المميزةمقال رئيس التحرير

عمر القاضي..عندما تموت الأشجار واقفة

استشهد في أول أيام عيد الفطر وسطر ملحمة بطولية في مواجهة الإرهاب

 

بقلم… جمال عبد المجيد

٢٤ عاما هو كل عمره في الحياة.. زهرة تتفتح..شجرة وارفة الظلال.. يستظل بها كل فار من هجير الحر.. تخرج في كلية الشرطة.. جاءت خدمته في سيناء.. على خط النار.. تدريبه على أعلى مستوى.. يحسن استعمال جميع الأسلحة.. يعرف أنه في مهمة بلا عودة.. تاركا وراءه أم ثكلي وأب مكلوم.
ختم مصحفه في خدمته التي لا تعرف الراحة وعينه وسط رأسه… في وقت يمنحنا فيه الأمان لنختم مصاحفنا في مساجدنا وتحت هواء التكييف..
هو عمر إبراهيم كمال القاضي الذي طالته رصاصات الغدر والإرهاب بعد أن استشهد في كمين البطل ١٤ ذلك الكمين الذي حمل وصف الأبطال وكأنه يعنيه وينعيه ويعرف انه سيرتقي شهيدا في أول أيام عيد الفطر المبارك وبعد سويعات من رحيل شهر رمضان…
عمر القاضي لم يكن وحده يقضي عيده في السماء بل معه ٧ من أبناء الشرطة المصرية سطروا ملحمة من البطولة والشجاعة تستحق أن تروي ويخلدها التاريخ كلما ذكر اسم كمين البطل ١٤ بمحافظة العريش بجنوب محافظة سيناء..

لم ينم أصدقاء وزملاء الأبطال الثمانية فور علمهم باستشهادهم من قبل الجماعات الإرهابية الضالة فقامت وزارة الداخلية على الفور بتتبع مسار القتلة الكفرة وقتلت منهم ١٤ فردا كانوا متورطين في الهجوم على كمين البطل ولم تكتف بذلك بل قامت القوات الأمنية بتمشيط المنطقة المحيطة بالكمين وعثرت على ١٤ سلاحا متعددا

وحزنا عليهم اتشحت قري الشهداء بالسواد ومنهم قرية ساقية المنقدي وقري مركز ومدينة أشمون، مسقط رأس عمر القاضي الذي استشهد أثناء تأديته الواجب الوطني وحُمِلَ الجثمان على سيارة إطفاء وعزفت الموسيقى العسكرية سلام الشهيد، بينما تحولت الجنازة إلى مظاهرة ضد الإرهاب، وردد المشيعون الهتافات المناهضة للإرهاب، ” لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله”، و”الله أكبر.. الله أكبر”، و”لا إله إلا الله.. الإرهاب عدو الله”، مطالبين بالقصاص من الإرهابيين.

وقد استمرت البطل الشهيد عمر القاضي  4 ساعات بسبب الأعداد الكبيرة  التي احتشدت في القرية لتشييع الجثمان إلي مثواه الأخير…

رحم الله عمر القاضي… ورحم الله الشهداء.. وحفظ مصر من الإرهاب

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق