المميزةتحقيقات وتقارير

خبراء: رعاية البحث العلمي هو الطريق الأمثل لمستقبل مصر.. وفرص دولية لزيادة الاستثمار

صوت الوطن – محمد عيد:
أشاد برلمانيون وأساتذة جامعات، بانطلاق “المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي.. بين الحاضر والمستقبل”، بحضور ممثلي 36 دولة أجنبية ورعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأعضاء الحكومة والمحافظين ورؤساء الجامعات وقيادات البحث العلمي، إلى جانب تنظيم معرض على هامش فعاليات المنتدى يضم حوالى 85 عارضًا لعرض البرامج التعليمية والبحثية والأنشطة التي تقدمها الجامعات المصرية.


وأكد الخبراء أن المنتدى يأتي في إطار إيمان الدولة المصرية بأهمية تفعيل دور البحث العلمي، في تبادل الحوار والرؤى والأفكار، بهدف تحقيق أجندة وخطط التنمية المستدامة 2030، من خلال الاستفادة من الخبرات والتجارب المقدمة من قبل رواد الأعمال ومديري كبرى الشركات العالمية وأصحاب الكفاءات في التخصصات المختلفة.
وافتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي تحت عنوان “بين الحاضر والمستقبل” في العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور نحو 2000 شخصية من بينهم كبار المسؤولين والعلماء والخبراء والمهتمين بالتعليم الجامعي والبحث العلمي والابتكار، فضلا عن أكثر من 300 شخصية أجنبية من كبار العلماء ورؤساء الجامعات الدولية ونواب وزراء التعليم وخبراء التعليم من 55 دولة، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالتعليم العالي والبحث العلمي.
ويُعقد المنتدى في العاصمة الإدارية الجديدة باعتبارها نموذجًا معاصرًا للتطوير والتخطيط والبناء للمستقبل تم إنجازه في وقت قياسي، وتؤكد قدرة المصريين على التعمير وتحقيق التنمية والانفتاح على العالم.


وأوضحت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أن المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي من أكبر المنتديات العلمية والتي سيكون لها تأثير في تطوير منظومة التعليم والبحث العلمي وتحقيق الجودة به وتطوير ما يخص الجامعات، لافتة إلى أنه سيكون هناك ملتقى للبلاد لتبادل الخبرات الخاصة بهم، وسيكون فرصة للشباب للمشاركة بأفكارهم في هذا المنتدى عن كيفية تطوير الجامعات والبحث العلمي والدراسة ومخرجات التعليم العالي.
وأضافت نصر، أنه سيكون هناك جلسات كاملة يُديرها الطلاب وليس الخبراء والدكاترة، وهذا الأمر نوع من أنواع إعطاء الثقة لشباب الجامعات، وهذا نتيجة مشاركتهم في مؤتمرات الشباب العالمية التي يتم إطلاقها على الأراضي المصرية برعاية الرئيس السيسي، مضيفة أن المنتدى العالمي للتعليم سيكون له طفرة في تبادل الخبرات في مجال البحث العلمي والتعليم العالي بأكمله، فضلًا عن إعطائه فرصة من أجل تحسين الجامعات ورفع التصنيف العالمي لهم.
وأكدت، أن المنتدى له أهمية كبيرة جدًا في مجال البحث العلمي والجامعات، متمنية أن يتم عقد بروتوكولات تعاون مع الدول الأخرى في المجال العلمي والبحثي، مما سيكون له عائد كبير على التعليم في مصر.


وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن القيادة السياسية في مصر وضعت شريحة الأكاديمين والباحثين على رأس أولوياتها، لترجمة فلسفة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بما يتفق مع خطة الدولة في تحقيق استراتيجية التنمية 2030.
وأوضح “فهمي” أن الدولة المصرية تسعى إلى تعظيم عائد الاستثمار، وتعزيز آليات التصدي للتحديات التي يواجهها التعليم العالي والبحث العلمي على المستوى الدولي في ضوء المستجدات المتسارعة في عالم تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي، فضلًا عن المنتدى يمثل فرصة دولية لإقامة الجامعات الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن القيادة السياسية تحاول إعداد الخريجين لأسواق العمل، وتحقيق الجودة داخل المؤسسات التعليمية والبحثية، والتوسع في التخصصات الدراسية الحديثة، ومناقشة أهمية التصنيفات العالمية، والمعايير المختلفة المستخدمة في تلك التصنيفات، وتطوير المناهج وفقا لمتطلبات التنمية، وتعزيز قدرات ومهارات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في مجال البحث العلمي والابتكار.


وشدد الدكتور حسن شحاته، أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، على أن رعاية البحث العلمي هو الطريق الأمثل للمستقبل الآمن، الذي يتسم بالإنتاجية، قائلًا: “إن الأحكام وطريقة إدارة المؤسسات المختلفة في المجتمع والمشروعات المستقبلية، يجب أن تخرج في إطار علمي صحيح، قائم على رؤية سليمة للبحث العلمي، الذي يحقق الصدق”.
وأضاف “شحاته”، أن البحث العلمي هو السلاح لهجر التخلف، خاصة في مجال الإعلام، وتمثيل صورة المجتمع أمام العالم، بدلًا من أن تكون الأخبار عن الأبراج والحظ والأفكار القائمة على التفكير العشوائي والرجعية، الأمر الذي يتطلب توسيع دائرة البحث العلمي دون تقييد بزمن أو تمويل مُحدد.
ولفت أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، إلى ضرورة اهتمام الدولة بالعلماء والباحثين، خاصة من الشباب الذي يُعد بذرة المستقبل وأمل الأمة، مشيرًا إلى أن مكافأة المشرفين على أبحاث الماجستير تصل لـ 500 جنيه فقط، والمناقشة 890 جنيه، والدكتوراة 1000 جنيه، ومن ثم يكون لزامًا على الحكومة إعادة النظر في تقدير جهود المهتمين بالبحث العلمي مرة أخرى، ويكون المنتدى هو الإنطلاقة الصحيحة لإعادة تصحيح المسار.


وقالت الدكتور ميرفت سليمان، أستاذ العلاقات العامة والإعلان في جامعة طنطا، إن المنتدى خطوة هامة مطلوب الاستفادة منها، بالتعرف على تجارب الدول الأخرى في البحث العلمي وتعزيز التعليم العالي في بلادهم، من خلال التوطين، لأخذ ما يتناسب مع السياق الثقافي والتكنولوجي والبينة التحتية لمصر.
وأضافت “سليمان” أنه من المهم تكوين مواطن رقمي، فليست الأزمة في تدريب الشباب على مهارات استخدام التكنولوجيا، ولكنه التركيز لابد أن يكون على “الذهنية” التي تتعامل مع هذه المهارات، مؤكدة أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين، وبالتالي تتوقف على ذهنية المستخدم بجانب إتقانه مهارات التعامل مع هذه التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، فهناك تغيرات عديدة يشهدها المجتمع في الوقت الراهن، مشددة على ضرورة تركيز الجهات المعنية على التنمية الذهنية قبل إتقان مهارات التعامل مع التقنيات.
وأشارت أستاذ العلاقات العامة، إلى أن هذه المهارات إذا لم يتم تحقيق التنمية الذهنية سيتم استخدامها في أمور سيئة، مثل تجنيد “داعش” للشباب من خلال هذه التقنيات، وكذلك الألعاب الإلكترونية ودفع مستخدميها إلى الانتحار، موضحة أن التنمية الذهنية المقصود منها التنمية الحقيقية للمهارات والتفكير الإبداعي في التعامل مع التكنولوجيا والقدرات اللازمة، فضلًا عن تنمية الاتجاهات.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق