أسرار وحكاياتالمميزة

بالصور.. حكاية كاتم أسرار السادات!

 

سر يرويه.. عبد العزيز الكفراوي

انه الوزير فوزي عبد الحافظ…. رجلا دمث الخلق بسيطا مبتسما مترفعا عن أي سلطان أو جاه….. كان يقطن بجوارنا بمنطقة المعمورة في الثمانينات….. كنت اشاهده عن كثب…..

كان يتصل مباشرة بالوالد…. كي يبلغه بمواعيد مقابلة مع الرئيس السادات…. وكان أيضا عندما يريد الوالد أن يبلغ الرئيس بأمر ما كان يتصل به….. كان رياضيا يمارس رياضة المشي بشاطئ المعمورة هو وباقي طاقم الحراسة المخصص للرئيس السادات….. اتذكر إنني رأيته بعد رجوعه من رحلة العلاج الطويلة التي قضاها للعلاج بعد إصابته باصابات شديدة في حادث المنصة الغادر…… وكان الرجل يبدو طوال الوقت بوجه حزين ….. وإذا بي اقول له أهلا بالبطل….. كنت أريد أن أقول له شكرا تقديرا ووفاء له على تضحيته واصابته في الحادث المشؤوم….. وكان يظهر ذلك في فيديو المنصة الشهير ….. فإذا به ومنتهي التعجب بل وبإبتسامة سعادة ينظر لي وكان يعرفني جيدا….. وكان وقتها يتعكز على عكازين…… الف مليون رحمة ونور ومغفرة له…… فهناك شهداء أحياء حتى يموتون ليس في ميادين القتال ولكنهم كانوا يعيشون في اعمالهم يضحون ويجتهدون – – – – – – – – – هل تعرف من هو هذا الرجل الذى كان يرافق السادات مثل ظله طوال 28 عام وهل تعرف ماذا فعل يوم إغتياله بالمنصة !!
—————————-
لاشك أن دائماً ما تركز الاضواء حول الرؤساء بشخصياتهم وإطلالتهم خاصة إن كان شخصية الرئيس هى من الشخصيات التى لا تتكرر كثيراً مثل الرئيس الراحل انور السادات الذى تولى حكم مصر فى العام 1970 بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر إلى عام 1981 فقد كان هو رجل المهام الصعبة حيث تولى زمام الامور فى وقت عصيب للغاية
.
لكن ما لايعرفه الكثيرون حول الرجال الذين كانوا على مقربة دائمة منه طوال حكمه وايضاً قبل ذلك رجل كان دائماً ملازماً له مثل ظله أينما تولى أو ذهب وهذا الرجل هو السيد فوزى عبدالحافظ الذى كان يشغل منصب السكرتير الخاص للرئيس الراحل أنور السادات والذى كان بالاساس هو ضابط بحرس الوزارات قبل تولى السادات الحكم والمكلف بحراسته ثم في حراسة منزله الخاص ثم ظل مرافقا له طوال 28 عام كاملة وقد كان يطلق عليه “كاتم اسرار” السادات نظراً لقربه الشديد منه وعلى الرغم من هذا قد كان الرجل لايتدخل فى أى من الامور السياسية داخل البلاد
.
وقد تم ترشيحه ليكون سكرتيراً وحارساً للسادات قبل حكمه من قبل الشيخ حسنين مخلوف والذى كان يشغل منصب مفتي الديار المصرية حينها وهو شقيق زوجة فوزى فوزى عبدالحافظ وبالفعل حصل على تلك المكانة
.
ومن الغريب بالامر أن عبدالحافظ لم يكن خريج الكلية الحربية كباقى الضباط المكلفين بالحراسات وإنما كان خريج كلية الشرطة عام 1945 وقد عمل ضابط بمديرية قنا وكان من بين الوفد الذى سبق إلى زيارة اسرائيل لترتيب زيارة السادات
.
وقد قام الرئيس السادات بترقيته إلى درجة وزير برئاسة الجمهورية فى عام 1980 قبل حادث المنصة بعام واحد فقط حيث كان فوزى عبدالحافظ أحد أشهر ابطال هذا اليوم الذى تلقى به عدد كبير من الرصاصات واصيب إصابات بالغة بجسده نظراً لانه ألقى بجسده على السادات لحمايته لحظة الهجوم عليه من قبل خالد الاسلامبولى ورفاقه
وقد عان كثيراً بعد شفائه من جراء تلك الاصابات وظل متأكاً على عصا باقى حياته ولم يظهر بأى صورة من الصور بالاعلام وافياً مخلصاً لرئيسه وكاتما لاسراره إلى أن توفاه الله فى يوم السادس والعشرون من سبتمبر عام 2006 عن عمر 84 عام

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق