرحاض بلدي عام
إن جاز التعبير بصراحته ..
قصة ان الفنان كبر ويقدر يدي وبيستوي اكتر دي أكيدة لكنها أبدا لا تتعارض مع قاعدة انطفاء الموهبة في كثير من الأحيان عندما يستبد بالفنان غروره بتاريخه واتكلمت عنها قبل كده العام الماضي .. عندنا مثال مختلف لما سبق .. سناء شافع ربنا يديله الصحة

أخطاء إخراجية في أغلب المسلسلات غير مسبوقة .. حتى ال cut مش مزبوط .. مهندسين إضاءة آخرهم ستوديو ام عبير

الطامة الكبرى اللي تسببت في مشكلة العام الدرامية وهي مشكلة كل سنة ” الورق ” في المقام الأول فأنت بين كارثتين لا حل لهما.. اما ان تجد فكرة رائعة ولكن مفيش تناول ولا معالجة ولا حوار أو العكس ومفيش فكرة .. حاجة كده زي المرتجع أو الشيك ابو تريليون جنيه بس مرفوض وهرجع للمرة المليون لمقولة العظيم نور الشريف ” انا اقدر اجبلك كل يوم ممثل لكن صعب اجبلك كاتب كل يوم ”

عمرو محمود ياسين و أحمد عبد الفتاح .. معتقين فيهم ريحة الزمن الجميل .. كتابتهم في أي منطقة شهيق واسع و اضافة لها مذاق فريد بالنسبة للمرحلة الضبابية المستحيلة اللي وصلنالها

التترات باهتة باستثناء ليالينا
و أسوء فكرة تتر لمسلسل خيانة عهد

الدراما الاجتماعية و الرومانسية مش بسيطة زي ما الناس فاهمة .. دول تيمة مابتبطلش و من كتر بساطتها عايزة تناول ومعالجة تحدث نفسها بنفسها وبروقان و مصداقية.. على أن تباغتك من لفتة إلى لفتة تليق بها باعتبارها واقع بيفرز نفسه تلقائيا في حياتنا..متلازمات زي الهوا والمية .. الاستسهال يجهض الابداع ويخوض في تلقيه ويحذف من رسالته أو يلغيها بالكامل
فكرة انك تعبي ٣٥ دقيقة وانت بتكرر نفسك وبتسهب ده أكبر حفرة لموهبتك وقدراتك الابداعية ” التخليق بمعنى أجدر ” .. التحدي عند الكاتب له حافز والحافز هنا تقدر تميزه وتشاور عليه بمجرد استقبال أول حلقة ..وعند المحنكين جداً أول ثلاث مشاهد .. وعند الصيع أوي أول كلاكيت ..اياك و استغفال المشاهد
تحضير الحلقة لا يقل أهمية عن تحضيرك لموقفك في حدث يستدعي احترامك لذاتك بإلحاح

للأسف مش بس الممثلين اللي عاملين بوتكس وفيلر وخلافه ده المسلسلات نفسها ضاربة بوتكس

أيمن بهجت قمر كلمة لله..خليك في الأغاني ومتجودش في الدراما عشان انت بتعلم على روحك بمنتهى الاندفاع وانت متخيل انك فلتة..معاطي بكل ما وصل له من غباء كان في مرحلة اعلى من دي بكتير

“مفتقدة وبشدة هند صبري .. القوية الممتدة .. المنسابة المهولة …انتي فيييين ؟ ”

*مش هتكلم عن محمد رمضان عشان مش مقنع ليا ولا عنده ذرة حضور.. هو و وعادل إمام ضربوا معايير التقييم في مقتل .. هتلاقيهم هناك مستنين ورق يانصيب في قهوة بعرة

نهايته مفيش أي حاجة هتوصلك في أي نقطة ابداع غير موهبتك وذكاءك في استخدامها .. وقبل ده لازم ربنا يكون عايزلك ده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق