المميزةمقال رئيس التحرير

حنان كمال: صمت الحملان.. ورحيل البلابل

 

بقلم… جمال عبد المجيد

عادة الغصن كلما اخضوضر الغصن

فطير يمضي وطير يحط.
عندما كتب فاروق شوشه رائعته عن دار العلوم يحييها في ميلادها لم يتبادر إلي ذهنه أنه يرثي صاحبة الابتسامة الصامته والألم المبرح وصاحبة الغصن الندي التي رحلت عن دنيانا في غربة غريبة كانت تلازمها حتي وهي بين أحضان الوطن،…
حنان كمال تحملت ألم السرطان الذي اشتعل في جسدها.. تحملته في صمت ورضا الصابرين الشاكرين الحامدين المؤمنين بقضاء الله وقدره وكانت دائما تردد أنه قدر الله ولا مفر من قدره ورحمته..

كانت تري أن المرض الذي لازمها سنوات طوال تخط العشر سنوات بمثابة رحمه من الله عز وجل وارتضت أن تتحمله راضية مرضية رغم قساوة الظرف الإجتماعي الذي تحملته أيضا، فقد كتب عليها الصبر وهو منجاة لها من كل شر..
حنان كمال في اخر ما كتبته كانت تعتذر لأصدقائها ومتابعيها ومحبيها على صفحتها الشخصية”فيس بوك” وكان الاعتذار سببه أنها لا تستطيع الرد على جميع الأصدقاء واحدا واحدا ممن تمنوا لها الشفاء من ذلك المرض، ويأتي اعتذارها نابعا من قلب محب _رغم مرضه _ إذ كانت تري أن “تعليق” كل صديق هو بمثابة بعث روح الأمل ليس خوفا من الموت لكن تطمنينا لكل صديق ومحب يخشي عليها من الموت..
وفي هذه الأثناء رافقتها في هذه الرحلة صديقتها العزيزة سمر الجمال التي تألمت أيما تألم لرحيل صديقتها حنان كمال وكانت سمرالجمال هي من تقرأ تعليقات المتابعين وتقرأها وحنان تبتسم ابتسامات الرضا بما كتبه الله وتضحك والموت يقترب منها رويدا رويدا حتي خطفها..
رحم الله حنان كمال بقدر تحملها الألم وألهم أسرتها ومحبيها صبرا جميلا يليق بصبرها ويليق بجمال قلبها الرقيق الذي اتسع حبا ومحبة للجميع.. 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق