المميزةتحقيقات وتقارير

زي النهارده مذبحة الأبرياء.. هيردوس يأمر بقتل الأطفال الذكور في بيت لحم لحماية عرشه

 

تقرير – محمد عيد:

تحل اليوم ذكرى مذبحة قام بها هيرودس الكبير ، ذُكرت في إنجيل “متى”، (2 : 16-18)، لكن لم تُذكر في أناجيل أخرى أو أبوكريفا مبكرة باستثناء إنجيل جيمس 22، إنها مذبحة الأبرياء؛ حيث يقص “متى” أن الملك هيرودس أمر بذبح كل الأولاد الذكور في بيت لحم؛ ليتجنب فقدان ملكه إلى “ملك اليهود” المولود الذي أعلن المجوس ولادته.

لكن الملاحظ أن هذه القصة لم يذكرها سوى إنجيل “متى” ولم تذكرها أناجيل أخرى باستثناء إنجيل جيمس، لكن فنانى عصر النهضة وما بعدها تبهوا للحدث الدرامى الكامن خلف هذه القصة فقدموها فى أعمالهم.

أما المؤرخون الدارسون لـ سيرة هيرودس فإنهم ينفون وقوع القصة “تاريخيًا” ويستبعدون قيام هيرودوس الأول بها.

وحكم هيرودوس الأول فى الفترة ما بين 74 قبل الميلاد وحتى 4 قبل الميلاد، وتبعه ابنه هيرودوس الثانى الذى تؤكد الوثائق القديمة والقصص الدينية بأنه هو من قتل “يوحنا المعمدان” وهو فى الثقافة الإسلامية “يحيى” عليه السلام.

هو ابن الدبلوماسي انتيباتر الإدومي من زوجته النبطية، عُين حاكماً على الجليل ثم أصبح ملك اليهودية، وقد بسط نفوذه على المنطقة الممتدة من هضبة الجولان شمالًا إلى البحر الميت جنوبًا، وكانت أيام حكمه تمثل ازدهاراً ثقافياً واقتصادياً، وقد كان حليفاً أميناً للإمبراطورية الرومانية، وتمثل الثقافية اليونانية الرومانية في أعماله، وتعرض لمعارضة شديدة من قبل بعض المجموعات اليهودية.

كان مقره في مدينة القدس، وقد اشتهر بمشاريع البناء الفاخرة التي بادرها في هذه المدينة، ومنها بناء معبد القدس الكبير المسمى هيكل سليمان، وقد بادر أيضا مشاريع بناء في أماكن أخرى من مملكته مثل إعادة بناء مدينة السامرة وتسميتها سبسطية نسبة إلى اسم أغسطس قيصر باليونانية.

في المصادر اليهودية يذكر كملك مشكوك في شرعيته، كونه إدومي الأب ونبطي الأم، بالرغم من تقدير هذه المصادر لأعماله الضخمة في معبد القدس.

في المسيحية يعتبر هيرودوس طاغيا إذ يذكر إنجيل متى أنه أمر بذبح كل مواليد بيت لحم عندما علم أن المسيح قد وُلد فيها، ومن بعده جاء ابنه هيرودس أنتيباس فأعدم الرسول يوحنا المعمدان، لأنه عارض الملك معارضة شديدة لعلمه انه تزوج من اخته هيرودية بعد تطليقها من زوجها فعارضه يحي المغتسل يوحنا المعمدان بقوة وامره بتطليقها وفي احدى الحفلات التي كان ينظمها هيرودس في قصره طرب لنغمات الموسيقى التي كانت تتراقص عليها بنت أخته هيرودية سلامة او سالومي كما تذكر في المصادر العبرية .

طلبت سالومي من هيردوس رأس يوحنا المعمدان، يحيي بن زكريا، وألحت في الطلب حتى قام بتلبية طلبها وهو كره لخشيته من رد فعل الكهان والكتبه اليهود الا انه نجا بفعلته لكون النبي يوحنا المعمدان يحي المغتسل يعارض الهيكل كثيرا فلم يعقب احدا من الكهان او الكتبة اليهود على ما حدث وقدم لها راس النبي على طبق وذهب الصوت الصارخ في البرية عليه السلام يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا شهيدا للدعوة الممهدة لدعوة يسوع.

توفي هيرودس عام 4 ق.م. فقسَّم الامبراطور أغسطس مملكته بين أبنائه الثلاثة حسب وصيته الأخيرة، فعين أرخلاوس Archelaos حاكماً على يهوذا التي تحولت بعد إقصائه عن الحكم عام 6م إلى مقاطعة رومانية، أما فيليب Philippos فحكم المنطقة الشمالية الشرقية (توفي عام 34م)، في حين حصل هيروديس أنتيباس على منطقة الجليل التي حكمها حتى عام 39م، وكان مثل بقية أسرته يهودي في الداخل وهلنستي في الخارج.

 

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق