المميزةفيس وبوك

لماذا تتم إساءة استخدام السوشيال ميديا وتحولها لأداة فتن وشائعات

أكد الدكتور طه على، الباحث فى علم الاجتماع السياسى، أن مواقع التواصل الاجتماعى تمثل منصات عامة ومجانية وحرة تجاوزت فى وظائفها التواصل الاجتماعى وحدود التعبير عن الرأى، إلى أن صارت وسيلة للتأثير الاجتماعى والسياسى من خلال ما تتمتع به من سمات تتمثل فى المرونة، والمجانية بشكل نسبى، والتفاعلية والإتاحة المستمرة بين كل الأوساط والفئات المجتمعية، الأمر الذى جعلها الفاعل الأكثر تأثيرا فى موجات الحراك الجماهيرى التى شهدها العالم كله وليس العالم العربى فقط خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف الباحث فى علم الاجتماع السياسى أن الوظائف الأساسية لفيس بوك تتمثل فى كونه وسيلة للتواصل الاجتماعى والتعرف على العالم الخارجى ومعرفة الجديد بين راغبة التعلم والاستفادة العلمية، لكن ما حدث فى العالم العربى هو أن صارت استخدامات فيس بوك فى غير محلها إلى الحد الذى صار عنده وسيلة تهدد الأمن المجتمعى بشكل عام، سواء من خلال بث الشائعات والأخبار المغلوطة، أو إثارة الفتنة بين الأفراد والجماعات بل والدول.

وتابع طه على: ربما يرجع السبب وراء ذلك الاستخدام السيئ لوسائل التواصل الاجتماعى إلى الفوضى التى أصابت المجتمعات العربية فى أعقاب ما يعرف بـ”الربيع العربى”، حيث كسرت كل الحواجز والقيود، فبات النقد العشوائى يستهدف كل ثوابت الثقافة العربية، فالرموز الدينية نفسها باتت عرضة للنقد العشوائى بسبب عشوائية استخدام تلك المنصات الإلكترونية الجديدة، ومثال على ذلك كتب عظيمة الشأن فى التراث الإسلامى كصحيح البخارى ومؤسسات كالأزهر الشريف وحتى الكنيسة لم تسلم من النقد العشوائى لدى البعض عبر فيس بوك وغيره، بجانب ذلك هناك صعوبة فى السيطرة على تلك العشوائية فى النشر عبر فيس بوك، وإلا ستصبح الدولة التى تمارس السيطرة عليه من ضمن الدول التى تكبح الحريات وصولا إلى تأثر سمعتها عالميا.

ولفت الباحث فى علم الاجتماع السياسى إلى أنه من بين الأسباب أيضا لسوء استخدام فيس بوك هو تراجع المستوى التعليمى، وسطحية الخطاب الدينى، بالإضافة إلى تراجع الذوق العام فى المجتمع، أيضا من بين أسباب استخدام وسائل التواصل الاجتماعى فى غير موضعها، كما أن ما تمر به المجتمعات العربية من تحولات جذرية على خلفية تغير الثقافة العامة للشباب الذى ينخرط بشكل غير منضبط فى حركة “عولمية” يعزز الاستخدام السيئ لمنجزات العولمة التكنولوجية، وفى مقدمتها فيس بوك وغيره.

وحول سبل مواجهة سوء استخدام فيس بوك أشار الباحث فى علم الاجتماع السياسى إلى أن سوء استخدام فيس بوك يعكس أزمة هوية يمر بها المجتمع العربى بشكل عام، وهو ما يفرض على الدولة أينما كانت أن تراقب ذلك الأمر جيدا سواء من خلال الأساليب التقنية مثل السيطرة على تلك المواقع، ومراقبة المحتوى بما يتماشى مع ثوابت الثقافة المصرية فيما يحمى الهوية المصرية من أى تأثيرات خارجية، وذلك بتحجيم الانفلات السائد فيها حتى وأن تعارض ذلك مع اتجاهات الرأى العام العالمى، فمتطلبات الأمن القومى تعلو على ما سواها من دعاوى عالمية للحريات لا تراعى خصوصية المجتمعات.

واستطرد طه على: كما لا يغيب دور الإعلام عن مواجهة تلك الظاهرة، وكذلك الخطاب الدينى الذى ينبغى أن يتضمن التركيز على الجوانب الأخلاقية بشكل أكبر مما هو عليه حاليا، كما أن المجتمع بكل مؤسساته مطالب بمواجهة تلك الظاهرة، وفى القلب منه مؤسسة الأسرة التى تعد صمام الأمان والظهير الأساسى فى مواجهة تلك المشكلات، وذلك من خلال التربية والتوجيه.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق