أقلام حرّة

حاتم زكريا يكتب عن.. الإعلان الأزمة!!

 

كنت قد عقدت العزم على الدفاع عن لاعبي منتخب مصر عقب خروج المنتخب الوطني من دور الـ 16 لنهائيات الأمم الإفريقية لكرم القدم التي تنظمها مصر باقتدار في وقت قياسي بعد إسناد التنظيم إليها قبل خمسة شهور فقط ..

ولكنني تراجعت إلى الوراء كثيرا في هذا الأمر بعد ظهور إعلان لإحدي شركات المشروبات الغازية المدفوع ثمنه مقدما قبل بدء مباريات البطولة يعتذر فيه ستة من نجوم الفريق عن الخروج في شكل أغنية تقول كلماتها :” بصوا أحنا ممكن نديكم حجج السنين .. وممكن نقول الحكام .. وانتو عارفين .. بس اسلم حاجة نعتذر .. اسفين ” ..
وأثار الاعتذار ” المدفوع ثمنه مقدما ” للاعبين غضب مجموعات من الجماهير التي شاهدته عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأنهم أدركوا أن اللاعبين لا يهمهم في كل الأحوال سوي المكسب المادي في حالتي الفوز او الخسارة .. ويا عيني على الوطن !
وتقول مصادر الخبر ” المخزي ” أن هذا الإعلان كان ضمن حملة إعلانية متفق عليها مع هؤلاء اللاعبين تضمنت ثلاث إعلانات .. إعلان قبل بدء المباريات .. واثنان استباقيان احدهما فى حالة الفوز بالبطولة والتتويج بالكأس الثامنة وهو مالم يكتب له الظهور بعد الخروج غير المتوقع .. والآخر يتضمن الاعتذار في حالة الإخفاق .. وقد تم التصوير وإعداد المواد الإعلانية قبل بدء البطولة بأيام !
ولا شك أن الجماهير التي تابعت الإعلان وجدت فيه انه لا يعبر إلا عن شئ واحد هو الاستهتار بمشاعر الجماهير والمواطنين عامة .. و أنا في حل من ذكر أسماء هؤلاء اللاعبين الذين أساءوا إلى أنفسهم بدرجة تفوق أية مكاسب مادية !
والمفاجأة أن عمرو وردة صاحب حكاية الاستبعاد الشهيرة بسبب واقعة ” الفيس بوك ” لم يكن من بين مجموعة اللاعبين المشاركين في الإعلان مما يؤكد انه ليس بالسوء الذي حاولت عارضة الأزياء المجهولة إلصاقه به وأنها أرادت أن تصنع لها تاريخا من القذارة والدخان الأسود والشهرة الكاذبة ” .
ورغم رفضي الشديد للاعتذار الإعلاني لمجموعة اللاعبين المخدوعين الذين تحركهم المادة فاني اقدر الاعتذار الذي كتبه وردة على موقع التواصل الاجتماعي ” انستجرام ” والذي أعرب فيه عن اعتذاره الشديد لجميع المصريين وللوطن لأنه لم يتمكن هو وزملاؤه من تحقيق أمل الجماهير وإسعادهم وقال : ” سنعود اقوي وأشجع واذكي مما سبق لتشريف بلادنا العظيمة مصر “..
وهذا لا يعني إني كنت مع قرار مشاركته في المباراة الأخيرة والذي جاء مسايرا للقرارات الخاطئة والفاشلة الذي تبناها اتحاد الكرة والجهاز الفني الذي لم يرع الحالة النفسية للجماهير واللاعب معا في موقعة انتقالية مهمة لا تقبل الإعادة !
وعموما فان فشل المنتخب في البطولة الإفريقية الحالية جاء امتدادا لمظهره السيئ في نهائيات كأس العالم بموسكو 2018 رغم وصوله إليها بعد 28 عاما من الغياب وأيضا بعد الوصول لنهائي كأس الأمم الإفريقية بالجابون 2017 بعد تغيبه ثلاث دورات متتالية عن النهائيات .. وهذا يؤكد أن الانجازات المحدودة المحققة في تلك الفترة جاءت بدعم الدولة وجهود اللاعبين قبل أن تنتقل إليهم عدوي الفاشلين في أدارة الجبلاية الذين دخلوا عالم اللعبة واتحاد الكرة دون مسوغات سليمة تؤهلهم لأداء دور ايجابي وحقيقي في هذا لمجال الذين سيطروا عليه بإجادتهم لعبة الانتخابات ” والتربيطات ” مما اضطر اللاعبون الدوليون الذين دخلوا المجال الإداري إلي مجاراتهم في هذا الأمر لضمان الفوز في الانتخابات .
ولا شك أن الفساد في الجبلاية سيجد من يدافع عنه باستماتة وحتى الرمق الأخير لان العملية أصبحت ” سبوبة ” للكثيرين الذين يرون في بعض القابعين هناك فرصة لا تعوض لإصلاح الأحوال المادية والمعنوية وبسط النفوذ واخذ أوضاع لا يستحقونها !
وبعيدا عن فساد الجبلاية فإننا يجب أن نبحث عن وسيلة فعالة لإصلاحه والاستعانة بنجوم الزمن الجميل و بعض ذوي الخبرة الحقيقية الدولية مثل المهندس مصطفي مراد فهمي ، وأيضا الخال فهمي عمر لوضع الأمور في نصابها الصحيح..
ورغم حزني الشديد لخروج منتخب مصر من البطولة ، فاني أدعو الجماهير بكل ألوانها لمتابعة باقي المباريات النهائية تعزيزا للجهد الكبير الذي بذلته القيادة السياسية في التنظيم الذي كان بمثابة معجزة غير مسبوقة …

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق