ثقافة وقراءة

كرونا سوداء> قصة قصيرة

 

 بقلم : أحمد كارم 
ينظر حوله في ريبة قبل ان يخرج كامل جسده من محيط منزله بتلك المدينة الراقية بمدينة مانشيستر .. مخفيا وجهه في كمامة ذات طبقات واقية للامراض المعدية .. علم انه الاكثر حظا في العالم حين وجد تلك الكمامات في منزل احدهم … سرقها … والا لم يكن لينجو… ففي حالة مثل تلك .. من يهتم بالقانون .. الاهم هو البقاء على قيد الحياة. كما ان الرجل صاحب المنزل كان سيموت على كل حال .. فهو طاعن في السن ..
والفايروس آت لا شك.. هي فقط مسألة وقت.. و حينها لن تنفعه كل تلك السلع التي اشتراها و وضعها عنده ابناءه قبل ان يفرض العزل الشخصي على الجميع. صوت خطوات خفيف يأتي من مكان ما خلفه … التفت فلم يجد احدا… استمر في السير في طريقه .. آملا ان يعثر على فرصة لسرقة بعض الطعام.. منزل الفريد .. ذاك العجوز الذي طالما ساعده في تنظيف حديقته ..
الان وقت سداد الفاتوره .. قفز خلف السور .. يعرف جيدا كيف يدخل البيت من المطبخ .. وجد رف علب الطعام فارغا .. الا من علبتين … وضعهما في سترتة و هم بالخروج .. سمع صوت سعال قوي .. يبدوا ان الفريد لن ينجو هذه المره… خرج في هدوء متجها الى بيته… مارا بجانب سور الحديقة الخاوية.. صوتا مدويا… الما شديدا في صدره … سائل دافئ لزج غشى ملابسه.. سقط في الارض فاقدا التحكم في اطرافه .. و خطوات سريعة تأتي من بعيد … انا اسف .. اضطررت لذلك .. قالها ظل اسود و هو يحاول ان يخرج ما في سترته… و اختفى بعيدا .. الفريد ينظر من نافذته ملوحا في الم … يبدو انني لن انجو هذه المرة. 

 

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق