أقلام حرّةالمميزة

د. منى صبحي نور الدين تكتب: خطة السلام هل ستحقق السلام؟

 

 

بعض جوانب من صفقة القرن سياسيا و إقتصاديا .
لقد اجتمعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الصهيونى الغاصب وسياسة ترامب العدائية على الزور والبهتان والظلم تحت مسمى الشفافية ومكافحة الفساد وحفظ الحقوق وتحقيق سلام عادل ودائم فى الشرق الأوسط ..
عبارات تتردد فى معظم الأحداث التى مرت سنوات طويلة على القضية الفلسطينية ولا رأينا سلام عادل ولا سلام شامل ولا دائم إنما هى مصلحة إسرائيل الإقتصادية وعودة إلى الوراء انما بنيت إسرائيل من وراء جمع التبرعات والتسول لدى قادة الدول الأوروبية وحينما جاء قرار تقسيم الأمم المتحدة لفلسطين عام ١٩٤٧ جاء مجحفا للغاية ونص على أن تمتلك إسرائيل ٥٦ % من فلسطين وتمتلك فلسطين ٤٣ % و٠.٧ القدس وتوضع تحت الوصاية الدولية وجاء هذا التقسيم لحساب المصالح الإسرائيلية حيث اختير جزء من السهل الساحلى الشمالى على البحر المتوسط وهو الأغنى من حيث الموارد المائية والأمطار بالمقارنة بساحل غزة الجنوبى ، وفى عام ١٩٦٧ استهدفت عمليات الاحتلال الإسرائيلى هضبة الجولان فى سوريا وشرق الأردن وجنوب لبنان وارتبط هذا الاحتلال بموارد المياه ومحاولة السيطرة على منابع نهر الأردن وكذلك السيطرة على شبه جزيرة سيناء وتعطيل الملاحة فى قناة السويس ، كل ذلك بهدف تحقيق المصالح وليس سوى ذلك مما تدعيه وتماطل به أعين الحق .
واليوم وبعد أن تراجعت المساحة الخاصة بفلسطين بسبب التوسع فى بناء المستعمرات وتفتيت وحدة المناطق الخاصة بفلسطين وآلت مساحتها إلى ما هى عليه الآن نجد الأطماع الإسرائيلية ما زالت تكشف عن جوهرها ونواياها يوما بعد يوم وتكشف مخططاتها على مرأى ومسمع من المجتمع الدولى كعادتها وتقترح خطة ترامب أن تتسول إسرائيل والولايات المتحدة على حساب فلسطين وبعض دول المنطقة بقروض بنكية مشركة بعض الدول .. وليس لهذه الدول حاجة لأن تقبل عدم الشرعية وبيع الأرض التى هى بمثابة العرض لكل عربى غيور على وطنه ، وإنما هى مسألة كرامة وضمير الشعوب وتخطط إسرائيل والولايات المتحدة لإنشاء صندوق لجمع تلك التبرعات على غرار ما فعلته الوكالة اليهودية عقب وعد بلفور عام ١٩١٧
وما فعلته عقب قرار التقسيم ١٩٤٧ وفى وقت الهدنة عقب حرب ١٩٤٨ وما فعلته من استعطاف المجتمع الدولى لتثبيت أركان الدولة الإسرائيلية المحتلة .
وعندما تتحدث إسرائيل عن الشرعية والحقوق ومكافحة الفساد فإنما هو ترجمة للمثل المعروف اذا كان المتحدث مجنون إذن المستمع عاقل .
بل هى الغاصبة للحقوق فى ظل الحماية الأمريكية ففى معظم الأحداث لم نكن لنسمع طيلة الاستعمار الصهيونى الغاصب أى اعتراف ضمنى بدولة فلسطين حتى فى اتفاق أوسلو ١٩٩٣ دوما تتحدث عن مناطق الحكم الذاتى أو حكومة مستقلة فى مقابل اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بالدولة الإسرائيلية وبعد أن تمكنت إسرائيل من سيطرتها واحتلالها وبناءها لكثير من المستعمرات والتى قوضت الدولة الفلسطينية ..
نجدها تسعى لإقناع العرب وفلسطين بأهمية الصفقة لفلسطين وتكوين دولة فلسطين …. أى دولة … و أى مفهوم للدولة .. و أى مقومات للدولة .. إنما تفرض على فلسطين أن تكون دولة بلا حدود بلا معابر بلا موانئ بل بلا عاصمة .. أى مفهوم فى الجغرافيا السياسية ونظرياتها يدعم تلك الدولة التى انتزع قلبها وأطرافها وحدودها السياسية البشرية والبحرية أصابتها وكسرت روابطها المستعمرات والمعابر الإسرائيلية . لصالح من .. أى دولة تم تهجير شعبها قسرا ولا حقوق ولا التزام بعودة اللاجئين .. أى دولة تنتزع عاصمتها منها كما تنتزع الروح من الجسد .. القدس عاصمة فلسطين .
بل تخطط لتختار لها عاصمة جديدة وفقا لتحقيق مصالحها و أهواءها ويعلنها الصهيونى هذا ال نتنياهو بكل عنصرية undivided وكأن الخطة كلمات نزلت من السماء وعلينا الخضوع والاستكانة بل والمباركة لإسرائيل قبلة الصهيونية العالمية .
وكأن المسجد الأقصى والأرض المباركة والمقدسات إنما خلقت لليهود ليدنسوها .
ومن الغريب أن تتناول تلك الخطة تحقيق الاستدامة … أى استدامة ؟ استدامة العنصرية والظلم والقهر ، وعن مستقبل أفضل لشباب المنطقة ، أى شباب القتلى أم الجرحى أم التى يتمت أطفالهم واغتصبت نساءهم أم الذين يشهدون هدم بيوتهم أمام أعينهم …

إن هذه الخطة التى وصفها نتنياهو بأنها الفرصة الأخيرة للدولة الفلسطينية .. هل هو محقا فعلا هل سيعيد التاريخ نفسه لتقبل الحكومة الفلسطينية بهذا الوضع كما أجبرت على وضع التقسيم فى ١٩٤٧ ووضع الاحتلال فى ١٩٦٧ .. بعد الرفض والاستنكار والشجب والإدانة .. هل هو محقا لأنهم دوما يصنعون الفعل وعلينا رد الفعل ..
إن ما فعلته إسرائيل فى فلسطين مساعى مخططة للصهيونية اذا ترك لها العنان فستعيث فى الأرض فسادا وستفعل مثلها وأكثر فى قلب الوطن العربى بعد مد خيوطها العنكبوتية عبر شبكات الطرق والمعابر والسكك الحديدية .. لتحقيق الحلم دولة إسرائيل الكبرى ..

خطة ترامب هى مجرد مقترح ..

ومن حقنا أن نقترح أيضا … ورفع سقف المطالب وإذا حكم علينا التاريخ للجلوس على مائدة الحوار مع هؤلاء فلنتمسك بهوية القدس .. ونطالب ونسعى فى كافة المحافل الدولية ولدى محكمة العدل الدولية .
ولنكن مرة فعلا حقيقيا … وليس رد فعل … إن هذه الخطة إنما هى نقطة اجتمعت فيها نقاط القوة والضعف والتحديات والفرص فلنستغل نقاط القوة ونقاوم الضعف ونقبل التحدى ونستغل الفرص …
هذا ما صنعته يد حكومة ترامب …
فلنبحث جيدا عما تستطيع أن تصنعه أيدينا بحكمة …
ولنتمسك ب القدس عاصمة أبدية لفلسطين أولا .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق