المميزةثقافة وقراءة

أرواح على الهامش كتاب جديد للكاتب الصحفي خيري حسن

 

 

كتب.. صوت الوطن

صفحات هذا الكتاب ـ تحمل بين حروفها، وسطورها، شموع، ودموع، وآمال، وآلام، شخصيات مختلفة، ومتباعدة. منهم من مات ـ للأسف ـ وغادر الحياة، بعدما انهارت قواه، قبل أن يحقق كلاً ـ أو جزءاً ـ مما عاش يحلم به.. ويتمناه. ومنهم من هو مازال على قيد الحياة يقاوم، رغم ما يواجهه من صعوبات، واتهامات، وشائعات، وتربيطات، وهجوم ضارٍ، وشرس، وعنيف، وغير شريف فى مجمله، من كل الاتجاهات.
كانت الموهبة ـ والموهبة فقط ـ هى العامل المشترك بين هذه الشخصيات جميعاً، وهى ـ أى الموهبة ـ التى عاشوا لها، دون أى نفاق، أو كذب، أو تضليل، أو تطبيل، من أجل مال، أو سلطة، أو منصب أو جاه. وبسبب تلك الموهبة نام بعضهم وراء أسوار “الزنازين” ـ وهم أبرياء ـ بلا أى جريمة ارتكبوها. وعاش بعضهم فى عنابر “المجانين” ـ وهم عقلاء ـ مجبرين، صامتين، سنوات عديدة. وانتحر بعضهم فى ظروف مؤسفة، ومؤلمة، وحزينة، لتصبح سِيَرُهم فى سجلات التاريخ ما هى إلا “أرواح على الهامش” عاشت بقلوب بيضاء فى مواجهة قلوب سوداء. وعقول ملائكية فى مواجهة عقول شيطانية، ولأنها مواهب حقيقية، ستجدها ـ بهدوء ـ انسحبت، وغادرت مسرح الحياة، بعدما فشلت فى مواجهة، ومجابهة، ومقاومة، أنصاف المواهب. هذه المواجهة التى تتكرر كل صباح، تشرق فيها شمس مجتمعاتنا العربية. تلك المجتمعات التى تعتبر “الموهبة” وباء، وبلاء، وابتلاء، وسبب كل داء، لذا يجب مقاومتها، وقتلها فى مهدها، بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة.
عزيزى القارئ.. إن المواجهة ـ أو الحرب ـ بين الموهبة وأنصاف الموهبة.. مازالت مستمرة.. ومازال ـ وسيظل ـ ضحاياها يدفعون الثمن، لا لشيء إلا لأنهم أصحاب مواهب حقيقية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق