أقلام حرّة

حاتم زكريا يكتب: تـهنئة غـير عـاديـة فى مناسبة إستثنائية

 

 

تهنئة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمنتخب الأوليمبي المصري بعد فوزه على جنوب أفريقيا 3/ صفر جاءت على غير العادة قبل ختام بطولة كأس الأمم الأفريقية للشباب تحت 23 سنة والتي تنتهي اليوم بلقاء مصر وكوت ديفوار على اللقب ..
وأعتقد أن قيام الرئيس السيسي بهذا العمل كان لسببين أساسيين ، وليس لسبب واحد كما هو معلن .. السبب المعلن هو ضمان تأهل الفريق المصري لاوليمبياد طوكيو 2020 ..

والثاني غير المعلن هو رغبة الرئيس فى ترسيخ مبدأ جماعية العمل والتي غالباً ما تفرز نتائج باهرة فى كل مجالات النشاط الإنساني وهذا ما اتضح من خلال مسيرة منتخب الفراعنة فى كل مباريات نهائيات البطولة والتي فاز فيها جميعاً ، وذلك بالإيمان بالهدف وبالعلم الذى ينتمي إليه وبالإصرار والشجاعة وبذل الجهد ، وانتقلت هذه المشاعر الى الجماهير المصرية العظيمة مما جعل ستاد القاهرة يمتلاً عن آخره مساء الثلاثاء الماضي فى ظاهرة لم تشهدها مباراة للشباب منذ سنوات طويلة ..
وكان ضرورياً وواجباً وطنياً أن تقابل هذه الروح بما تستحقه من القيادة السياسية من تقدير أدبي ومعنوي الى جانب التقدير المادي الذى تخصصه الدولة للمخلصين والبارزين من أبناءها وتصرفه الجهات المعنية مثل وزارة الشباب والرياضة فى الوقت المناسب ..
وقبل أن تأخذنا نشوة النصر الكبير والإنتصارات المتتالية يجب أن يعلم جميع اللاعبين أن البطولة ما زالت قائمة على أرضنا بالقاهرة وأن الهدف الذى نسعي له جميعاً لم يتحقق بعد وهو الفوز بكأس البطولة .. نعم تأهلنا لدورة طوكيو ، ولكن البطولة هي هدفنا الأول والأكبر .. والفوز على كوت ديفوار الليلة ليس ضرباً فى المستحيل . وقد سبق وأن فازت عليه جنوب أفريقيا فى دوري المجموعتين يوم الثلاثاء الماضي 12 نوفمبر باستاد السلام ..
ولنعتبر مباراة جنوب أفريقيا هي الشوط الأول من نهائي البطولة وأنه انتهي بالتعادل السلبي ، وأن الجماهير لن تذهب لمنازلها حزينة حتي لو ضحي اللاعبون بأرواحهم لاسعادها .. هذا ما صرح به شوقي غريب المدير الفني للفراعنة بعد مباراة جنوب أفريقيا وان هذه الكلمات هي سر تحول الأداء فى الشوط الثاني وأن من لا يجد لديه القدرة من اللاعبين على تحقيق ذلك فليعتذر عن مواصلة اللقاء أو عن عدم اللعب ..
وأنا هنا لا أطلب أرواح اللاعبين ، ولكن أطالبهم – كما هو عهد الجماهير بهم طوال منافسات البطولة – أن يقدموا كل ما لديهم من جهد وأن يؤدوا بروح عالية فى إطار من الروح الرياضية الحقة ، وأن يؤكدوا تفوقهم على أفيال كوت ديفوار بالجدية والإصرار .. وهذا فى إمكانهم ..
وبعيداً عن نتيجة المباراة النهائية للبطولة الليلة فاني لا أنكر على الكابتن شوقي غريب حقه فى التعبير عن فرحته بالفوز الكبير على جنوب أفريقيا ليرد إعتبار المنتخب الوطني الأول الذى خسر يوم 6 يوليو الماضي وخرج من الدور الثاني لكأس أفريقيا ..
ولا أنكر عليه حقه أيضا فى التفكير والتخطيط للفوز بميدالية أوليمبية خاصة وأنه المدرب الوحيد الذى فاز ببرونزية كأس العالم للشباب 2001 بالأرجنتين .. ومن حق شوقي غريب أيضا أن يشكر الجميع إبتداء من اللاعبين وجهازه المعاون واتحاد الكرة السابق والحالي مؤكداً أنه واجه معركة شرسة منذ توليه المسئولية ولكنه لم يلتفت الى أي شيء وعمل بجد ..
ومن الكلمات التي لا تنسي ما قاله ديفيد نوتواني المدير الفني لجنوب أفريقيا : فريقنا لم ينجح فى التعامل مع الضغط الجماهيري , كانت أجواء صعبة أن تلعب فى ستاد القاهرة ، وتصمد لمدة 60 دقيقة ..
والمناسبة لم تمر مرور الكرام على حسام البدري المدير الفني للمنتخب الوطني الأول فبعد أن قدم التهنئة للاعبين والجهاز الفني على الإنجاز وقال : ” الإصرار والروح القتالية وراء الإنتصار الذى ساهم فى إسعاد الشعب المصري وأتمني دوام التوفيق للمنتخب الأوليمبى ” .. « عقبال المنتخب الأول » .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق