أقلام حرّة

عالية ابراهيم تكتب: المسامح كريم

 

 

عندما يقابل احدنا وجه رب كريم نسأل بعضنا هل عليه ديون ماديه حتى نقوم بسدادها او نسامح فيها
ولكن هل سأل احدنا نفسه عن الديون النفسيه
وعن ماذا اخذنا من ارواح بَعضُنَا
وماذا عن بعض الجروح المعنوية التي تسمى باسم الحب والمودة والتى تناسيناها بالمبررات والأعذار
ماذا عن كلام قاسي خرج منا بقصد او بدون قصد ولكن ترك جروح في ارواح غيرنا
وهل سيقبل الله مناالسداد المادي فقط ام سيسألنا عن الدين الروحي وهو رب الروح والجسد
هل يسألنا عن اعمالنا وعباداتنا ويترك الدموع والأوجاع الموسومه علينا
اجدادنا وآبائنا يقولون ان من شاخ هرم ولا أمل في تغير الطباع ولكن ليس المطلوب هنا التغير بل المطلوب الاعتذار الا ترحل وانت موصوم بذكري الم في نفوس الآخرين الا ترحل من حياة احدا لم يستطيع ان يدافع عن نفسه امام ظلمك وقسوة قلبك عليه ان بعض الأفعال تاتى من جهل فاعليها ولكن عليهم ان يسددوا ديونهم النفسيه عند النضوج
حتى نحن في نطاق الاسره نقسوا ونظلم بدون ان ندرك اننا نزرع القسوة في نفوس ابنائنا وذلك من منطلق الحرص عليهم والخوف علي مستقبلهم
الأم تعطي جهدها لابنائها في الاكل والشرب واللبس والمذاكرة ولكن هذا ليس من علامات الحب
الأب يقسوا علي ابنائه ويتهمهم بالفشل انتبه انت عليك دين نفسي ومعنوي لأنك لا تربي رجلا بل تكسره وتخلق فيه قسوه بدون ان تدري وتجعل بينك وبينه حاجز طوال العمر
الصاحب الذي يجرح صاحبه ويعنفه ويبرر ذلك انه صادق ويخاف عليه وانه الوحيد الذي يعرف مصلحته انتبه انت تأذي نفسيته وتترك بداخله اثر سيّء
اعتذر قبل فوات الاوان حتى لا يصبح عليك دين معنوى
الأخ الذي يقسو علي أخيه من منطلق انه الأكبر ويعرف اكثر منه
انتبه انت تترك جرح غائر يؤدي الي فقدان سندك وأقرب الناس إليك
احتويه واعتذر له حتى يكون هو سندك في الحياه سنشد عضدك بأخيك
الرجل الذي يعطي الحق لنفسه ان يمتلك قلب امرأه بالكلام الحلو والغزل والعشق ويعلق روحها به ثم يتركها ويغادر انتبه عليك دين نفسي ومعنوي ثقيل
الابن الذي لا يقدر تعب والديه وتفانيهما له من اجل حياه كريمه ولا يقدرهما ويعتبر كل ذلك واجب عليهم انتبه ستجد ابنائك يعاملونك بجفاء وعدم رضا
فكما تدين تدان
الزوج الذي يكسر قلب زوجته كل يوم ويشعرها بأنها بلاقيمه انتبه عليك دين معنوي لها فكم تردد في داخلها عليك. حسبنا الله ونعم الوكيل
إذن عندما امرنا الله ان نسدد ديوننا لم يقصد بها الديون الماديه فقط

اعتقد انه يقصد الدين المادي والنفسي وهو الأعلم به وانه اثقل من الدين المادي
ولذلك قال تعالي إنما الاعمال بالنيات
كلامنا من الصدقات والأعمال الحسنة ولذلك علينا ان ننتبه لكلامنا وأفعالنا ولمساتنا ونعبر عن حزننا وفرحنا بصدق لأننا سنسأل عن كل ذلك امام الله
نحن لسنا أنبياء ولا صديقين نحن بشر نصيب ونخطأ وعلينا ان ناخذ بالنا من اخطائنا في حق أنفسنا وفِي حق الآخرين ونعتذر ونطلب السماح مثلما نفعل في الدين المادي لانه دين بيننا وبين الله
وما بيننا وبين الله اقوووووووى ان نحاسب أنفسنا عليه ونسدده
حفظ الله مصر

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق