أقلام حرّة

خالد جعفر يكتب: متى كنت شريفا أيها العالم ؟!

 

متى كنت شريفا أيها الإنسان وأنت تخطط وتدبر لسقوط دول ، وتشريد شعوب ، وتغريب أطفال ؟!
متى كنت شريفا أيها العالم وأنت تتباهى بقوتك وسطوتك وجبروتك وغرورك ؟!
متى كنت شريفا أيها العالم وأنت تحتكر ، وتتحكم في الغذاء والدواء ، وتسقط بورصات ،وتهدم اقتصاد ؟!
الآن سحقك فيروس الكورونا ، ذلك الكائن الخفي الذى أعجزك وكسر غرورك .قم أيها العالم ، وافتح فوهات مدافعك ، وأطلق رصاصك ، وحلق بطائراتك ، وألق قذائفك وحارب عدوك الجديد (الكورونا) .
قم أيها العالم ، وانتقم لشرفك ، واضرب مواقع الكورونا وابحث عن حلفائها في كل مكان .
قم أيها الإنسان المغرور وأعد كرامتك حتى لو وصل الأمر أن تساومه على حياتك .
جيش الكورونا غزا كل بلاد العالم ، وهاهو يحصد الأرواح بلا مدافع ولا صواريخ ولا دبابات ولا طائرات .
أفسدت الحياة أيها المغرور المتكبر ، وحاربت الطبيعة ، وغيرت قوانينها ، فواجهتك بعد صبر واستبدلت هدوءها وجمالها ورقتها بضراوة وقسوة ، فكانت أشد فتكاً وثأرا .
الطبيعة هي سلاح الله الكامن الذي إذا حركته يد الله فإن ضربتها وطلقتها لاتخيب . هي الأقوى والأكثر صبرا والأطول نفساً .
كم أنت صغير وحقير أيها الإنسان عندما نزعت من قلبك الرحمة والإنسانية وحولت الأرض إلى غابة وحشية يأكل فيها القوي الضعيف .
هل كان رب العزة يقصدك أنت عندما قال : إني جاعل في الأرض خليفة ؟ أم كان يقصد كائنا آخر ؟
أم نقرأ الآية على سبيل الشاذ (.. إني جاعل في الأرض خليقة) بالقاف وليس بالفاء كما قال الزمخشري وغيره ، ونقلها القرطبي عن زيد بن علي ؟
هل كانت الملائكة محقة عندما سألت رب العزة (.. أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) ؟ وهل كان سؤالها للدهشة أم للتعجب أم للاستعلام ؟
هل كانت الملائكة طامعة أن تحل مكانك أيها الإنسان عندما قالت : (.. ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) ؟
هل كانت الملائكة ترى أن منزلتها على الأرض ستكون أفضل وأسمى وأعلى من منزلتها ومكانتها بجوار الله ؟
إن لله حكمة بالغة لانعلمها عندما نقف عند قوله تعالى : (.. إني أعلم مالا تعلمون ) .

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق