أسرار وحكاياتالمميزة

حكاية زواج الملك فؤاد والأميرة شويكار

 

 

بقلم.. سعيد الشحات
…………………………….
هو الأمير أحمد فؤاد أصغر أبناء الخديوي إسماعيل ابن إبراهيم باشا ابن محمد علي والي مصر من عام 1805،وهي الأميرة شويكار ابنة الأمير إبراهيم ابن الأمير أحمد رفعت ابن إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا،وكان زواجهما يوم 14 فبراير،مثل هذا اليوم،عام 1895.
أصبح الأمير أحمد فؤاد ملكا علي مصر في يوم 10 أكتوبر 1917،لكنه حين قرر الزواج لم يختار شويكار لحب جمعهما،وإنما”كان زواج مصلحة”حسبما يذكر الكاتب الصحفي رشاد كامل في كتابه”نازلي غرام وانتقام”مؤكدا:”كان جمال شويكار الحقيقي الذي رآه أحمد فؤاد هو ثروتها الخرافية”.
والسؤال:هل كان الأمير فؤاد فقيرا حتي يكون هذا الاقتران”زواج مصلحة”؟..يجيب رشاد كامل،أن كل ماورثه أحمد فؤاد عن أبيه 800 فدان لاأكثر ولاأقل،وكان هذا الإرث بالمقارنة مع مايملكه أبناء عمومته بكل المقاييس وقتها شيئا تافها وضئيلا، كما كان يمتلك قصرين متواضعين هما البستان،والزعفران،وتقرر هذا الميراث حسب وصية من والده الخديو إسماعيل كتبها قبل وفاته في تركيا يوم 2 مارس 1895..يؤكد صلاح عيسي في كتابه”حكايات من دفتر الوطن”:”لم يرث فؤاد عن أبيه سوي 800 فدان فقط،استطاع بعد توليه الملك أن يصل بها إلي 35 ألف فدان، فضلا عن 45 ألف فدانا من أراضي الأوقاف،وثروة نقدية لاتقل عن أربعة ملايين من الجنيهات”.
رحل الخديوي المعزول إسماعيل بعد زواج ابنه فؤاد ب19 يوما،وطبقا لذلك فإن ميراث فؤاد رغم ضعفه لم يؤول إليه قبل زواجه،وبالتالي فنحن أمام رجلا كان يعيش حتي زواجه علي مخصصاته كأمير،ووظيفته”السر ياور”للخديوي عباس حلمي الثاني ابن أخيه،وفقا لرشاد كامل،مضيفا:”كان مقامرا،يطارد النساء بلا حياء،يتشاجر مع طوب الأرض،يستدين ولايسدد مايستدينه..كان مدمنا للعب القمار،مثل مشاهير رجال ذلك الوقت،ولكن وهو الأمير لم يجد حرجا في أن يستدين أوحتي يسرق ليزاول هواياته وإدمانه في لعب القمار”.وينقل”كامل”عن مذكرات سعد زغلول قول الزعيم الوطني في مذكراته:”ذهبت أمس إلي نادي محمد علي ووجدت نفسي متشوقا إلي لعب الورق؟..فلعبت مع البرنس فؤاد وقطاوي ليفي (الاثنان من كبار رجال الرأسمالية اليهودية)ومحمود صديق،وخسرت 375 جنيها، وندمت علي ما فعلت وعزمت علي أن لا أعود أبدا”.
يذكر صلاح عيسي:”كان فؤاد معروفا آنذاك في أوساط العائلة المالكة بأنه شاب مفلس كثير الاقتراض،مقامر،سكير،وهي شهرة تعدت الأوساط الملكية لتصل إلي رجل الشارع العادي،والذي كان يصفه بأنه”شمام”،ولم يكن مقصودا بهذا التعبير العامي معناه الحقيقي–وهو شم الكوكايين–ولكنه تعبير المرحوم الشاعر بيرم التونسي”مقامرا لاترحب به أندية القمار–لأنه مفلس ولايسدد ديون اللعب-وكان يركب الحانطور ولايدفع للحوزي أجرته،ويطرق منازل أصدقائه ليلا ويطلب الطعام”.
هذا الحال للأمير أحمد فؤاد الذي عبر عن أزمة مستمرة في إنفاقه،كان يقابله حال الأميرة شويكار التي تمتلك ثروة خرافية،وحسب ما يقول الكاتب الأمريكي”وليا ستاديم”عن فؤاد وينقله رشاد كامل في كتابه”الملكة نازلي غرام وانتقام”:”إن أهم ما ينشله من هذه الأزمة زواج مدروس ذو حيثية،كان يهدف إلي الزواج من السيدة “سوارس”وهي غنية ولها مكانتها،ولكنه لم يستطع تحقيق ذلك،لأنها كانت متزوجة ولن توافق علي الطلاق،ولأنها كانت يهودية،وكان الحل الأمثل بالنسبة لفؤاد أن يركز هدفه علي ابنة عمه شويكار،التي تبلغ من العمر 19 عاما،وكانت من أغني أميرات مصر وقتها”،وحسب”ستاديم”:”كانت السيدة سوارس أبرز سيدات المجتمع اليهودي في مصر،وكان لها اليد العليا في ترتيب زواج فؤاد إلي شويكار،وكان ذلك ضروريا له حيث كان مفلسا من لعب القمار”.
يؤكد أحمد شفيق باشا رئيس ديوان الخديوي عباس حلمي الثاني في الجزء الثاني من مذكراته ،علي أن الاحتفال بالزواج كان يوم 14 فبراير في قصر الزعفران،وكان بسيطا نظرا لما كانت عليه صحة والده الخديوي إسماعيل في ذلك الوقت،إلا أن هناك من يتحدث عن أن الحفل كان هائلا وتم علي يومين،يوم في قصر الدوبارة مقصورا علي النساء،وغنت فيه مغنية”دار الأوبرا”وهي إيطالية،وكان اليوم الثاني في قصر الزعفران”.
يذكر”عيسي”:”خلال السنوات الثلاث الأولي من الحياة الزوجية ،استطاع الزوج أن يحصل من زوجته علي توكيل بإدارة أعمالها المالية،وتدريجيا بدأت الزوجة تلاحظ أنه يستلب أموالها منها،وفي يوم 7 مايو 1898 أطلق شقيقها”سيف الدين”النار عليه ،فأصابه،وعلي أثر ذلك طلق فؤاد،شويكار،وكانت أنجبت له ابنة وحيدة هي الأميرة فوقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق