أقلام حرّةالمميزة

حاتم زكريا يكتب: الـشـعـب يتـفـاعـل مع قـيـادتـه

 

كشفت جائحة فيروس كورونا ( COVID – 19 ) التي اجتاحت العالم فى الشهور الثلاثة الأخيرة عن المعدن الحقيقي للشعب المصري الأصيل الذى يعبر عن عراقته بتصرفات عفوية رائعة تتفاعل مع الإدارة الحكيمة للرئيس السيسي والحكومة لمواجهة الأزمة ووضع الإجراءات والتدابير الملائمة للحفاظ على صحة المواطنين والتعامل مع الموقف بما يتناسب معه من الناحيتين الإجتماعية والإقتصادية ، وقد ساعد عليها إجراءات الإصلاح الإقتصادي التي أخذتها الدولة قبل ثلاث سنوات وكانت محل إنتقاد من بعض فاقدي البصر والبصيرة وقتذاك !
ورغم حدوث بعض السلبيات في عدد من قطاعات العمل – وهو شيء وارد فى مثل هذه الأزمات الإنسانية والإقتصادية – فإن الشعب المصري ، وفى طليعته القوات المسلحة الباسلة والتي أعلن ضباطها وجنودها هذا الأسبوع عن تبرعهم بمائة مليون جنيه لمواجهة الفيروس اللعين ومعهم رجال الشرطة الأبطال الذين يقدمون كل ما يملكون للتخفيف عن معاناة المواطنين وتحمل مخاطر حماية الجميع ، ويتصدر المشهد الجيش الأبيض من أطباء وهيئات تمريض يقفون فى خط الدفاع الأول يضحون بأنفسهم فى سبيل الواجب والوطن الأمر الذى استحقوا عليه تحية واجبة وتصفيق حار من أعضاء مجلس النواب الذين حضروا اجتماع المجلس يوم الثلاثاء الماضي تقديراً وإجلالاً وعرفانا بالجميل..
وكانت الحكومة بتوجيهات من القيادة السياسية قد اتخذت مجموعة من الإجراءات الإقتصادية للتخفيف عن العمالة غير المنتظمة وأفرادها الذين يقتربون من المليونين وصرف حافظ مادي لهم لمدة ثلاثة شهور ، كما تم توفير المستلزمات المعيشية اللازمة بأسعار فى متناول الجميع الى جانب توزيع إعانات من المواد الغذائية واللحوم فى مناطق الحجر الصحي وزيادة عدد المستفيدين من معاش تكافل وكرامة بنسبة كبيرة ..
وقد أقترنت الإجراءات الإقتصادية الرسمية والحكومية بتبرعات وجهود أهلية مشرفة من عدد من رجال الأعمال ، وأيضا ًجهود لا يمكن إنكارها – وإن كانت محدودة – من أهالي بعض القري فى مسقط رأسي بمحافظة القليوبية – على سبيل المثال – حيث قام الأهالي بقريتين متجاورتين بمركز طوخ بالمساهمة ودعم جهود الدولة بعمل جمعيات أهلية يشارك فيها من لديه الرغبة ودون إستجداء من أحد فى تقديم خدمات للعناية والرعاية لعدد من المعدمين بالقريتين والذين لا يتقدمون بطلب إعانات رسمية والمساعدة فى تجهيز بناتهن للزواج وغيرها من المتطلبات المعيشية الضرورية وإستغلال أي مناسبة موسمية كشهر رمضان المبارك لهذا الغرض ، وذلك من تلقاء أنفسهم ودون تحفيز من أحد ..
إن الشعب يشعر حقيقة بصدق القيادة السياسية فى التعامل مع الأزمة ومراعاة مصالح المواطنين من كل الوجوه ، وعلي الجانب الأخر نجده متجاوباً فى أداء الواجب مضحياً في سبيل الصالح العام ..
هذا هو الشعب الذى لا يستطيع أحد أن يزرع الشكوك في نفسه حول كيفية تناول الدولة بقيادة فخامة الرئيس السيسي للعمل لصالح الجميع بلا تفرقة مع مراعاة الطبقات الكادحة والأكثر فقراً ، وهذا ما فشلت فيه قنوات الإخوان الفضائية المنطلقة من اسطنبول ففضحت نفسها بنفسها وأصبح تركيزها فى الفترة الأخيرة فى الدفاع عن أردوغان الحالم بالخلافة العثمانية فى تعامله مع المعارضة التركية وفى أفعاله الإجرامية فى شمال سوريا وليبيا وشرق المتوسط ..
ورغم إني لست مع الإغلاق الكامل للمدن والقري فى بلدي ، فإني أشدد على ضرورة اليقظة التامة في التعامل مع الفيروس القاتل وإتباع الإجراءات والتدابير الإحترازية التي أوصت بها الحكومة ومنظمة الصحة العالمية لتحقيق التوازن الصحيح بين المحافظة على صحة الناس والسماح للاقتصاد بالعمل ..
ومن الواقع العملي فاني أري إننا أفضل كثيراً من بلاد أكثر تقدماً ولكنها تفتقد للمقومات الأساسية للرعاية والحذر ، ولكن هذا لا يعني أن نترك الزمام يفلت منا ونخفف من القيود والتعليمات بصورة غير محسوبة مما قد يضعنا فى موقف نأمل ألا نصل إليه ..
***
والتاريخ يقول إنها أزمة وسنتجاوزها وسنواصل نهضتنا الإقتصادية فى كل ربوع مصر من مطروح والضبعة غرباً الى سيناء شرقاً ومن بورسعيد شمالاً الى اسوان جنوباً بدعم من الله وتوفيقه .. وسنعزف معاً سيمفونية النصر على الفيروس وكل الأزمات ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق