أقلام حرّة

باسل عاطف يكتب: النفس الأخير!

 

سألني صديقي منذ أيام سؤال يبدو في مضمونة أنه ساذج ولكنه يحمل في طياته خبايا كثيرة، وكان كالتالي: لماذا لا تفشل القوات المسلحة في أي مشروع تخوضه؟.. في حقيقة الأمر السؤال يستحق التأمل.. فكم من مصنع وشركة ومشروع تجاري فشل وأغلقت أبوابه في حين مشاريع الجيش التي تمتكلها أو حتى تشرف عليها وتنفذها تنجح وتكون نسبة الفشل فيها معدومة. 

الإجابة أسهل مما تكون وتكمن في كلمتين أن القوات المسلحة تلاحق الفاسدين أينما كانوا.. فإذا نبشت في أي مؤسسة في أي مجال كان ووجدتها تنهار ستجد أن هناك مجموعة من اللصوص والفاسدين يقفون وراء هذا الفشل المذري. 

اللصوص والفاسدون هم “كلمة السر” في انهيار المؤسسات والمشاريع التي أغلقت أبوابها وسرحت موظفيها, ودائما تجدهم يقفون للناجح بالمرصاد إما أن ينضم إليهم وأما أن يصبح عدوهم، ولكن في النهاية تكون الكلمة الفاصلة للحق والخير. 

الفساد منتشر في مصر لـ”الركب” وهيئة الرقابة الإدارية خير دليل على هذا الكلام بعد أن أوقعت في مصيدتها عدد من رؤساء الأحياء لا حصر لهم بتهمة الرشوة والفساد، فكم من مؤسسة تحتاج لهيئة مصغرة من الرقابة الإدارية داخل أروقة جدرانها خشية من الظلم والقهر الذي يتعرض له العاملين. 

“تكميم الأفواه” بات الفصل الفاصل أمام “لقمة العيش”.. إما أن تتحدث بصدق وتجلس في منزلك، وإما أن تتحدث بكذب وتتصدر المشهد، فالقوانين في مصر مجرد “حبر على ورق” غير مفعلة وغير منصفة للعامل البسيط الذي لا ظهر أو واسطة له. 

حينما ثار أهل القرية على العمدة الظالم هرب رجاله من أمام الجبوش الجرارة وظهرت كلمة الحق في النهاية وانتصر الشعب المظلوم وأخذ حقوقه كاملة، فهذا هو النفس الأخير!.  

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق