أقلام حرّة

حاتم زكريا يكتب: تحية للجيش فى ذكري نـصـر أكـتـوبـر المجـيد

في المليان

 

 

نحتفل  غد ا الأحد بالذكري 46 لنصر أكتوبر المجيد ، وهو يوم من أخلد وأغلي أيامنا .. يوم أعادت فيه القوات المسلحة للإنسان المصري والعربي عموماً كرامته وشموخه بعد أن قامت فى أكتوبر 1973 بتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذى لا يقهر ، وذلك بالتنسيق مع القوات السورية الشقيقة لاسترداد أرض أغتصبتها إسرائيل فى سيناء وهضبة الجولان ..
وتأتي ذكري أكتوبر هذا العام فى ظل ظروف صعبة تمر بها بلادنا هذه الأيام على خلفية محاولات خائبة لا تهدأ لقوي الشر المتربصة بدولتنا الفتية التي أشتد عودها بعد أن افاقت من فترة ظلامية ( سنة كبيسة ) فى ظل حكم جماعة الإخوان الإرهابية .. وفى محاولتها الأخيرة تحاول هذه القوي أن تحدث فتنة بين الشعب وجيشه إستغلالاً لكلمات موتورة لشاب موتور لا نعرف من يحركه ولآي مدي يريدون توظيفه ونحو أي إتجاه !! .. ويبقي شعب مصر الواعي هو المعلم والقادر على كشف الأباطيل وأكاذيب التنظيمات المعادية والدول الحالمة بعودة الخلافة والأخري الحاقدة على نفسها قبل الأخرين لأسباب مجهولة ولكن مع بعض التدقيق لن نجد سوي إنها تنفذ سياسات ومخططات لها أبعاد إستعمارية ، والمحركون يعرفون أنفسهم ولن ينجحوا فى الإختفاء حتي النهاية ! ..
وحتي لا ننسي عظمة اليوم الذى نحتفل بذكراه هذا الاسبوع علينا أن نستعيد بعض المعلومات عن تلك الملحمة الوطنية التي ستبقي محفورة فى ذاكرة التاريخ علي مدي الأزمان ..
ورغم الإدعاءات الصهيونية بعد إعلان مصر طلب سحب قوات الطوارئ الدولية وإغلاق المضايق كرمز لتأييد سوريا فى مواجهة التهديد الإسرائيلي بالهجوم عليها .. فإن التربص الإسرائيلي بمصر كان مبيتاً بدليل ما حدث فى عدوان 1956 .. وأخذت إسرائيل قرار مصر كذريعة للعدوان عليها فى وقت كانت فيه القوات المسلحة المصرية فى أضعف حالاتها بعد حرب اليمن الطويلة ، فكانت الفرصة سانحة لإسرائيل لإستغلال تفوقها الجوي فى إلحاق الهزيمة بالجيش المصري وإحتلال سيناء والضفة الغربية – وكانت تحت حكم الأردن – وهضبة الجولان السورية .
وبعد أن رفض الشعب تخلي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عن الحكم ليقوده فى معركة التحرير لإستعادة أرضه ، وكان طبيعياً أن تبدأ مصر حرب إستنزاف مع إعادة بناء القوات المسلحة واستمرت تلك الحرب ثلاثة سنوات ونصف السنة .
ورغم موافقة ناصر على مبادرة روجرز وزير خارجية أمريكا فى ذلك الوقت فإن إسرائيل لم تف بالإلتزامات التي تضمنتها المبادرة ، وبعد ذلك رفضت مصر وقف إطلاق النار وإستمرار حالة اللاسلم واللاحرب ..
وبعد وفاة الرئيس عبد الناصر وتولي الرئيس السادات المسئولية وإنطلاقاً للعملية السياسية والإستراتيجية واصل مع قادة الجيش الإستعدادات للحرب المنتظرة التي وصفها الخبراء ” بالحرب المستحيلة ” فى مواجهة خط بارليف والتحصينات القوية على إمتداد خط التماس فى الجانب الشرقي للقناة إلى جانب وجود القناة ذاتها كمانع طبيعي وصناعي صعب ، والمساندة اللوجيستية المستمرة والضخمة من الولايات المتحدة لإسرائيل لتعوض خسائرها فى العتاد الحربي .
كما تبني السادات – رحمه الله – خطة خداع إستراتيجية ساعدته فى تحديد يوم العبور بالإتفاق السري مع الإخوة فى سوريا وكانت مفاجأة فى يوم عيد كيبور ، ورغم ثغرة الدفرسوار فإن أمال الإسرائيليين تحطمت أمام بسالة أبناء السويس والإسماعيلية مع إحتفاظ قوات الجيش الثالث بمواقعها شرق القناة ، فكانت مباحثات فض الإشتباك ثم معاهدة السلام فى مارس 1979 والتحكيم الدولي بشأن طابا لتعود كل الأراضي المصرية لأصحابها ..
***
وفى هذه الذكري فان التحية واجبة لأبطال القوات المسلحة وقادتها الــ 16 الذين قادوا حرب 6 أكتوبر 73 وعلى رأسهم الزعيم محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام ..

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق