أقلام حرّة

خالد جعفر يكتب: عزيزي ضمير العالم

 

هل مازلت حيا كى أخاطبك إن كان فيك بقية من روح ؟ أكتب لك وأنا أقدر انشغالك دائماً بعالمنا المضطرب.. 

لكن مازال عندي أمل أن تسمعني، وتقبل عذري على اقتراف فداحة إرهاقك بمشاكلنا.. 

عزيزي ضمير العالم إن كان فيك بقية من روح 

إننا لم نفكر يوماً في محاولة إزعاجك أو إيقاظك من النوم في غير موعدك لم نسع يوماً أن نقتحم عليك حياتك وهدوءك وسكونك، نحن شعب طيب وقد حاولنا كثيراً أن نموت في هدوء ، لكن صمتك منح انكفاءنا صوت الفضيحة والعار..

أين أنت يا ضمير العالم من الأديان التي لم تعد إلا شعارا وقناعا يختبئ خلفه القتلة والمرابون والقوادون وتجار السلاح ؟ أصبح لدينا فائض من الموت لانجد له أرضاً يدفن فيها ولاكفنا يستر عوراته مشردون أشبه بالموتى يحيط بهم الألم والجوع والخوف دماء المسلمين بكل أرض تراق رخيصة وتضيع هدرا والعصبة العمياء تنهش كالذئاب مارعت لله قدرا..

عزيزي ضمير العالم 

تبدل الأمن بالرعب، والهدوء بالقلق خوفاً من حصار الموتحتى النزوح أصبح ترفا عجزوا عن بلوغه

أحدثك يا ضمير العالم عن الموت المترصد في الزوايا، خلف الأبواب المغلقة ،بين رفوف الخزائن، تحت الأسرة وفي الشوارع ألا يؤلمك بكاء الرجال أمام نسائهم ؟

ما أقسى دموع الرجال أمام صغارهم وهم يحملون أمتعة الهروب والرحيل من جحيم الموت ليس هناك أمر ولا أشد ألما من قهر الرجال أهون منه الموت قبل فراق الوطن أقسى أنواع العذاب أن تتمنى الموت ولا تجده أقسى أنواع المهانة أن تبحث عن الموت ولا تجد من يأخذ بيدك إليك هنا يضيق صدرك ويطوقك العذاب وتكبل ساقيك آلام الجراح

عزيزى ضمير العالم إن كان فيك بقية من روح 

بحثت عنك في كل مكان وسألت عنك كل البشر في مصر، في سوريا، في فلسطين، في العراق، في اليمن ،في ليبيا وأنا أصرخ فتشت عنك في كل المدن وطفت في كل شارع وكل حارة وأنا أصرخ بحثت عنك في كل الكتب وبين سطور الشعراء وأنا أصرخ وأنا في هذا الصراخ جاءني صوت المتنبي من الماضي البعيد يقول :

بم التعلل؟لا أهل ولا وطن ولانديم ولاكأس ولاسكن

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مناجاة حية لضمير العالم
    اخشي ما اخشاه انه توفى و تحلل منذ زمن. لانه لو كان من عالم الأحياء ما كان انتظر المناجاة سيدى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق