أهلا رمضان

نبي الله محمد. النور الذي يجللنا حد الأبد

 

الرباط… بقلم… ناهد الزيدي

1 كان خلقه القرآن:
في هجير مكة، تجلى بردا وسلاما.
كان منقذا من الضلال، وتبدى رجل الأقدار ومنح من عمره الواحد القصير ما أطال عمر أمة بأكملها.
مثل نسمة عاش لا يقرب ما به قومه غارقون.ولا يعثر على جبلته إلا في مناجاة ربه المتعالي.
عبر غار حراء .
استرسل محمد صلواته اله عليه ونوره، في استلهام وحي أتاه ليجده في انتظار بزوغه.
وصدع بالحق وقلبه مرتبط بالسماء.وتلى قرآنا يفتح القلوب التي عليها أقفالها.
أجل:
“كان خلقه القرآن”، كما قالت سيدتنا عائشة.

2 – الرحمة المهداة:

كل تصفح لسيرته المعطارة ، النضرة :
يقود الوجدانات صوب سمو بلا نظير يذكر.
سيد الخلائق محمد، ظل الله في أرضه المعطاء، بسيطا كان في سموه، ساميا كان في بساطته.
عبر “إقرأ” – أول الوحي ونوره – :
سار الرسول في شعاب مكة، وأحياء المدينة، يؤسس لجسور تصل بين السماء والأرض، وتمتح من ينابيع الوجود بسائر تجلياته وخفاياه.
حمل الرسالة، تلك التي ستضع الناس – جماع الناس – في أعلى عليين إن هم جعلوها طي القلب، ونبض الروح، وشعار الوجود قبل العدم.
وفي جل حركاته، في كل سكناته:
كان الرسول “رحمة مهداة”.

3 – يا لنور الإسم وبهاء المسمى:

عرفته وأنا نطفة في رحم الوجود.
في روح كياني، وقبل أن يشرق نور الحياة في قدري، كان يسكن دواخلي بشكل يستحيل وصفه وشرحه.
وحين وعيت، أدركت أن الشهادة به تكتمل كل تجلياتها في الإقامة كما في العبور.
انجذبت إلى إسمه قبل أن أعرف للأسماء معان.
محمد بن عبد الله.
يا لنور الإسم.
يا لبهاء المسمى.
إسم ممهور بالأخلد الذي لا يفنى ضوعه في الدنى.
مسمى منظور لسرمد لا حد لبقائه.

4 – محتدمة بمحمد الإشراق والهدى:

بين سجود لله، وذكر لرسوله:
أحسني مع سيدنا محمد.
بقربه الجذاب.
وفي معيته الكريمة في بذخها الذي لا يجارى.
أستمع – بخشوع شاسع بحجم الأقاصي في سرائري – إلى ما يتلوه من آي قرآن وسامق الحديث.
ألوذ بنوره الآسر لأعثر على توازني الداخلي.وأخلو إلى دبيب الأشياء من حولي.
أنهطل توقا إلى قراءة مبعوث السماء، لأدرك ماهيات الوجود في أصلاب الوقت والأشياء.
محتدمة بك يا محمد الإشراق والهدى.
احتدام بلا شبيه، عبره أتعاطى مع النبوة من خلال حضور رسول أمي نطق بإعجاز أفحم أرباب البلاغة!

5 – ألتقي بذاتي في رحاب رسالتك:

أهجس برغائب شتى.
بضع منها يؤول بي توا نحو ما لا أملك أمامه سوى تسليم المؤمنة الأوابة.
وما تبقى من الكل يكتسحني حد الجهر بالشهادة “لا إله إلى الله محمد رسول الله”.
وأستعيد – من ذاكرة قراءاتي الدينية – ما يثريني لأنفض عني وعثاء عالم منخور بالمادة، عالم وضع بينه وبين ما هو روحي مساحات ضحلة..!!
ويذرف الرسول دمعا كلما رأى ضائقة أحد أصحابه.وتسقط عبراتي كلما ضبطت نفسي ألهج بعشق محمد.
فيا رسول الله، يا محمد الهدى:
أجيء إليك من برزخ التوق، وتجيء إلى من توق الحلم، ثم ألتقي بذاتي في رحاب رسالتك.

6 – إنه البرزخ العلوي:

لنور محمد أسماء ودلالات وأنوار.
هذا الضياء الذي يسير في ركابه، ويتعطر بمحاذاته، يدل على بشرية مصفاة.
ما هو بوهج يأتي ثم يأفل.
إنما هو نور يمتد ويتفشى في كون بكامله.
لذلك كلما استعدت نور سيد الخلق، عبر استشفاف وعبر استبصار، أخذني الزمن إلى غير زمن.ورأيت في الأمكنة ما لا يرى سوى في البرزخ العلوي.

7 – على شاهدة النبوة:

على شاهدة النبوة – نبوة محمد – أطالع قدر الدنيا.وأقرأ سيرة البشر منذ الخليقة حتى اللحظة.
وأتساءل بيقين لا تنتابه حيرة:
لو أن البشرية حرمت من طلعة محمد أكانت ستبلغ رشدها وتترك غيها، وترتفع إلى عنان التقوى..؟!
الشاهدة – شاهدة قبر الدنيا – لا تجيب هي فقط توحي بما كان وما سيكون.
في السنن لا محيد عن استعادة مسار قرشي اضاء كونه بمنهاج الأتقياء، بسراج المهتدين.

8 – في حضرة نبي وكتاب:

محتشدة بالجواب أسير نحو السؤال.
أيمكن اقتراف سؤال في حضرة نبي جاء بكتاب لم يترك شيئا إلا وأحصاه..!!؟؟
من هنا:
كلمت أزمعت براقا باتجاه معرجي، أرى نبي المسلمين في كبد السماء يتلالأ كبدر في أتمه.
وما البدر إلا محمد بن عبد الله، الذي جاء إلى الدنيا وتركها وهي مهتدية بأنوار هداه وتقواه.

9 – كامل الصفات والأوصاف:

ينتهي الحبر والقرطاس في أول صفة من صفاته ما يزال يتلعثم ويرتعد..!!
كامل الصفات والأوصاف هو محمد.
فكيف يتجرأ المداد على الإحاطة بشسعه الذي لا يحد ولا يبلغ له شأو..؟!

10 – أمة في رجل واحد:

أستعيد ما كتبه خالد محمد خالد بكثير من الإعجاب لتلك الفطنة الداخلية التي أملت حبره:
“ابن عبد الله محمد..مهما تتبار القرائح والإلهام والأقلام – متحدثة عنه، عازفة أناشيد عظمته، فستظل جميعا كأن لم تبرح مكانها، ولم تحرك بالقول لسانها”.
أمة كاملة تجسدت في رجل واحد.في نبي هو خاتم جميع الأنبياء.
ذاك هو نبي الله محمد.
ذاك هو النور الذي يجللنا حد الأبد.
ذاك النور نستجيش به خمس مرات في كل يوم.
عليك أفضل السلام يا سيدي يا رسول الله.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق