أقلام حرّة

محمد عيد يكتب: أنقذونا نحن في خطر

صوت الوطن

أحد الأصدقاء دون منشورًا على حسابه الخاص، ذكر فيه ماذا قال المنفذون بحقهم حكم الإعدام في أولى جلسات محكامتهم؟!، حيث ردد الأحمدي صاحب السيط الشهير، بالتسجيل المصور وهو يخاطب القاضي ويقول له: أنا خصيمك يوم القيامة!!..

الأحمدي، الذي ردد أنشودة داعش عن الجهاد في أولى جلسات حكمه، والذي أكد أنه اعترف تحت تهديد والتعذيب، هذا ما فعله وقاله قتلة السادات بالنص، رغم التسجيلات المصورة والواضحة للجميع، فكان النقيضين..

ليس موضوعنا كيف يتدرب أفراد الجهاد والتكفيرين على الكذب وعدم الاعتراف رغم أي ضغوط أو حتى تعذيب، وكنت أتوقع مثلًا أن تكون الردود على الصديق، بأن حالة العطف لدى المصريين لا تحتمل أي حديث في هذه القضية، والقصاص قد كان وخلاص.

لكن الصاعقة حقًا، أن تكون التعليقات والردود أغلبها تحمل هذا النص “الجهاد الذي تتحدث عنه، حث عليه النبي صلى عليه وسلم، وهو بالفعل كما قال الأحمدي، سادس أركان الإسلام”، وسألت نفسي، أي جهاد يتحدثون عنه ويقصدونه، وضد من؟، ولصالح من؟، وأي إسلام وأي دين ذلك؟، ما إسلامهم؟، وما الفرق بين ذلك الدين وديننا الذي نتبعه؟.

الحقيقة.. أن هذه الأجيال، وهذه العقول، وهذه الأفكار على هذا النحو، تُنذر بكارثة، فمجتمعنا بات إما يمينا متطرفًا، وإما انحلالًا سافرًا، يبعد كل البعد عن الوسطية والاعتدال.

كنا من قبل نسخر من عبارة ” غسيل مخ”، ونعتبر ذلك مهانة للإنسان، خاصة الإنسان المصري، فهو ليس بقدر الغباء، والاستسلام إلى هذا النحو، لكن الواقع، أثبت أننا على غير صواب، فهذه الجماعات فرضت نفسها على مجتمع الشباب، بعدما فشلت الدولة في احتضانهم، ومن ثم كان الاحتواء الإرهابي أقوى، وراح يروعنا ويهدد أمننا جميعا، فانقذوا ما يمكن انقاذه يرحمنا ويرحمكم الله، أنقذونا.. فنحن في خطر كبير.

أقدر تمامًا، أننا شعب عاطفي بطبعه، والتعاطف الذي حدث وقتي ولحظي، يرتبط بشكل ولون وعُمر الأفراد، لكن حتى لا ننسى، وحتى نستفيق، كان على الأقل أن تحدث ضجة إعلامية دولية كبيرة تضامنية مع من رحلوا من ضباط الحربية الذين غدر بهم الإرهاب، وهؤلاء المستشهدين في الأرض، الدافعين ثمن أطماع سياسية واستراتيجية، وأحلام استخباراتية، وطموحات جهادية كبرى، ومثلما كان نبذ الشباب، وسوء الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في البلاد، سببًا في نجاح الجماعات الإرهابية في استقطاب الشباب، أيضًا سوء مخاطبة الرأي العام العالمي، هو عامًلا مساعدًا وحفازًا كبيرًا في السماح للغرب بالتدخل في الشأن المصري وقضاياه الداخلية.. أكرر.. أنقذونا نحن في خطر.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق