أقلام حرّة

إسراء كارم تكتب : في بيتنا «زمان»!

 

 

أمام شاشة «تليفزيون» صغيرة كنا نجلس جميعنا.. أنا وأبي وأختي وأخي بينما أمي كانت تقف في المطبخ لإعداد «الساندوتشات والفيشار» .. ثم تأتي بهم وتجلس معنا لتحلو المشاركة.. هكذا كانت نهاية أسبوعنا السعيدة والدائمة

كانت السهرة تحلى ببرنامج طرائف أو فيلم كارتون لم نشاهده من قبل أو فيلم عربي أو مسرحية طريفة.. وحقيقة من فرط السعادة كنت أنام دون أن أشعر لأستيقظ في اليوم التالي وأنا في سريري

كبرنا بعض الشيء وأصبحنا في حاجة إلى تغيير.. فأصبح يوم الإجازة هو «الفسحة» إما في السيرك أو عشاء بالخارج وغالبا ما يكون «طعمية وفول» ونجلس على النيل بالقرب من سيارتنا الصغيرة «فيات ١٢٧» نخبر بعض بالنكات والفوازير لساعات دون ملل

لا أتذكر كيف مرت السنوات ولكن فجأة.. كل الأمور اختلفت
لا أنسى متى بدأت علاقتي بالإنترنت.. حيث كنت عند إحدى صديقاتي وأنا في صفي الأول الثانوي ننهي بعض واجباتنا قبل حضور المدرس لدرس الفيزياء.. لأجدها تتحدث صوتيا وتتبادل الحديث مع مجموعة من الأشخاص.. ما دفع فضولي لسؤالها واكتشاف ما يحدث وحينها كان برنامج شهير اسمه paltalk

شغفي بالاكتشاف دفعني لدخول الموقع بشكل مستمر لأيام والتعرف على العالم الموازي.. وبعد وقت ومع التطور وجدتني على Hi5 وYahoo وhotmail messenger وحاليا Facebook وtwitter و Instagram

بالطبع هذا الأمر لم يغلفني وحدي بل استقطب الجميع إلى عالم آخر أنسانا عالمنا الحقيقي.. لتصبح لمة العائلة «ذكريات» حتى علاقاتنا تحولت إلى مشاعر مرسومة أو تعليقات مقتضبة

«الوحدة» شعور مؤلم ومميت انتشر في المجتمع.. فكثيرا ما نقرأ جملة لشخص «رغم كل من حولي أشعر بالوحدة».. وجميعنا تروق لنا الجملة رغم أننا السبب.. تركنا حياتنا للبحث عن حياة مختلفة عبر السوشيال ميديا

رسالتي لكم: استعيدوا ذكرياتكم الحلوة.. ربوا أبنائكم على أن الحياة مشاركة حقيقية وليست تواصل عبر صفحات وهمية.. استعيدوا أنفسكم بنشر الحب والخير وتدعيم علاقاتكم.. صلوا أرحامكم وزوروا بعضكم فهذا هو ديننا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق