المميزةثقافة وقراءة
كرفان الأصفر 10
معتز صلاح
ايقظته رائحة عطنة لشئ ما، آفاق سيد والظلام يستولى علي كل شيء، ضربات قلبه خافته كأنه الموت يأتي ببطء كسلحفاة مسنة ، صوت ضعيف بعيد يشبه أنين ما، هل سقط معه شخص آخر؟ ، وربما يكون الاخر طفل بصوت صغير ضعيف ،يتمنى الموت لكنه يبطئ أكثر، الصوت يضعف ويقترب يحاول مد يده ، لكنه يبتعد فجأة.
الرائحه الكريهه تزيد مع صوت برق ورعد أضاء الحفرة الطينية الواسعة المظلمة لعمقها ، من صنعها؟، أم أنها وجدت لتقتله هو فقط؟.
قطرة المطر تبدو بريئة ، لكنها هنا تتحد مع الطين كخنجر يعود لغمده ، وتتكاثر لقتله كقبر مائي يتكون ببطء ، الصوت يقترب ويصمت ثم يسمع صوت نباح بعيد، هل يبحث عنه أحد؟، هل يبحثوا عنه لأنه قاتل؟، أم يريدون إنقاذه؟.
صوت النباح يقترب ، انه معه فى نفس الحفرة ،كيف دخل؟، وهل يستطيع الخروج من مكان دخوله؟
يحاول التركيز ، لكن رأسه يدور ،أحد يلحس يده. بفم واسع ولسان خشن… الصداع يهاجمه مع البرودة ،ومشاهد كلبه الصغير الظريف الذي اختفى يوما ما ، لم يعطيه اسم لأنه اختفي بعد ظهوره يقترح بسيطة ، يوما اقترح ابوه انه اساء معاملته لذلك هرب منه ، وضحك كعادته بسماجه لا يستطيع نسيانها.
اقترب منه النباح اكثر ، كلب صغير يمسح رأسه فى صدره بحنان ، ليكتشف مصدر الرائحه الكلبه الميتة التي سقط فوقها لتنفصل رأسها ، وحولها ثلاث جراء ظهروا كأشباح مع لمعة برق سريعة ، ومع ضربة برق أخرى ظهر “فهد” اختار اسمه بسرعة حتى لا يختفي منه ، هل يكون صديقه للأبد؟
اعتقده أسود كالليل ، لكن أبيض يكاد يضيء ، هكذا رآه فى ثاني الايام .. مع بدايات العطش والجوع، صرخ ونبح معه فهد بصوت عالي كأنه يقلده ، لا احد سمعه، مر فوقه قطارات عدة ، تلقي عليه تراب واحيانا سقط جزء من رغيف ، فالتقطه سيد ووضع جزء فى فم فهد ، وجزء فى فمه هو …
لا يدري عدد الأيام ، فقط تمر…
فكر فى قتل فهد وأكله…
فكر في قتل نفسه ، ليأكله فهد…
جروحه لا تجعله يستطيع شئ..
احس بانفاسه تثقل..
ووسط الإغماءات المتكررة.. احس بنفسه يسحب بواسطه ذراعين طويلين جداً ، قلق على فهد والتقطه ليحتضنه.. لا يدري احتضن ماذا؟
شعر بنور الشمس.. وأمامه شخص بأصباغ والوان مختلفه… وانف كبير …..اصفر.