أسرار وحكاياتالمميزة

أسرار التجسس على السادات فى كامب ديفيد

 

صوت الوطن ووكالات

 

كشف تحقيق، نشرته صحيفة واشنطن بوست، عن فضيحة تجسّس ضخمة، نفّذتها أجهزة المخابرات الأميركية والألمانية على 120 دولة، عدوة وحليفة، على مدى عقود، عبر شركة سويسرية متخصّصة في تشفير الاتصالات، وكان من بين الذين تم التجسس عليهم الرئيس المصري السابق أنور السادات. وفي ما يلي أبرز التفاصيل: أفاد التحقيق، الذي أعدته الصحيفة، بالتعاون مع التلفزيون الألماني «زد دي إف» ومحطة الإذاعة والتلفزيون السويسرية «إس آر إف»، بأن شركة تشفير الاتصالات السويسرية «كريبتو آي جي» كانت قد تربّعت بعد الحرب العالمية الثانية على عرش قطاع بيع تجهيزات التشفير المحمولة، وقد باعت تجهيزات بـ «ملايين الدولارات» لأكثر من 120 بلداً. وتضيف الصحيفة: إن أجهزة المخابرات الأميركية «سي آي إيه» والألمانية «بي إن دي» اشترت الشركة عام 1970، في إطار «شراكة سرّية للغاية»،..

.. عن طريق شركات مسجّلة في دول تعد ملاذات ضريبية. ما آلية التجسُّس؟ ذكرت «واشنطن بوست» أنه تم الإبقاء على تشفير التجهيزات التي باعتها الشركة لحلفاء الولايات المتحدة، أما ما عداها فكان العملاء الأميركيون قادرين على فكّ تشفيرها، وعمدت وكالتا الاستخبارات إلى «التلاعب بتجهيزات الشركة، بغية فك الرموز التي كانت البلدان (الزبائن) تستخدمها في توجيه رسائلها المشفّرة». واعتباراً من عام 1970 باتت «سي آي إيه» ووكالة الأمن القومي «تراقبان عملياً كل عمليات كريبتو»، وتتخذان القرارات المتعلّقة بالتوظيف والتكنولوجيا والتلاعب بالخوارزميات واستهداف المشترين. لكن البرنامج لم يتح التجسّس على خصوم رئيسيين للولايات المتحدة، لا سيما الاتحاد السوفيتي والصين لعدم تعاملهما مع «كريبتو». ما الأهداف؟ من بين البلدان التي تم ذكرها في قائمة الجهات التي تعاملت مع الشركة السويسرية: إيران والعراق والكويت وسوريا والسعودية والأردن وتركيا والمجالس العسكرية في أميركا اللاتينية والهند وباكستان، والفاتيكان. وتشير الصحيفة إلى أن الاستخبارات الأميركية والألمانية تمكّنت من مراقبة أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران عام 1979، وتزويد بريطانيا بمعلومات عن الجيش الأرجنتيني إبان حرب فوكلاند، ومتابعة حملات الاغتيال بأميركا اللاتينية. كما أتاحت هذه الآلية لوكالة الاستخبارات الأميركية امتلاك دليل على تورّط ليبيا في اعتداء استهدف عام 1986 ملهى ليليا في برلين الغربية، أسفر عن مقتل جنديين أميركيين. كذلك يشير التحقيق إلى أن وكالة الأمن القومي الأميركية كانت تتجسّس على اتصالات الرئيس المصري السابق أنور السادات مع القاهرة، خلال فترة المفاوضات بين مصر وإسرائيل وأميركا، في كامب ديفيد عام 1978. هل من شركاء؟   وجاء في تقرير لـ«وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» (سي آي إيه) يعود لعام 2004 واطلعت عليه معدو التحقيق أن «الحكومات الأجنبية كانت تدفع مبالغ كبيرة للولايات المتحدة وألمانيا الغربية لقاء امتياز (التشفير لكنّها كانت في الواقع تدفع لقاء) اطّلاع دولتين أجنبيتين على الأقل (وأحياناً ما يصل إلى خمس أو ست دول) على اتصالاتها الأكثر سرّية»، في إشارة لتحالفها مع الاستخبارات البريطانية والأسترالية والكندية، والنيوزيلندية. انفصال الحليفَين عام 1993 باعت «بي إن دي» حصتها في «كريبتو»، لتخوّفها من عدم اكتفاء واشنطن بالتجسّس على خصومها وانسحاب هذا الأمر على حلفائها. ولاحقا، أتاح التقدم الذي تحقق في مجال التشفير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية التخلّي عام 2018 عن الشركة. وردّاً على سؤال لوكالة الصحافة الأميركية، أكدت «سي آي إيه» أنها «على علم» بهذا التحقيق، من دون الإدلاء بأي تعليق رسمي حول عملياتها. من جهته، أكد المنسّق السابق للاستخبارات الألمانية برند شميدباور للتلفزيون الألماني «زد دي إف» أن عملية التجسّس التي أطلق عليها «روبيكون» كانت بالفعل عملية استخبارية، مشيرا إلى أنها ساهمت في «جعل العالم أكثر أمناً».

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق