أقلام حرّة

المقال الممنوع من النشر…انتخابات المؤسسات الصحفية .. والأمل

الكاتب الصحفي رفعت رشاد يكتب عن : ديون المؤسسات الصحفية

 

 

مقال لي لم ينشر في جريدة الأخبار
حريات _ للنشر الاثنين 16/3/2019

..بقلم..رفعت رشاد

عضو مجلس إدارة منتخب عن أخبار اليوم

أهم سمات الانتخابات في أي مستوى ومجال , تجديد النخب , سواء بالتغيير أو بالتجديد لمن كانوا من قبل . وقد شهدت المؤسسات الصحفية القومية _ 8 مؤسسات _ انتخابات مجالس الإدارة والجمعيات العمومية . جرت الانتخابات في مناخ يترقب فيه العاملون بالمؤسسات الصحفية الغد القريب بحذر بعد تقلبات سلبية داخل المؤسسات أدت إلى أن أصبحت جميعها تحتاج إلى الدعم المالي من الحكومة وهو ما لم يكن موجودا من قبل . ا

قدمت حوالي ملياري جنيه لكي تواصل المؤسسات أداء مهامها وسداد مرتبات وحوافز العاملين ولكن فشل إدارات المؤسسات في عمل تحويل رابح للإنتاجية المتمثلة في التوزيع والإعلانات والطباعة أدى إلى تدهور الأوضاع . تدخلت الحكومة بالنصح والإرشاد ولكن تزداد الأحوال سوءً , خاصة أن مهنة الصحافة نفسها تواجه تحديات قوية بسبب الانتشار الإعصاري للإعلام الجديد ووسائله التكنولوجية المتطورة لحظيا .
الجانب الفني والمهني والمالي لأحوال المؤسسات مطروح في كل وقت للمناقشة في محاولة للخروج من النفق المظلم لكن يبقى الجانب الإنساني الذي تقوم عليه الأمور في كل هذه المجالات . الواضح أن حالة من اليأس تسيطر على مشاعر العاملين في المؤسسات الصحفية القومية بعدما تجمدت الأرباح في المؤسسات التي كانت تتمتع بوفرة مالية بينما لم تكن هناك أرباح أصلا في مؤسسات أخرى وهذه أحوالها صارت أصعب في ظل هذه الظروف . مرتبات العاملين في الصحافة بشكل عام تدنت بشكل يثير الفزع وقد جاء على لسان مسئول في حديث تلفزيوني أن مرتبات الصحفيين تأتي في مرتبة بعد المائتين بين مرتبات العاملين داخل مصر !!
انتشرت البطالة بين الصحفيين بسبب غلق صحف وإفلاس أخرى فصار الصحفيون يعيشون على حد أقل من الكفاف . في الوقت نفسه تنتظر الدولة المصرية وحكومتها من الصحافة والإعلام دورا مؤثرا في حركة التنمية وما يتطلبه ذلك من دور فاعل في حرية التعبير ونشر الثقافة وتحقيق الترابط المجتمعي من خلال صحافة معبرة بشكل إيجابي عما يدور من حراك داخل المجتمع وبين مؤسسات الدولة .
ليس سرا أن الرئيس والحكومة غير راضين عن أثر الإعلام المصري بشكل عام وبالتالي هناك سعي لانتشاله من عثرته التي امتدت آثارها السلبية لجميع العاملين في هذا المجال فانتابهم اليأس من الخروج بسبب أزمة تدني الدخل وعدم وجود أمل في الأفق للحل . الحكومة ومؤسسات أخرى درست حالة المؤسسات القومية وديونها وما تملكه من أصول رأسمالية لكي تمد يد المساعدة بعد أن فشلت المؤسسات في استغلال هذه الأصول , ورغم وجود الأصول إلا أن الديون تراكمت وصارت المؤسسات عاجزة عن سداد التأمينات مما أدى إلى عدم تجديد تراخيص السيارات وعدم سداد حصص بعض المؤسسات في صناديق التأمين الخاصة مما أدى إلى توقفها وحرمان العاملين من المبالغ التي يتلهفون على الحصول عليها بعد التقاعد , أما بالنسبة لعلاج العاملين فهو مشكلة كبيرة .
إجراء الانتخابات يعني إجراء التغييرات في الهيئة والقيادات داخل المؤسسات وبالتالي تدور عجلة العمل الممنهج لتحسين الأحوال , ويبقى تحسين الصحف من حيث المحتوى . الحركة عكس الركود والأمل في غد أفضل ضروري بعد أن عانينا كثيرا .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق