أقلام حرّة

د. مني نور الدين تكتب: الجولان وسياسة التبجح الإسرائيلية

 

بعدما أعلنت إسرائيل أن القدس إسرائيلية ونقلت عاصمتها إليها على مرأى ومسمع من المجتمع الدولى ممن شجب وأدان وناصر وأيد ظل الصمت يلازمنا ويراهن علينا إلى أن أتى الإرهابي ترامب بنهيقة جديدة عبر تويتر معترفا بالسيادة الإسرائيلية على الجولان فى ظل رفض الاتحاد الأوروبي والدول العربية .
لماذا الجولان ؟
تقع المنطقة العربية فى قلب ما يسمي بحزام العطش داخل المنطقة الجافة وشبه الجافة .
والبداية كانت رغبة إسرائيل فى السيطرة على منابع نهر الأردن .
وعلى الرغم من صغر نهر الأردن إلا أنه هو السبب الرئيسى فى تلك المشكلة السياسية حيث يعد من الأنهار الدولية المشتركة تشترك فيه كل من لبنان وسوريا والأردن وفلسطين .. وتتعدد روافد المنبع .. نهر البانياس من جبل الشيخ فى هضبة الجولان السورية ونهر الحاصبانى فى لبنان ونهر اليرموك .
واستلزم ذلك ضرورة استيلاء إسرائيل على المياه فى المناطق منزوعة السلاح على الرغم من انف الأمم المتحدة وكان ذلك أحد دواعى حرب ١٩٦٧ وضرب سد اليرموك الذى أقامته كل من سوريا والأردن حيث يشكل النهر جزءا من خط الحدود السياسية بين الدولتين .
وبعد سيطرة إسرائيل على الجولان تبنت إسرائيل مشروع نقل المياه من أراضي الجليل إلى صحراء النقب فى الجنوب وعملت على أن تكون بحيرة طبرية خزان يجمع كل مياه اعالى نهر الأردن وخرج منه ما يسمى بناقل المياه الوطنى وأثر ذلك على تجفيف بحيرة الحولة .
ولقد انتهت حرب ١٩٦٧ بالسيطرة على كل مياه نهر بانياس وعشرة كيلومترات إضافية من نهر اليرموك وكامل الضفة الغربية وحرمت الجولان من اطلالتها على بحيرة طبرية .
وتسيطر إسرائيل على ثلثي هضبة الجولان السورية وبعد إعلان إسرائيل سيطرتها عليها حتى يتسنى لها الاستفادة الكاملة من كل مقومات هضبة الجولان الاستيراتيجية وأهمية موقعها واشرافها على الأردن وفلسطين وكونها منبعا لنهر الأردن وأهميتها فى الزراعة .
ولا يمكن إغفال الأثر السلبى لسيطرة إسرائيل على معظم مائية حوض نهر الأردن وخاصة بعد احتلالها لكل من المرتفعات السورية هضبة الجولان والضفة الغربية لنهر الأردن .
إسرائيل لن تفكر إلا فى مصالحها الشخصية على حساب دول المنطقة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا هذا فضلا عن استنزافها للمياه الجوفية فى الأراضى الفلسطينية وحرمانها لحساب مستوطناتها .
إسرائيل لن تجدى معها المفاوضات وتتمدد يوما بعد يوم إيمانا منها بتحقيق حلم الدولة الصهيونية الكبرى من الخليج للمحيط .
والسؤال الذى يطرح نفسه ؟
ماذا بعد الصمت العربى ؟
من القادم ؟
وما أشبه الليلة بالبارحة … فمن أين نأتي بيرموك جديدة ….ما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق