المميزةمنوعات

كوكتيل من الجحيم: ٥ حروب معقدة تهدد العالم في القرن ٢١

صوت الوطن

إذا كان القرن الحادي والعشرون هو عصر التطور التكنولوجي بامتياز، فإنه أيضا وبنفس الدرجة من الامتياز يعد قرن تطور الصراعات العالمية، وهذه الصراعات ربما لا تتخذ نفس الأشكال من الصراعات الساخنة أو المسلحة، بل صارت صراعات الألفية الجديدة أكثر خطرا، وأقل ضجيجا.

هذا ما يكشفه الكتاب الذي صدر حديثا للباحث والعسكري الأمريكي أوستن باي، تحت عنوان “كوكتيل من الجحيم: الحروب المعقدة الخمسة التي تشكل القرن الحادي والعشرين”
ويبدو الكتاب مزعجا لكثيرين ممن يتصورون أن العالم قد بات أكثر أمنا، وأصبح بعيدا عن ذلك النوع من الحروب المدمرة، كالحروب العالمية التي عانت منها البشرية في القرن العشرين، ويتفحص الكتاب خمسة صراعات محتملة قد تندلع في أي وقت من الأوقات في هذه الأيام، ولن ينتهي أي منها لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية بشكل عام، كما يقول الكاتب.
ويضيف باي في الكتاب: ”يعرض العالم مشاكل عويصة تختبر الذكاء البشري، وتجلد الغرور الإنساني، وقد يخطئ بعض القادة في أبراجهم العاجية، كما حدث في صيف عام 1914، في قراءة تلك المشاكل حيث انخرطوا في فظائع قتال دموي فظيع أودى بحياة الملايين وأسقط إمبرطوريات عدة”.
وينتقي باي خمسة سيناريوهات مخيفة قد تورط الولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر في حروب كارثية. وتشمل أربعة منها المشتبه بهم التقليديون: كوريا الشمالية وإيران والصين وروسيا.
ويشير الكتاب إلى أن لائحة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب للأشرار هي نسخة طبق الأصل لنسخة سابقيه من الرؤساء برغم ضعف الانتباه في ظل الغضب اليومي تجاه سياسة ترامب الخارجية.
ولا يعتبر تلك محض مصادفة، فهذه القوى، ما بعد الحرب الباردة، تمتلك الطريقة والفرصة والوسائل الجدية القادرة على الإخلال بالنظام الدولي العالمي.
ويضيف الكتاب أنه وبالرغم من أن الولايات المتحدة ليست شرطي العالم ولكنها قوة عالمية ذات مسؤوليات دولية مما يعني أنها ستصدم بأية قوة تمتلك طموحات جدية تهدف إلى الإضرار بالوضع العالمي الراهن. ولذلك لا يجرؤ أحد سوى المحللين السذج أو المتبلدين على اقتراح أي شيء سوى إيلاء الكثير من الإهتمام لما قد يؤول إليه صراع مع إحدى تلك القوى. وتلك نظرة مدعومة بتقييم واقعي لقوة الولايات المتحدة العسكرية.
وبالرغم من استثمار ترامب في التباهي بالجاهزية خلال سنتيه الأوليين في الحكم لا تمتلك أمريكا قوة ملائمة لفعل كل ما يتوجب فعله.
ويستند الكاتب في هذا التقييم إلى مؤشر القوة العسكرية للولايات المتحدة الذي تصدره مؤسسة “هيراتيج” من قبل لجنة في الكونجرس حول الإستراتيجية الدفاعية للولايات المتحدة.
ويرى باي أن الحرب حتمية،  رغم أن العنصر المشترك لاستراتيجية بكين وبيونج يانج وموسكو وطهران هو رغبة كل واحدة من هذه العواصم الأربعة في كسب الحرب ضد أمريكا من دون الحاجة إلى القتال، حيث تدرك هذه القوى أن الحروب لن تكون جيدة بالنسبة لها أيضا.
وتفضل كل منها إنجاز أهدافها من دون الحاجة إلى صراع مباشر مع الولايات المتحدة ولا يرغب أحد بحرب عالمية ثالثة.
كما أن ترامب صعّب من إنجاز الصين وكوريا الشمالية وروسيا وإيران لأهدافها من دون القلق بشأن الولايات المتحدة. وتلك هي أخبار جيدة وسيئة في آن معا.
ويتعين على أمريكا إذا رغبت بإقلاق طموحات “قوى الشر” وفق زعمها من دون زيادة مخاطر الصراع إرسال رسالة قوية بأن إحتمالات انتصار هذه القوى في الحرب ليست جيدة على الإطلاق.
ويجب أن تظهر واشنطن مقدرتها على التعامل مع الجهود المزعزعة للاستقرار من دون الحاجة إلى الحرب. ويعني ذلك أن الولايات المتحدة تحتاج إلى ردع عسكري وتقليدي قوي إضافة إلى سياسة خارجية عادلة وفاعلة.
ويضيف باي وجهة خامسة غير تقليدية كمصدر للصراعات المستقبلية وهي الكونغو حيث تهدد دورات العنف المستمرة وتدخل القوى الخارجية بالخروج عن السيطرة.
ويخلص المؤلف إلى القول إنه قد ينتهي المطاف بالولايات المتحدة في القتال في أماكن غير اعتيادية بدلا من المناطق الخاضعة لتقييم المحللين الإستراتيجيين.
ويستشهد  باي على ذلك بتجربته الشخصية عندما شارك في الحرب على العراق قبل عقود عدة حيث كان العراق آخر مكان توقع هو ورفاقه الانتشار والقتال فيه.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق